علم نفس الألوان Color psychology من المجالات المثيرة للاهتمام؛ فهو يستكشف الآلية التي تستدعي بها بعض الألوان مشاعر معينة لدينا أو تؤثر بها على تصرفاتنا.

التأثير ليس بسيط -أتخيل الآن أن بعض القرارات في حياتي قد يكون تدّخل فيها لون معين كان بالمحيط الذي أتواجد فيه ولهذا السبب اتخذت ذلك القرار حينها- فالفكرة ليست مُستبعدة.

ليس ذلك فحسب فالألوان تؤثر على كل شيء بدءًا من مزاجنا إلى مستويات إنتاجيتنا، وقد ثَبُت أنّ الألوان الدافئة مثل الأحمر والبرتقالي غالبًا ما ترتبط بالطاقة والعاطفة والإثارة بينما ترتبط الألوان الباردة مثل الأخضر والأزرق ببث مشاعر الهدوء والسكينة.

لكن كيف تؤدي الألوان إلى سلوكيات معينة؟

يرتبط كل ذلك بتفسير الدماغ لإشارات الألوان. عندما نرى لونًا معينًا، يقوم دماغنا بمعالجته ويُرسل إشارات إلى أجزاء مختلفة من جسمنا، مشجعًا بذلك ردود فعل مختلفة، وتتراوح هذه الاستجابات من تغييرات طفيفة في المزاج إلى تغييرات أكثر وضوحًا في السلوك والتصرفات واتخاذا القرارات.

على سبيل المثال، وجدت الدراسات أن التعرض للون الأحمر يمكن أن يزيد من معدل ضربات القلب ويحفز الشهية، وهو السبب في استخدامه في المطاعم وتغليف الطعام لجذب الزبائن بينما تظهر الأبحاث أن الأزرق له تأثير مُهدّئ، مما يجعله مثاليًا للأماكن التي يُرغب فيها بالتركيز والاسترخاء، مثل غرف النوم والمكاتب. وبنفس الشكل يستخدم اللون كعنصر أساسي في التصميمات للتشجيع على اتخاذ قرار معين.

هل انتهى الأمر عند هذا الحد؟ لا، بالطبع، فالاعتقادات الجماعية والعوامل الثقافية أيضًا لها دور بالموضوع. على سبيل المثال، في الثقافات الغربية، يرتبط الأبيض غالبًا بالنقاء والنظافة، بينما في بعض الثقافات الشرقية يرمز إلى الحداد والموت. وبالمثل، قد تكون لدى الأفراد تفضيلات شخصية أو مقاومة لألوان معينة استنادًا إلى التجارب السابقة أو الارتباطات.

شاركنا بعض الألوان التي تؤثر عليك، وكيف يمكن لنا استغلال هذا الأمر في تطبيقات عملية أخرى في حياتنا برأيك؟