لقد شاهد معظمنا الفيلم الشهير "تويلايت", والتي تدور أحداثه حول مجموعة من البشر يتميزون بصفات غريبة، فهم يختبئون في بيوتهم بالنهار، يخرجون مع غياب الشمس، ومتعطشون لشرب الدماء، بعض من الصفات التي تجعلهم منبوذين ممن حولهم. فلنتخيل أنفسنا نعيش مع هذه المجموعة، إنه أمر مرعب. تعددت الأقاويل عن هذه الأسطورة الشهيرة، أسطورة مصاصي الدماء، التي سمعنا كلنا عنها، شاهدناها في الأفلام، لكن ما أصل هذه الأسطورة؟ وهل لها وجود على أرض الواقع؟

الإجابة نعم، الأسطورة مبنية على مرض البورفريا. البورفريا هي عدم قدرة الجسم على تصنيع الهيموجلوبين الذي يدخل في صناعة كرات الدم الحمراء، مما يؤدي إلى تراكم مادة البورفرين في أماكن متعددة من الجسم مثل الجلد، الكبد، والجهاز العصبي المركزي. نشأت أسطورة مصاصي الدماء قديمًا عندما تم اكتشاف المرض لأول مرة، حيث يقال إن المصابين كانوا يشربون من دماء الحيوانات ليقوموا بتعويض نقص مواد تصنيع الدم لديهم، ومن هنا جاءت هذه الفكرة، أنهم يمصون الدماء، وأن هذه الفئة تتجنب التعرض للشمس بسبب الحساسية التي لديهم، ومع ذلك، فإن المصابين بمرض البورفريا ليسوا مخلدين مثل أبطال الفيلم. 

تنقسم البورفريا إلى نوعان شهيران، الأول هو البورفريا الجلدية وهو الأكثر شيوعًا، والذي يتسبب بحساسية ضد أشعة الشمس، وينتج عنها طفح جلدي بالأماكن التي يتراكم بها البورفرين. النوع الآخر هو البورفريا الحادة، وهي التي تسبب مشاكل بالجهاز العصبي وقد تستمر الأعراض التي تشمل آلام البطن والعضلات لأيام وأسابيع. هذا المرض قد يكون وراثي، وقد تنتج أعراضه نتيجة لمحفزات بيئية، مثل التدخين، الكحول، التعرض لأشعة الشمس، وتراكم مادة الحديد بالجسم، كذلك الضغط العصبي، وبعض الهرمونات قد تتسبب أيضًا بظهور أعراض البورفريا.

إذا كنا نعاني من مرض البورفريا فإن العلاج يكمن في الحد من مستوى البورفرين المتراكم بالجسم، وكذلك تجنب المحفزات، كالوقاية من أشعة الشمس، وتجنب التدخين والكحول، وتجنب تناول الهرمونات المصنعة.

هل تعرفون أحد مصاب بأعراض مشابهة لهذا المرض؟ وما رأيكم في اتباع بعض الناس لبعض الخرافات الخاطئة حتى الآن؟