كعادة الرأسمالية العالمية، كل شيء عبارة عن سلعة، وكل ما يهم هو الربح بغض النظر عن الطريقة، حتى لو كان الثمن هو التلاعب بالاحتياجات الإنسانية الأساسية، مثل الحاجة لتقبلنا لذاتنا وتقبل شكلنا الخارجي مهما كان.

سعت الرأسمالية لاستغلال هذه الحاجة لتقبل شكلنا الخارجي، فأصبح اليوم سوق منتجات التجميل هو الأعلى في العالم، أعلى حتى من سوق الأغذية والسلاح، مما يتركنا أمام سؤال مهم، لماذا لم نعد نتقبل أنفسنا كما في السابق؟!

تمكنت الشركات العالمية المتخصصة في صناعة الجمال من خلال السوشيال ميديا والإعلانات وحتى الأفلام والمسلسلات من نشر هوس البحث الدائم عن معايير الجمال التي وضعتها هذه الشركات نفسها لتبيع منتجاتها، معايير يستحيل الوصول إليها أصلا إلا من خلال عمليات تجميل وفرق كاملة من المصورين وخبراء المكياج والأزياء، فنصبح في دوامة البحث الدائم عن الجمال رافضين تقبل مظهرنا الخارجي بأي شكل من الأشكال.

ولأنه يصعب على الإنسان العادي الوصول للإمكانيات المتاحة للفنانين وعارضي الأزياء، ظهرت ما يسمى بالفلترات، وهي مؤثرات تضاف على الصور تجعلها أقرب إلى صور عارضي الأزياء ولو بشكل افتراضي، فقط لمجرد الشعور بالتقبل الذاتي ولو لبضع دقائق، ثم تبدأ دوامة البحث عن الجمال مرة أخرى.

نحن هنا نتحدث عن رفض تام للذات وشعور داخلي بالقبح والرفض، خصوصا في مجتمع أصبح أحد أهم معايير التقييم فيه إذا لم يكن الأهم على الإطلاق هو الجمال والمظهر والشكل الخارجي، نحن نتحدث عن ظاهرة مجتمعية على المستوى العالمي، ظاهرة قد تتحول عما قريب لمرض نفسي يستوجب العلاج، إذا لم تكن كذلك بالفعل.

وأنتم يا أصدقائي، هل تعرضتم لتأثير هذه الظاهرة من قبل؟ وكيف ترون أنه يمكن مواجهتها؟؟