تتواصل الخلايا العصبية في دماغنا مع بعضها البعض من خلال اندفاعات من النشاط الكهربائي، ويمكن قياس هذا النشاط الكهربائي في صورة موجات باستخدام آلة تسمى مخطط كهربية الدماغ (EEG).

 يمكن أن يقيس مخطط كهربية الدماغ خمسة أنواع من موجات الدماغ وهم:

موجات دلتا، وموجات ثيتا، وموجات ألفا، وموجات بيتا، وموجات جاما 

  • عندما نكون مستيقظين، ينتج دماغنا موجات ألفا وبيتا، وتكون موجات بيتا هي السائدة. 
  • بمجرد أن نشعر بالنعاس  تسود موجات ألفا وندخل بالمرحلة الأولى وهي أخف مراحل النوم وتستمر عادة ما بين دقيقة واحدة وخمس دقائق خلال هذه المرحلة  تنخفض موجات ألفا إلى أقل من 50% لإجمالي موجات الدماغ.
  • تحدث الهيبناغوجيا Hypnagogia خلال الفترة الانتقالية بين اليقظة والنوم، عندما تتناقص موجات ألفا ولكننا لم نصل بعد إلى المرحلة الأولى من النوم. خلال هذه الفترة، ينتقل إحساسنا من العالم الحقيقي إلى عالم الأحلام. عندما يحدث هذا عادة ما يعاني الناس من: الهلوسة، الأحلام الواضحة، هزات الجسم، شلل النوم.

ولقد لاحظ  المخترع الأمريكي توماس إديسون أن إبداعنا يرتفع خلال حالة ذهنية غير عادية عندما نغفل قبل الدخول لمرحلة النوم وهي مرحلة الهيبناغوجيا التي وضحتها بالأعلى. فقد اعتاد إديسون استغلال هذه الحالة بجعل نفسه يستيقظ قبل أن ينام بعمق أكبر من خلال حمل كرة فولاذية في كل يد وهو يبدأ بالنوم. وعندما يفقد وعيه ويسقط الكرات، كان الصوت يوقظه. وأيضا استخدم ذلك آخرون مثل الفنان الإسباني سلفادور دالي.

وجاءت دراسات حديثة تدعم هذه الفكرة، حيث وجدت الدراسات أن الأشخاص يكتسبون نظرة ثاقبة حول مشكلة حسابية صعبة إذا سُمح لهم بدخول المراحل الأولى من النوم، ثم استيقظوا حيث إنه عندما يناموا،  يقضون بضع دقائق في حالة الهيبناغوجيا hypnagogia، ومنها يتمكنون من حل هذه المشاكل الحسابية وتم مقارنة نتائجهم مع أشخاص لم يناموا من الأساس أو ناموا ودخلوا بمرحلة النوم العميق، وكان هناك تفوق للمجموعة التي دخلت مرحلة الهيبناغوجيا بنسبة 83% من أصل عدد المشتركين وهم 24 مشترك.

يعتقد الباحثون أن هذه المرحلة من النوم تؤدي إلى رؤى إبداعية لأنها منتصف الطريق بين اليقظة واللاوعي. ويقولون إن الهيبناغوجيا هو حقًا نوع جديد من الوعي لم يستكشفه الناس. 

والآن أخبروني هل سبق واختبرتم هذه الحالة، وما هي أفضل أوقاتكم لتكونوا أكثر إبداعا وما هي وسائلكم لتحفيز الإبداع بداخلكم؟