قصت لي صديقتي إحدى المواقف المؤلمة التي حدثت أمامها منذ مدة قريبة، حيث كانت في مطعم لتناول الغداء، وإذا بطفل مريض بالبهاق يدخل مع أهله كأي أسرة طبيعية.

ولكن حدثت بعض الأحداث الصعبة، حيث تم إبلاغ الأسرة بالجلوس في آخر ترابيزة في المطعم، كما قامت إحدى الأمهات بإبعاد طفلها سريعًا من الممر خوفًا من أن يلمس الطفل المصاب بالبهاق فيصيبه المرض!

البهاق ليس وصمة عار كي نعامله بتلك الطريقة، ولذا رغبت في مشاركاتكم به من الناحية الطبية.

ما هو البهاق؟

البهاق هو مرض مناعي، يصيب الجلد بصورة أساسية، حيث يؤثر على الخلايا المسئولة عن صبغة الجلد فيتوقف إنتاج صبغة " الميلانين" فيؤدي ذلك إلى تحول بعض الأماكن في الجلد إلى بقع بيضاء غير منتظمة.

أكثر الأماكن التي تظهر عليها الأعراض هي الوجه، اليدين، القدمين، وأحيانًا الشعر.

البهاق هو مرض غير معدي، لا يمكن نقله عبر أي طريقة سواء كانت اللمس، أو التنفس.

كما أن البهاق يتسبب في دخول المريض في حالة نفسية سيئة نتيجة السخرية المستمرة من شكله، وابتعاد الناس عنه.. فهناك أيضُا بعض الأبحاث التي تعتقد أن العامل النفسي السيء قد يكون السبب وليس النتيجة فقط.

فالتعرض للقلق والتوتر، أو صدمة نفسية صعبة قد يكون من ضمن أسباب إصابة المريض بالبهاق.

والمجتمع اللاواعي عليه عامل كبير في تدهور حالة المصابين بالمرض، فكيف يمكننا توعية المجتمع بالمرض دون أن نؤذي مشاعر مرضى البهاق؟

الآثار المدمرة لمرضى البهاق:

كل نظرة سلبية ينظرها الفرد منا لمريض البهاق تؤثر فيه، تتراكم تلك النظرات والأفعال حتى تصيبه ببعض النتائج التالية:

  • الدخول في حالة اكتئاب شديد، والذي قد يؤدي في نهايته إلى وضع الإنتحار كإحدى حلول النجاة.
  • الخوف من المجتمع، حيث تصبح ثقته في نفسه شبه معدومة.

تفاعلنا مع المرض وعدم وعي المجتمع به يجعل بعض المرضى يخفون حقيقة مرضهم، حيث يرون أنه لا يمكنهم مواجهة المجتمع وأفكاره.

أود أن أستشيركم في النصائح التي يمكننا تقديمها لمرضى البهاق كي يواجهوا العالم أجمع دون خوف، وكيف يمكننا التعامل مع المصابين بالبهاق خاصة الأطفال؟