كادبوري .. عندما تُقرر شركة مقاطعة الحديث مع العملاء

مرحبًا إيناس،

تفهمت قصدك وهو ما نسعى إلى نشره ولا أعرف في حقيقة الأمر من أين لبعض الشركات المُعتقد الخاص بعدم أهمية المسؤلية الاجتماعية لهم من جانب، والاعتقاد بأنها ستعمل على تقليل حجم الأرباح الخاصة بهم من جانب آخر.

نأمل مع زيادة التوعية زيادة التوجه من جانب الشركات لأداء دورهم تجاه المجتمع على أكمل وجه.

لا أعرف جيدًا هل النقص بتوظيف المسؤلية الاجتماعية عن قصد من جانب الشركات أم أنهم لايدركون مدى أهميتها من الأساس، حيث في هذه الحالة الأخيرة قد يكون الحل بتنفيذ حملات تستهدف التوعية وتنوير الشركات لدمج الأهداف المجتمعية مع أهدافهم التسويقية.

لكن بخصوص هذه الفكرة تحديدًا أراها غير موفقة بصراحة، بدلًا من توفير ثمن الحبر وجعل عائده هو المبلغ الذي يتم التبرع به كان على المسوق ربما طبعاة صور جيدة لكبار السن مع أطفال أو كلمات مشجعة وتحفيزية للتعامل الجيد مع كبار السن، لا اشعر بها فكرة موفقة

هدفت الشركة بهذا المثال أن يُجرب الشخص نفس الشعور الذي يشعر به الفرد من فئة كبار السن، وهو شعور الإهمال وعدم الاهتمام بأمورهم أو الحديث معهم، ويُعد الإهمال كشعور قاسٍ من شأنه التأثير على الحياة بنتائج سلبية للغاية.

لذا أنت كشخص عربي تعاطفت مع الفكرة، ربما الغربي الذي ليس لديه أي قيم تجاه المسنين لن يتعاطف مع الفكرة.. ولن يهتم بالموضوع.

برأيك شركة بهذا الحجم، ستختار قضية مثل هذه عشوائيا بالتأكيد هذه القضية وإن لم يتم حلها بالكثير من المجتمعات لكن قادرة على تحريك مشاعر أي شخص.

أتفهم قصدك حول اختلاف سمات أفراد الجمهور العربي عند المقارنة بالجمهور الغربي، ولكن يؤسفني إخبارك أننا نعاني من مشكلة كبار السن على نحو ملحوظ، هذا لايعني التساوي بالطبع ولكن نحن بحاجة لمواجهة المشكلة والعمل على التقليل منها.

لذا أنت كشخص عربي تعاطفت مع الفكرة، ربما الغربي الذي ليس لديه أي قيم تجاه المسنين لن يتعاطف مع الفكرة.. ولن يهتم بالموضوع.

الجدير بالذكر كما هو مُشار إليه بالمساهمة أن هذه الحملة كانت بالمملكة المُتحدة، ولذلك هذه النوعية من المنتجات جاءت تحت مُسمى " Age UK "، ولقت الحملة قبولًا كبيرًا وهذا يعني شعور الأفراد بمدى وجود المشكلة التي ترتبط بإهمال فئة كبار السن.

لا أعتقد صديقي عمرو أن هذا بسبب طيبة قلبهم او إحساسهم بالمسؤولية المجتمعية، بل هو أسلوب تسويق يهدف في النهاية إلى الربح أيضا.

كل استراتيجيات التسويق تهدف للربح بالتأكيد، لكن هناك بعض الاستراتيجيات تحقق الاثنين الربح والفائدة المجتمعية مثلا التسويق العاطفي مثل التبرع لجمعية أو لمستشفى مقابل كل شخص يشتري منتج الشركة بمبلغ معين بالتأكيد هذا سيحمسك للشراء كونك ستفكر أنك ستكون سببا لحصولهم على المال وإحساسك أنك شريك في هذا التبرع سيجعلك تفكر أن تشتري ثلاث بدلا من واحد وقد يكون أكثر لو كنت بحاجة مستمرة للمنتج.

وهذا أكثر فائدة من حملات تسويقية يتم دفع الملايين فيها لممثل ولا يعود على المستهلك أو حتى المجتمع شيئا.