أولًا ما هي السايكديليكس أو العقارات المخلة بالنفس؟… هي فئة فرعية من فئة أوسع من الأدوية التي يشار إليها عادة باسم الأدوية المهلوسة، تُغير الإدراك الواعي وعمليات التفكير (الإدراك) بطريقة تتغير بها تجربة الفرد الواعية للعالم، قد يشعر بعد تناولها بالانفصال عن الواقع، واضطراب في الحواس، أي أنه قد يشم ما يجب رؤيته، أو يسمع أشياء مرئية وهكذا.. 

قد يشعر الشخص أيضًا في تجارب معينة بأنه يفوق حدود الوقت والبُعد، عادة استخدام العقارات المخلة بالنفس تعتمد نتائجها أو كما يقال "نوع تجربته ممتعة أو سيئة ومؤرقة " على حسب حالة الشخص النفسية والمزاجية قبل تناوله، البيئة المحيطة به من هدوء أو ضوضاء وأضواء المكان، الكمية المأخوذة، توقعات الشخص العقلية عن التجربة.

سلبيات استخدامها يرجع لكونها تسبب خلل في التواصل بين الشبكات الكيميائية للمخ، فتؤدي إلى فقدان التوازن والتنسيق العضلي، الشعور بالغثيان، نوبات هلع شديدة قد تؤدي بعضها لحالات انتحار نتيجة لمرورهم ب "تجربة عقار سيئة" كما ذكرنا، قد يشعر بعدم وضوح الرؤية وخدر تام في الأطراف، مع هلاوس سمعية وبصرية مؤرقة.

هناك دراسات علمية مبنية على العديد من التجارب السريرية، وباستخدام مجموعة متنوعة من تقنيات التصوير لتحديد مناطق الدماغ الرئيسية التي تتأثر بشكل مباشر بالمخدر. أظهرت دراسات العلاج النفسي بمساعدة السيلوسيبين(Psilocybin) في المرضى الذين يعانون من ضائقة نفسية اجتماعية مرتبطة بالسرطان راحة إيجابية غير مسبوقة من القلق والاكتئاب، في حين أظهرت دراستان تجريبيتان صغيرتان للعلاج النفسي بمساعدة السيلوسيبين فائدة إيجابية في علاج إدمان الكحول والنيكوتين. 

بعض الدراسات السريرية الأخرى هدفها فَهم الاضطرابات العقلية كالذهان، وفهم ماهية الوعي واللاوعي وكيفية الاتصال العصبي بينهما. المعروف عن السايكديلكس هو تكوين ارتباط نفسي واعتماد عليها شديد من قِبل مستخدميها، واعتبارها إنها مصدر إلهام للواقع، كون تجربتها تختلف تمامًا من شخص لآخر كما ذكرنا، وفكرة أنها تجعل الشخص يشعر بالتسامي أو التفوق في الوعي، هو أمر ممتع ومرعب في نفس الوقت!!

السؤال هنا: هل تعتقد أن استخدامها لأغراض طبية وعلمية أمن؟ هل وجود عواقب غير متوقعة بالمرة وخاصة كونها مرتبطة بالوعي والادراك، يجعل أي شخص راغب بتجربتها تحت إشراف طبيب مختص؟