فى نظام الطب الجديد أُتيحَ للطلبة من العام الأول النزول للمستشفى، والتعامل مع المريض عن قُرب. وهناك تمكنت من رؤية زملائى الأكبر منى فى الامتياز يكشفون على المرضى، ويتعاملون معهم.

وبعدهم قمنا نحن باستلام المرضى مكانهم، ولأن خبرتنا قليلة نظراً لكوننا فى عامنا الأول كان مطلوب منا فقط التواصل مع المرضى، وسماع شكواهم، وتسجيلها.

وبالفعل تم تقسيمنا لمجموعات. كل مجموعة مسئولة عن مريض واحد.

وبالفعل أتممنا مهمتنا، وبعد الخروج بدأ جدل بين الطلبة هل نحن نزعج المرضى؟ أليس ذلك ظلماً للمريض أن يُستخدم كأداة للتعلم، ومن أكثر من طالب؟

انقسمت الأراء بين من يرى أننا أطباء، وأن المرضى وسيلتنا الوحيدة للتعلم، وبين أننا نزعج المرضى خصوصاً أن أكثر من شخص يقومون بالشئ نفسه من أجل التعلم، وليس التشخيص!

المريض بالفعل تم تشخيصه، وبدء علاجه من قِبَل طبيب متخصص.

هل نحن متدربون أم مستغلون؟

المشكلة الكبرى فى رأيى هو سوء توزيع الطلبة، وليس التدريب بحد ذاته!

الممارسة هى الوسيلة الوحيدة لتعلم الطب، والمريض هو الوسيلة الوحيدة لتلك الممارسة. لكن سوء توزيع الطلبة على المرضى هو ما حوّل الأمر إلى استغلال. لأن المريض قد يُحرَم من راحته من أجل عدة طلبة يودون تجربة سماع اللَّغَط بقلبه مثلاً!

لكن لو كان الأمر باعتدال، وكان عدد المرات التى يتعرض بها المريض لتلك التجربة أقل، كان الأمر سيصبح أخف وطئاً على المريض.

وسيتم ذلك عن طريق التوزيع الجيد للطلبة. مع مراعاة عدم وجود أكثر من مجموعة من الطلبة فى الوقت ذاته للتدريب على نفس المرضى.

فى رأيك هل التدريب على المرضى استغلال لهم حقاً؟

لو كنت تتعالج من مرضٍ ما، ورأيت طالب يود الكشف عليك، وسماع شكوتك هل تقبل من أجل مساعدته، أم ترى الأمر استغلال؟