ليس هذا النوع من مصاصي الدماء الذي يخطر في بالنا من مشاهدة الأفلام وسماع الأساطير عنهم، وإنما في الواقع هي حالة مرضية متعلقة بالدم، وعُرِفت بين الناس بـ "مرض مصاصي الدماء" لتشابه بعض أعراضها مع الحالات التي صدرتها لنا السينما والأساطير عن أشخاص يميلون لامتصاص الدماء البشرية.

المرض الذي أتحدث عنه باختصار هو "مرض البروفيريا"، وهو له مدى واسع من الأعراض وحدته قد تختلف من مصاب إلى آخر، ما يدفعني الآن لذكر جانب من الأعراض التي قد تظهر على المرضى لتوضيح الرابط بينه وبين تعريفه على أنه مرض مصاصي الدماء:

1- أحيانًا يؤدي تعرض المصابين بهذا المرض عند تعرضهم المباشر لضوء الشمس إلى حدوث احمرار في الجلد واحتراق والتهابات وظهور البثور وغيرها من مشاكل الجلد، لذلك فهم يُنصحون بتجنب الخروج في الشمس قدر الإمكان.

2- قد يؤثر المرض أيضًا على أسنان المريض، ويجعل الأنياب تبرز بشكل غير مألوف.

سبب الإصابة بالبروفيريا:

وكأي مرض له سبب عضوي، فإن السبب العضوي للإصابة بالبروفيريا يتعلق بمادة (الهيم Heme) التي تدخل في تركيب الدم حين ترتبط ببروتين يسمى "الجلوبين" لتتكون مادة الهيموجلوبين الأساسية ليؤدي الدم وظائفه، في هذه الحالة يعاني المريض من نقص الإنزيم المسؤول عن إنتاج مادة الهيم هذه.

جدير بالذكر أنّ هذا المرض يؤثر على الأعصاب أو الجلد أو الاثنين معًا.

خلاصة القول

مرضى البروفيريا بريئون من هذا الربط بينهم وبين ظهور أسطورة الفامبيرز أو مصاصي الدماء، ولكن قد يكون صنّاع السينما في العصر الحديث قد تأثروا بأعراض هذا المرض في محاولة منهم لتطوير جوانب من الشخصية، ومن هنا جاء الرابط.

والآن أفكر في الجانب النفسي لمرضى البروفيريا الذي يُطلَق عليهم اسم "مصاصي الدماء"، أليس من السيء إلحاق وصمة عار وإلحاق مسميات لا أصل لها بالمريض جاهلين بالأسباب العضوية، متناسيين الألم والمعاناة التي يعيشها المريض بسبب مرضه؟