ما الذي قد يشغل بالنا عن الأحلام؟

الأحلام واحدة من أكثر جوانب النوم روعةً وغموض ولكن ما الذي نعرفه عنها؟  

ما الذي سوف نعرفه في هذا المقال:

-     ماهو الحلم ومتى نحلم؟

-     لماذا نحلم وماذا تعني أحلامنا؟

-     هل يحلم الجميع ولماذا قد نعتقد أننا لا نحلم؟

-     أحلام مشتركة أم ذكريات، هل للأحلام أنواع؟

-      هل نستطيع تغير أحلامنا أو التحكم بها؟

أولاً: ماهو الحلم ومتى نحلم؟

تنظر للمرآة فتجد أسنانك قد سقطت واختفت، وفجأة تستيقظ لتجدها مكانها لم تتحرك فتخاطب نفسك قائلاً: ماهو إلا حلمٌ سيء، فهل تعرف ماهو الحلم؟

جميعنا بشكل أو بأخر نعرف ماهو الحلم أما ما لا نعرفه هو أنه حتى الآن لا يوجد تعريف موحد عالمياً للحلم، فبإمكاننا القول إن الحلم هو جميع التصورات والأفكار والعواطف التي نختبرها أثناء النوم.

حيث تحدث الأحلام غالباً أثناء مرحلة نوم حركة العين السريعة أو ما يدعى نوم الريم وهي المرحلة الأخيرة من دورة النوم التي تعيد نفسها كل ٩٠ دقيقة ووفقاً لمؤسسة النوم الوطنية في الولايات المتحدة يحلم الشخص من أربع إلى ست مرات في الليلة الواحدة أي يقضي ما يقارب الساعتين تقريباً في غياهب الأحلام، ومن الصعب أن يحدد المرء كم حلماً رأى في الليلة الواحدة.

ثانياً: لماذا نحلم وماذا تعني أحلامنا؟

كما لجميع الأفكار والتجارب مكان في دماغنا فللأحلام أيضاً منزلها الخاص، فالنشاط في أعصاب المنطقة الحسية الأولية لقشر المخ يحدث انطباع بإدراك حسي مما يعني أن الخلايا العصبية التي تبدأ بالعمل سوف تخلق وهماً برؤية أشياء وأيضاً الخلايا العصبية في منطقة السمع تخلق الوهم بسماع أصوات كذلك تفعل الخلايا الشمية بخلق شعور وهمي بشم روائح مختلفة.

وعندما يكون نشاط هذه الخلايا العصبية عشوائياً تبدو صورة الحلم كأنها هلوسة متعددة الحواس.

ولكن بالطبع فإن لهذه الأنشطة أو الأحلام معنى أو من الأصح القول إن لها غرضاً ک:

·     بناء الذاكرة: من الممكن أن تقوم أحلامنا بتقوية ذاكرتنا فتعيد لنا ذكرياتٍ قديمة وتخزنها في مناطق أعمق في دماغنا.

·     تجربة المشاعر: قد تمنحنا أحلامنا فرصة لتجريب مشاعر وأحاسيس جديدة قد تعجبنا أو حتى من الممكن ألا تعجبنا.

·     محاكاة التهديد: كثير من الأحيان عندما نحلم بخطر أو تهديد ما فإن عقلنا بشكل أو بأخر يجعلنا مستعدين لهذا التهديد في حال صادفنا في اليقظة.

·     القدرة على التأثير على الحالة الفيزيولوجية: قد يكون هذا أغرب ما ستسمع به، حيث أظهرت دراسات بأن الأشخاص الذين حرموا من الماء قبل نومهم ولكن راودهم حلم بشرب المياه عندما استيقظوا شعروا بعطش أقل.

·     القدرة على التأثير على الحالة النفسية: تمتلك أحلامنا في معظم الأحيان القدرة على شعورنا في اليوم التالي فبالتأكيد اليوم الذي يتلو كابوساً بشعاً يختلف عن شعورنا في اليوم الذي يتلو حلماً جميل.

ثالثاً: هل يحلم الجميع ولماذا قد نعتقد أننا لانحلم؟

نعم بالطبع، جميعنا نحلم حتى الأشخاص المكفوفين منا يحلمون، فالحلم هو أمر تدركه في دماغك في مستوى ما حتى لو كان مجزأً أو منفصلاً أو غير منطقي، قد يقول البعض أنه إذا لم تكن على علم به أثناء النوم فهو ليس حلماً، هذا الكلام غير صحيح فعدم تذكر الحلم لاحقاً لا يعني أنك لم تكن على علم بحدوثه وإنما قد يعني أن هذا الحلم لم يكن مخزناً في ذاكرتك أو حتى تلاشى أثره بين ثنايا خلاياك الدماغية ولم تعد قادراً على تذكره أو الوصول إليه صباحاً.

رابعاً: أحلام مشتركة أم ذكريات، هل للحلم أنواع؟

 نعم بالطبع للأحلام أنواع:

1.  أحلام حية: هذا النوع من الأحلام يشبه مشاهدة التلفاز فيكون المرء قادراً على التفاعل معه بشدة وبمشاعر وأحاسيس عالية وغالباً ما يكون هذا النوع من الأحلام مرهقاً وتكرره كل ليلة قد يكون دليلاً على التوتر والضغط النفسي العالي سواء كان سببه نفسياّ أو تناول أدويةٍ معينة أو إجهاداً كبيراً.

2.  أحلام واضحة: هذا النوع من الأحلام هو أكثر أنواع الأحلام شيوعاً فيكون المرء مدركاً أنه يحلم وليس على أرض الواقع ويكون أقل تأثراً بمجريات الحلم وأحداثه.

3.  الكوابيس: ومن منا لا يعرفها، فهي أسوء أنواع الأحلام التي لم يسبق أن لم يجربها أحد منا، وبحسب الإحصائيات فإن غالبية الأحلام المشتركة كانت كوابيساً، وبالرغم من أنها تجعلنا نخوض تجربة ومشاعر سيئة فإنها تنتهي بمجرد استيقاظنا.

4.  أما النوع الأخير من الأحلام فهو ما يدعى إعادة التشغيل الفوري: في هذا النوع من الأحلام تعود إلينا ذكرياتنا سواء كانت تلك المفضلة أم أبعد الذكريات إلى قلوبنا (ذكرى وفاة قريبٍ لك أو أخر ذكرى لك مع والديك وحتى أخر مرة زرت فيها مدرستك القديمة)، ويحافظ الدماغ في هذا النوع من الأحلام على الذكرى كاملة، فستعيش اللحظات ذاتها بذات الأصوات والصور وحتى الروائح وربما نفس المشاعر، وعلمياً فإن شيوع هذه الأحلام مرتفع في الأيام والشهور والسنوات التي تلي هذه الذكرى وتنخفض مع مرور الوقت.

أخيراً: كيف نستطيع تغيير أحلامنا أو التحكم فيها؟

في الواقع لا نستطيع تغيرها وليس بمقدورنا أن نحدد بماذا أو بمن سنحلم، ولكننا نستطيع أن نحاول اجتناب الأحلام والكوابيس السيئة من خلال:

·     تجنب الإجهاد الجسدي والنفسي في الساعات التي تسبق خلودنا للنوم.

·     الابتعاد عن تناول الأطعمة الدسمة والوجبات الثقيلة قبل النوم.

·     حاول الابتعاد عن جهازك الذكي أو أي اجهزة الكترونية أخرى قبل النوم بساعة على الأقل.

·     اختيار كتاب لقراءته قد يزيل عنك التوتر والتفكير الزائد قبل النوم.

·     تجربة جلسات الاسترخاء والموسيقى عند الخلود للنوم فيوجد دراسات عديدة لأناس ناموا على روائح نباتات لطيفة أو أنغام موسيقى معينة رأوا أحلاماً أفضل وكانت جودة نومهم أعلى.

وبالطبع في حال استمرت الكوابيس أو الأحلام السيئة بالتكرار فعليك عزيزي القارئ زيارة الطبيب النفسي المختص لحل هذه المشكلة.

هل لديك تساؤلات أو أفكار أخرى عن الأحلام رجاءً شاركنا بها في قسم التعليقات أدناه 😊.

إعداد : الدكتورة ميرا تيسير سليمان.

المصدر: