لماذا يتم التشجيع على فكرة: "من أجل أن تنجح أنت يجب أن يفشل الآخرين"؟


التعليقات

لطالما آمنتُ يا عفاف بأن القمة تتسع للجميع، وأن وجه النجاح يصبح مشرقًا حين يحوي وجوهًا عديدة، وأن مَدّ يد العون للغير لمساعدته وإقالة عثرته تعود على صاحبها بالتيسير والخير الكثير طال الزمن أو قصر، وأن القلوب الرَحبة المُحِبة تذوق طعمًا فريدًا للحياة، لذلك لا أعتقد بأن سببه فشله أن الناس لم تتقبل وجود أكثر من واحد في نفس الوقت، بل لأنه صورته لم تعد نظيفة كما يرغب الناس، لقد أصبح مدمنا وهذا سبب استمرار مستواه في النزول للقاع.

لن يكون النجاح أو الفشل مصيرنا الدائم، سنواجه كلا الأمرين لا محالة، والغيرة او الغبطة شعور طبيعي، ولكن يمكننا ان نعود انفسنا على التصفيق للآخرين وندرك حينها أنه يوما ما ستكون الادوار متبادلة وسأتمنى أن يصفق الجميع بغض النظر اذا كانوا في مرحلة نجاح او فشل حينئذ.

مفهوم النجاح ياعزيزتي يختلف من شخص لآخر، ومن ثقافة لأخرى فما يعتبر نجاحًا عند شخص قد يكون حلمًا لدى الآخر، فالنجاح بشكل عام يرتبط بأهداف واضحة، ولكن ما يؤسفني حقًا في مجتمعاتنا العربية، الافتقار لثقافة النجاح، ووجود التنافس الافتراسي القائم على الأنانية وحب الذات، وعدم تمني الخير للآخرين، فلن نصل إلى أهدافنا المنشودة إلا إذا ارتقينا من بواطننا قبل ظواهرنا.

 ما رأيك بهذه الفكرة الخبيثة التي تتأصل في المجتمع للأسف؟ وهل سبق وأن واجهتها وسقطت فيها؟

بداية يخرج هذا بسبب المسابقات التي تقام، فمثلا يتم عمل جائزة كبرى للفائز الأول، ويتم تكريمه، والتصفيق له، والتقاط الصور معه، والعناية به، ثم باقي الفائزين يتم تهميشهم، ويمكن أن يكون الفرق بين الأول وللثاني درجة واحدة، ولكن لم يحظ بالرعاية والاهتمام التي حظي بها الأول.

هذا يحدث في سنوات الدراسة كلها، فالأول على الدولة، ليس كالثاني، وفي البيئة الصفية يعامل الأول بخلاف زملائه، وفي المسابقات القرءانية، في مسابقات الشعر، في جميع المسابقات.. هناك أول يتم التصفيق له.. فقط شخص واحد.

وهذا السبب يجعل الآخرين تتحطم معنوياتهم، وتسوء أحوالهم، وبعضهم يقرر ألا ينجح، ويركن إلى الفشل، لأنه لم يحقق النجاح الذي يرضى المجتمع.

رأيي في هذه الظاهرة، أنها من أسوأ وأظلم الظواهر.

وبسببها يحبط الكثيرون، وتتحطم آمالهم.

والذي صنعها هو التعليم..!

لا أتابع الدراما الهندية، لأنني أراها غير واقعية، لديها خيال واسع وغير منطقي في بعض المرات.

لكن موضوع المساهمة، جعلني حقا أتساءل يا عفاف كون المسألة أعمق من ذلك، النجاح والرسوب متجذر فينا منذ الطفولة من التحضيري الى الجامعة نعلم أن هناك طالب ناجح و أخر راسب، لا يوجد شئ ثالث.

فكيف لنا أن نتخلص من هذه الفكرة الخبيثة كما وصفتيها كيف برأيك؟ لا يمكن، وليس من السهل، وحتى لو أنشئنا جيلا جديدا لا يؤمن بها، كيف بإمكاننا أن نغير أفكار الأجيال الحاضرة والقديمة؟

في حياتي صادفت الكثير من الأشخاص الذين يرفضون رؤية غيرهم ناجحين, ويحاربونهم ان استطاعوا, وإن لم يستطيعوا باليد فسيتمنون للناجح الفشل والسقوط.

لا أجد تفسيرا لانتشار مثل هذه الفكرة سوى أن الأخلاق الحسنة قد تراجعت وحل محلها الكره والحقد والحسد.


أفلام وسينما

كل ما يخص عالم الأفلام والسينما وأخبارهما سواءً العربية أو الأجنبية.

65.8 ألف متابع