حديثًا أُصبت بأعراض شديدة تُشبه الشلل، وألم بالصدر مع صداع شديد مصاحب بالإحساس بالدوار، حتى استدعيت خدمة الطوارئ، وأرسلوا عربة إسعاف للمنزل للتدخل الطبي السريع. ولا أتذكر كيف شرحت للمسعف الأمر بسبب ثقل اللسان وخروج الكلمات بصعوبة، ولكني أشرت إلى علبة دواء للصداع مأخوذ منها قرص واحد؛ ففهم المسعف فورًا أنني تعرضت لأعراض جانبية لهذا الدواء، وقام بإتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة للإستشفاء.
وبعد الإفاقة تحدثت إلى الممرضة وأخبرتني أن ماحدث لي هي أعراض نادرة جدًا لهذا الدواء، وتحدث بنسبة 1 لكل 1000 من مستخدمي هذا الدواء. وهنا تسائلت لماذا لم يستجيب جسمي للعقار و هاجمه بهذا الشكل العنيف؟. على الرغم من أن العقار يعتبر الأشهر في الصيدلية، بل ويُعد الدواء المثالي لجميع أفراد الأسرة بما فيهم أخي التوأم!. هل حدثت لكم تجربة مشابهه من قبل أثناء تناول عقار معين؟.
وحدثني الطبيب أنه هناك عدة عوامل تساهم في اختلاف التأثير العلاجي بين الأشخاص، منها: العمر، والكتلة العضلية أو الوزن، نمط الحياة مثل: التدخين وممارسة الرياضة وتناول عقاقير أخري، وأخيرًا التركيب الجيني. وأشار أن هناك دراسات جينية عديدة لدراسة الاختلاف الجيني بين الأشخاص وعلاقته بتنشيط أو تعطيل عمل أدوية معينة. وحفزت نتائج البحث في هذا المجال إدارة الغذاء والدواء إلى تطبيق العلاج الجيني في الطب الشخصي، وإدراج المعلومات الجينية في عملية تصنيع الدواء. بهدف تحسين مستوى الرعاية الطبية وتقديم خدمات أكثر دقة، والتي تتمثل في وصف الدواء المناسب للشخص المناسب بالجرعة المناسبة وفي الوقت المناسب. وأنه هناك بالفعل تطبيقات للعلاج الجيني لأدوية السرطان والاكتئاب وبعض الأمراض المزمنة. أليس هذا رائعًا!
ولكن يا تُرى متى ستصل تلك التطبيقات إلى عالمنا العربي؟!
وسرحت بمخيلتي بعيدًا وتخيلت اليوم الذي سأستلم فية تقريري الجيني من الطبيب بدلًا من تقرير الدم. وليس كذلك فحسب، بل ويقوم الصيدلي بمراجعة التقرير وإعطائي الدواء المثالي الخاص بجيني. أليس هذا ما نتمناه جميعًا؟
واستوقفني الواقع الذي نعيشه و ثقافة الدواء الواحد لكل المرضي-مع بعض الاستثناءات- وأن بعض المرضي يكررون الدواء لمجرد الشعور بنفس الألم، وأحيانًا يعتمدون على تجارب الآخرين في تناول الدواء وخصوصأ الأجداد.
و"سأزيدكم من الشعر بيت " أن هناك أشخاص كلما شعروا بالتعب يذهبون إلى الصيدلية لشراء الدواء دون اللجوء إلى تشخيص أولًا. وهذا الأكثر شيوعًا. وللأسف هذة الثقافة تتعارض تمامًا مع الصيدلة الجينية.
والآن شاركوني آراءكم في بعض السبل التي يمكن أن نتبعها أو نشارك بها في المجتمع لتغيير ثقافة الدواء الواحد؟.وما رأيكم في هذه الثوره الجينية؟ وكيف ننشر الوعي في المجتمع نحو العلاج الجيني؟.
التعليقات