الأحلام... أحد أكثر الظواهر غموضا إلى يومنا هذا. لطالما كانت الأحلام محاطة بهالة من التعظيم، حيث كانت وما زالت تعتبر إلى يومنا هذا بشارات ورسائل تنبؤية للمستقبل سواء لحياة الحالم نفسه أو للحياة عموما. ومن منا لم يمر على من يخبرونه بالعديد من الرموز ودلالاتها في الأحلام كما لو كان هناك قاموس خاص بها. فالمطر دليل على الخير والثعابين دليل على الحقد والحسد وغيرها الكثير. لكن دعونا نأخذ الموضوع بشكل علمي.

الأحلام تلعب دورا مهما في تنظيم المعلومات، فنحن نتعرض بشكل يومي لكم هائل من المعلومات المختلفة، خصوصا في عصرنا الحالي حيث أن جلسة لا تتخطى الساعة على السوشيال ميديا كفيلة بملء عقولنا بكم هائل من المعلومات. لذلك، يقوم المخ عندما يحلم الإنسان بترتيب وتصنيف المعلومات للحفاظ على المعلومات المهمة والتخلص من الأشياء الغير مفيدة. لذلك، ينصح الطلاب دائما بالحصول على قسط كافي من النوم قبل امتحاناتهم لكي تصبح المعلومات التي تمت ماكرتها محفوظة ومرتبة في المخ.

من أشهر نظريات علم النفس المرتبطة بالأحلام، والتي وضعها عالم النفس الأمريكي سيجموند فرويد، والتي تنص على ان الأحلام هي "الطريق الممهد للاوعي"، وبالتالي فالأحلام هي الرغبات الدفينة للإنسان التي يخبئها في اللاوعي الخاص به وراء ستار الأخلاقيات. ولكن هذه النظرية تم دحضها بدراسة حديثة نشرت في مجلة Frontiers والتي استنتجت أن طبيعة الأحلام تختلف وليست مقتصرة على رغبات الإنسان وحسب، إنما قد تكون مجرد نتيجة لترتيب المخ للمعلومات، وهو ما نراه في بعض الأحلام العشوائية التي تجمع مجموعة من الأشياء التي لا تربطها أي صلة ببعضها سوى تعاملنا معها جميعا.

يعتبر الواقع الافتراضي Virtual Reality أحد أهم الاختراعات في عصرنا وأكثرها ثورية، ويهدف لخلق تجربة واقعية قدر الإمكان للمستخدم ليحاكي تجارب لا يستطيع القيام بها في الواقع، ومن المدهش أن الأحلام تقوم بنفس الوظيفة منذ خلق الإنسان، فمخ الإنسان يمتلك أكثر معدات الواقع الافتراضي تطورا. في دراسة أجريت عام 2000 بواسطة عالم الأعصاب الفنلندي أنتي ريفونسو، تبين منها أن الأحلام تمثل مساحة خالية من العواقب لتجربة مخاطر واكتساب خبرات عن طريق خوض التجربة في ما هو أشبه بخوضها في الحياة الواقعية، وهو ما يحسن مهارات الفرد في التفكير وحل المشكلات.

ماذا عنكم هل تعتقدون أن الأحلام تمتلك تأثير كبير على شخصياتنا وتفكيرنا أم لا وهل لديكم اهتمام كبير بتفسير أحلامكم أم لا؟