الخوف أكثر من مجرد حالة نفسية عابرة.. هو تجربة جسدية متكاملة تتوزع عبر خريطة دقيقة داخل الجسم، حيث يحتفظ كل شخص بجغرافيته الخاصة في جسده لهذا الشعور.

في علم الأعصاب، تبدأ الرحلة من اللوزة الدماغية، التي تطلق إنذارًا داخليًا يدفع الجسم للدخول في حالة "القتال أو الهروب"، فتتسارع ضربات القلب ويضيق التنفس وتُفرز هرمونات التوتر. لكن المدهش أن آثار الخوف لا تتوزع بالتساوي عند الجميع؛ فبينما يشعر البعض بالخوف في الصدر أو المعدة، يحمله آخرون في ظهورهم أو أكتافهم، أو حتى ركبهم، وهكذا.

هذه العلاقة بين المشاعر والجسد تثير الكثير من التساؤلات العلمية والفلسفية في آن واحد: يعني مثلًا إذا كان لكل إنسان خريطته الخاصة للشعور بالخوف، فهل يمكن أن تُستخدم هذه الجغرافيا كأداة تشخيصية تساعد في الكشف المبكر عن المشكلات النفسية أو الصدمات الدفينة؟ وبشكل شخصي، أين يقع خوفكم من أجسادكم؟