مفهوم علم النفس العكسي مبني على عبارة "أرمي الكورة في ملعبه"، بمعنى أننا نترك القرار الأخير للشخص نفسه، باستخدام استراتيجيات مختلفة تجعله يشعر أنه "مُسيّطِر". لا ينجح أسلوب علم النفس العكسي إلا مع الشخصيات العنيدة التي تميل إلى الاستقلالية والسيطرة، وخصوصًا في مراحل الطفولة. ولكن حتى ينجح الأمر، يجب أن ننحاز للرأي المخالف لما نريده، ونحاول وضع حجج لرفض هذا الرأي في البداية، ثم نبدأ بالتحدث عنه في خلال سياقات أخرى بشكل غير مباشر، حتى لا يشعر الشخص الآخر أننا نحاول إقناعه بهذا الرأي، ثم عندما تأتي مرحلة اتخاذ القرار (بعد أن نكون تحدثنا أمامه مرارًا وتكرارًا عن الرأي الذي نميل له)، نأتي بجملة بسيطة ونقول: "متاح أمامك تجربة هذا الرأي، لو كنت ترغب بذلك، في الأخير القرار لك دائمًا، ولا يستطيع احد إرغامك على شيء" في الأغلب قد يميل للرأي الذي نريده من البداية.
يمكن استخدام ذلك مع الأطفال في مرحلة تكوين بعض العادات السليمة، مثلًا: لو في مرحلة النوم بمفرده في غرفته ولكنه يرفض ذلك في بعض الأحيان ويأتي للنوم مع الأب والأم، فهنا عبارة: "لا تخف، يمكنك النوم بمفردك" لن تجدي أي نتيجة، ولكن لو تحدثنا في العموم عن أن النوم بمفرده يجعله شخصًا كبيرًا مثلهم، ثم نأتي ليلًا لنقول له: "يمكنك أن تأتي للنوم معنا لو كنت خائفًا، القرار لك"، هنا سيريد تجربة أن ينام بمفرده ليكون مثل الكبار. فما رأيكم بشأن استخدام علم النفس العكسي؟ وما تجاربكم الناجحة معه؟
التعليقات