لماذا تقوم العلامات التجارية العالمية مثل: channel بحرق منتجاتها بعد مرور موضتها؟

في رأيكم هل هذه الأسباب كافية حتى تقوم الشركات بهذا؟، وبخصوص الطبيعة والأضرار التي تلحق بها من جراء هذا ما هي الاجراءات التي يجب أن تقوم بها هذه الشركات حتى تخفف من هذه الاضرار؟

لو كنت أحد المسؤولين في شانيل بطبع سوف أعمل بنفس الآلية بل أعجبت بفكرهم .. التفرد هو من يصنع القيمة في وقتنا الحالي والندرة وعدم التوفر .. فالماركات من هذا النوع تستهدف فئة على سبيل المثال المليونيرات لن تقبل أن تحمل حقيبة مطروحة منها أكثر من 5 قطع بل يتفخرن باقتناءها قطعة من ضمن خمس قطع على الإطلاق بطبع سعر الخمس قطع يساوي فعلياً سعر 50 ألف قطعة من المنتج الصيني التجاري ... فكرة السعر مرتبطة بالندرة ومن هنا تأتي القيمة

لو أردنا الحديث عزيزتي مريم على نفس المبدأ في علم النفس حتى معيار الجاذبية يخرج من الندرة فالشخص الذي يكون غير متوفر يكون جذاباً .. فهذا لمنهج النفسي المتبع في هذه الشركات ..

أما بالنسبة لقضية الحرق وتخلص منها بطريقة آمنة صحياً أعتقد مع تقدم الأساليب والسب لتحليل سلوك المستهلك واتجاهاته أصبحت تدرك هذه الشركات الكمية المطلوبة على أصنافها وهذا سيقلل من الهدر الي سيحصل .

ولكن ممكن أن يتم دفنها أعتقد سيكون أفضل من حرقها

هذا المستهلك يحب الشعور بالتفرد وإذا خفضت الأسعار تخسر أفضل جمهور لها والذي يدفع أغلى مقابل الجمهور الأقل

هذا هو المبرر الأقوى، فالعميل بشكل عام يشتري بالشعور ولا يشتري بالمنطق. و خاصة هذا النوع من العملاء الباحثين عن الندرة والتفرد كأولوية. و طالما أن هذه الشركات تدرك هذا الأمر، فهي تسعى لحماية علامتها و حماية قيمتها السوقية وقيمتها عند عملائها وما يترتب عليه الحفاظ على ولائهم لها ولذا في حال شعر عملائهم بأن هذه المنتجات يمكن اقتنائها بأقل ثمن وبشكل متاح للجميع فسيقلعون عن الشراء.

ولكن الأسلوب في التخلص من هذه المنتجات هو أسلوب غير حضاري ومضر بالبيئة وهذا ما دعا جمعيات الحفاظ على البيئة للوقوف في وجه هذه الشركات . حتى أصبح الكثير منهم يفكر بتغير الطريقة المتبعة مثلاً :شركة كارتيه تجمع الساعات التي لم يتم بيعها في المحلات التجارية وتقوم بشرائها وإعادة انتاجها بشكل جديد.

في رأيكم هل هذه الأسباب كافية حتى تقوم الشركات بهذا؟، وبخصوص الطبيعة والأضرار التي تلحق بها من جراء هذا ما هي الاجراءات التي يجب أن تقوم بها هذه الشركات حتى تخفف من هذه الاضرار؟

لا أراها كافية، و ذلك لأن الحفاظ على التفرد ليس سببًا كافيا برأيي، لماذا لا تقوم دور الأزياء بالتبرع للمحتاجين بمثل هذه الأقمشة التي لا تنفعهم شيئا بالفعل!

من الإجراءات اللازمة هي سن القوانين التي تمنع هدر الموارد فيما لا فائدة منه و منع الحرق و توفير ما هو مناسب للبيئة و البشر على حد سواء. فمثلا نجد سن القوانين و كذلك توفير خامات أقل سعرًا في ما فيه احتمالية الحرق واقعة سيوفر جزءًا ماديا كبيرًا على دار الأزياء.

في رأيكم هل هذه الأسباب كافية حتى تقوم الشركات بهذا؟، وبخصوص الطبيعة والأضرار التي تلحق بها من جراء هذا ما هي الاجراءات التي يجب أن تقوم بها هذه الشركات حتى تخفف من هذه الاضرار؟

أختلف بشدة مع هذا الأمر لكونه بالنسبة لي عملا غير أخلاقي تماما، لما فيه من تلويث للبيئة، وإهدار لقيمة المادة الأولية التي تستعمل في إنتاج هذه المنتجات، ولما فيه من تقليل لقيمة المستهلك البسيط، ومن الجانب الإجتماعي كانت هذه الأخيرة قادرة على تقليل أسعار المنتجات التي سبقها قطار الموضة.

ومنه فأنا أرى أن هذه الحجج التي إعتمدتها الشركة غير مقبولة، لكنها منطقية إن نظرنا لجانب الشركات وطمومها المالي فهدف هذه الأخيرة الأساسي هو كسب الأموال وتلك الأسباب التي قدمتها مقنعة، لكنها غير مقبولة.

كنت قد شاهدت فيديو لشخص يقول نفس الكلام عن شركة أمازون Amazon في المنتجات الراجعة إليها. فكانت تعود إليها بسبب الأخطاء مرتجعات بالأطنان. قام مجموعة من الصحفيين بوضع كاميرات مراقبة تتعقب الجهة التي تذهب إليها تلك الشاحنات حاملة المرتجعات ليجدوا أخيراً أنها تتخلص منها بحرقها!! أنا حتى الآن لم أفهم لهذا السلوك تفسيراً؟!! كما قلت أنت بإمكانها أن تخفض ثمن تلك المنتجات وتبيعها مجدداً فلا تخسر تلك الخسارة. كان المسوغ الذي سمعته أن أمازون تزعم أن الجهد المبذول في إعادة تغليف وبيع ة شحن تلك المنتجات مجدداً يفوق ثمنها! لا أدري هل هذا الكلام حقيقيا و وله وجاهة مقبولة أم مجرد تبرير لافتضاح أمرهم؟ وماذا عن البيئة وتلوثها وأمازون تعلن ان منتاجاتها صديقة للبيئة وتعيد تدويرها بما لا يضر بها؟

تقوم الكثير من المؤسسات والمنشآت بالقيام بامر مماثل وهو طبعا غير مبرر لما له من أضرار بيئية إجتماعية وتنموية وبشرية وأخلاقية جمّة. عن كافة الذرائع المبرّرة لهذا الأمر فهي تقف كغطاء للسبب الأساسي وهو منع تدهور سعر المنتج نتيجة تكدسه وهو ما يحد من إقبال الطبقة المتوسطة والفقيرة على شرائه. فالشركات لن تفصح عن هذا السبب لما له من أضرار على سمعتها . ولكن حصر عملية الشراء بالطبقة الغنية يشكل نقطة أساس لهذه المؤسسات والشركات. وبالطبع فهو غير مبرّر إذ أنه يحرم الطبقات المتوسطة والفقيرة من الحصول على الخدمة و المنتج. بالإضافة إلى ذلك فهو يتعارض مع مبدأ التنمية البشرية المستدامة التي تنص أساسا على الحفاظ على الموارد الحالية لأجل الأجيال المستقبلية. ومع الهدر الحاصل، فإنّ البيئة تعاني من إستغلال غير مدروس للموارد بالإضافة إلى الإستنزاف العشوائي.

في رأيكم هل هذه الأسباب كافية حتى تقوم الشركات بهذا؟

بصراحة لم أقتنع مريم في الأسباب التي يبررونها، لأنهم كان يمكن تدوير المنتجات بطريقة أخرى للاستفادة منها وتجديد التصميم مثلًا أو حتى عرضه في سوق آخر لعملاء مختلفين. وبهذه الطريقة تساعد في ضمان سعر المنتجات الجديدة أن يظل مرتفع، وأيضًا ما يمكن عرضه في مزادات لن يتأثر.

أتفهم المبدأ الذي تعمل به الشركات العالمية لا أقول بأن الحرص على الندرة والتميّز خاطئ، في عملي السابق، كنا بصدد طرح خدمة جديدة في الشركة نستقطب بها الطبقة مرتفعة الدخل في المجتمع، لكن أيضًا لم نلغي باقي الخدمات من أجل الحفاظ على هذه الفئة فقط.

وللعلم منتجات الشركات العالمية أو الإصدارات القديمة تعتبر أعلى قيمة من الحالية، حتى في المزادات تكون أعلى سعر يُصنفوها vintage goods ولها نسبة طلب خاصة.