الارتباط بـ "الشريك المثالي": أهي صفة عادية متأصلة، أم أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت فيها؟

حقيقًة عفاف فكرة البحث عن شريك مثالي موجودة منذ القدم أي قبل وجود وسائل التواصل الإجتماعي ولكن ولكن هذه الوسائل ساهمت في تجذر هذه الفكرة لدى الكثير من الشباب.

ربما بالأمس الشخص يبحث في شريكه صفة الجمال والأخلاق وتحمل المسؤوليات ولكن اليوم بدأ النظر إلى ما هو أبعد من ذلك مثل الحب والدلال والحنان المبالغ به وأن يملك المال إلى جانب الجمال وكأنه يجب أن يكون الشخص مثاليًا.

ليس مواقع التواصل وحدها ساهمت في ذلك أيضًا بعض المسلسلات والأفلام ساهمت في فكرة وجود شخص مثالي.

اعتقد أن الموضوع يمكن في تعريفنا لكلمة الشريك المثالي، اعتقد أن الشريك المثالي ليس الذي هو كامل جدًا وليس فيه عيوب، بل الشريك المثالي هو الشخص الذي اكون قادرة فيه على تبادل همومي وعثراتي ومع ذلك مازالت أحبه ويجبني، لم يتغير شئ ولم ينظر إلي نظرة سيئة بسبب الهالات تحت عيوني ولم يلمني بسبب تصرف جارتي الوقح، ولم يتخطاني في تقرير ماهية ديكور بيتنا، هذا هو الشريك المثالي

الفكرة هي أنه لايوجد شخص مثالي لابد من التضحية ببعض المواصفات.

أيضا لماذا لم يفكر الناس أنهم ربما حتى لو وجدوا الشخص المثالي الوسيم المتفهم صاحب الوضعية المادية الممتازة ربما هم لايستحقونه؟ ربما أنت الذي تبحث عن المثالية أنت بحد ذاتك غير مثالي فكيف تتوقع أن ترتبط بشخص مثالي المواصفات؟.

أنا أرى أن الأزمة الحقيقية في هذه المسألة متعلقة بالأشخاص أنفسهم، لا بالتطبيقات أو بالسبل التكنولوجية المتاحة في الوقت الحالي. فعلى الرغم من أن منصات التواصل الاجتماعي ومدى التزييف وانعدام التلقائية الذي تكتظ به قد تسبب في خلل المعايير لدى الأشخاص في كثير من الأحيان، فإنن كبشر بشكل دائم لا نستطيع تصوّر أي شخص دون أن نعرفه. ما أعنيه هو أن الأشخاص الذي ينتظرون الحب أو الارتباط العاطفي بشخص لم يظهر بعد، فإن طبيعتهم البشرية تحتّم عليهم في هذه اللحظة أن يتخيّلوه كاملًا، وأن يتمنّوه كاملًا أيضًا، إلى أن يظهر شخص طبيعي جدًا به عيوب ومزايا كأي إنسان طبيعي، وعندما يسقط الإنسان في الحب بالتجربة فإنه يدرك فجأة أن الأشخاص المثاليين ليسوا موجودين بيننا أبدًا. لكن للأسف الطبيعة البشرية التي تطمح إلى الأفضل بدون حدود هي التي تحتّم علينا ذلك، وهذا أيضًا قد يحدث عندما يخرج الإنسان من علاقةٍ ما، فإنه يتناول الأمور بالمنظور نفسها الذي تبنّاه قبل العلاقة. الموضوه برمّته بالنسبة إليّ مقترن بالتجربة.

فكرة الفيلم تدور أكثر حول السطحية أو المظهر قبل كل شيء وأي شيء

وما سبق بالاضافة إلى المثالية والشعور بالنقص وأكثر تزرعهم وسائل التواصل وتنميهم بحرص لمصلحة الاقتصاد والمجتمع الاستهلاكي والرأسمالية.

يجب أن تشعر بأشياء تنقصك ليسعهم عرض حلولهم السطحية مقابل مالك.

انتشار عمليات التجميل ومستحضرات التجميل، ويبدي الكل اهتمامهم بتجميل أنفسهم ومن حولهم كشريك حياتهم، بينما الجمال مفقود

إننا كبشر بشكل دائم لا نستطيع تصوّر أي شخص دون أن نعرفه. ما أعنيه هو أن الأشخاص الذي ينتظرون الحب أو الارتباط العاطفي بشخص لم يظهر بعد

فكرة أو حقيقة البحث عن شريك مثالي أو ما يسميه البعض ب soulmate صفة متأصلة وفطرية في كل إنسان ودخل لمواقع التواصل في ظهروها لكن من الممكن أن تكون قد ساهمت في إرتفاعها كظاهرة ، فهناك من من ينظر للشريك المثالي طبقا لمظهره الخارجي ، وهناك من يركز على الجانب الفكري ، وهناك للمثالية من الناحية المادية ، وهناك من يكون ذو نسبة كبيرة من الطمع ويرى أن الشخص المثالي هو من تتوفر فيه كل تلك الصفات التي سبق ذكرها .

لماذا بالأصل السعي لشريك مثالي؟

أعتقد أن فكرة سعينا لشريك مثالي هو إعتقادنا بأننا أشخاص مثاليين .

حقيقة لا أعلم كيف أجيبك عفاف.. حيث أنني لا أعرف تماماً من هو المثالي بحق.. وكيف فينا أن نحكم على شخص بأنه مثالي..

كثيراً حين نتحدث كزملاء بالعمل في ساعة فنجان القهوة الصباحية المخصصة للحديث عن كلّ شئ قبل الدخول بمضمار العمل.. كنت أسمع عبارة (ما فيه ولا غلطة) حين يرغبون أن يصفوا شخصاً بأنه بلا عيوب..

فأسرح قليلاً بكلمة (ولا غلطة) ماذا يعنون بذلك؟؟ خاصة حين يكون انطباعي بأنّ هذا الشخص ليس من النوعية المفضّلة لدي..

لذلك لا اعرف ما هي المثالية في عيون وأفكار الآخرين.. لكن عموماً أظن بأنّ التطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في جعلي (سأتحدث عني) أثق بأنه لا شخص مثالي.. لما يبدو عليه الأمر وكأن الجميع مثاليون على تلك التطبيقات.. لذلك أظن أن الرغبة بشريك مثالي هي مسألة موجودة مسبقاً.. وقد تكون التطبيقات أو مواقع التواصل ساهمت بتخفيض الحاجة للمثالي مقابل أموراً أخرى.. بسبب المساحة التي وفرتها من حرية التعارف وتوفرها بأزمان أكثر من الواقع مما جعل البعض منا يتنازل عن بعض الرئيسيات التي كان يشترطها للقبول بالأمر.