ككتاب محتوى تواجهنا أحياناً بعض الصعوبات في الكتابة باللغة العربية الفصيحة، فالكثير منا اعتاد على الكتابة بالعامية التي يتحدثها، خاصة مع اعتمادها كطريقة تواصل كتابي على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لذا عندما نتعرض لكتابة محتوى كامل باللغة العربية الفصحى فقط، قد نتوقف عند بعض الكلمات والمصطلحات التي اعتدنا عليها بالعامية أو بلغة أجنبية، ولا نعرف بدائلها في العربية الفصحى.

  من هذا المنطلق أردت أن نتناقش معاً في كيفية التغلب على هذه العقبة، ويطرح كل منا استراتيجياته الخاصة التي يتبعها للخروج من هذا المأزق، من جهتي لدي بعض الخطوات التي أحرص على اتباعها بصفة مستمرة في سبيل تقوية لغتي العربية، يسعدني أن أشاركها معكم، وهي:

  •  القراءة العربية الفصيحة:

   أحرص أن يكون لي في كل يوم وقت ثابت -عادة ساعة- للقراءة في الأدب العربي سواء قديمه أو حديثه، شريطة أن يكون أدب فصيح لا عامي أو أدب شعبي، هذا النوع من القراءة ينمي حصيلتنا اللغوية بشكل مبهر، كما يجعلنا ننتبه لطريقة كتابة وتهجي بعض الكلمات التي قد يخطئ فيها البعض، مما يجنبنا الأخطاء اللغوية الشائعة.

  • الكتابة وتصحيحها:

   الكتابة في حد ذاتها تنشط معرفتنا اللغوية، فحتى لو لم يكن هناك عمل محدد يستلزم منا كتابة مواضيع بعينها، يمكننا استثمار الوقت بالتمرين في كتابة خواطرنا أو يومياتنا أو أعمال أدبية خاصة بنا لتحسين لغتنا، كما يمكننا عرض هذه الأعمال على متخصصين في اللغة العربية من المحيطين بنا لتنبيهنا على أخطائنا اللغوية، فحتماً كل منا لا بد يعرف مدرس لغة عربية على الأقل من أفراد عائلته أو أصدقائه.

  •  الاستماع للغة العربية الفصيحة:

   بالطبع يمكننا ذلك من خلال الاستماع لتلاوة القرآن الكريم أو مشاهدة الأعمال السينمائية والتلفزيونية التاريخية القديمة والتي كانت تبث بلغة عربية سليمة صحيحة، هذه الطريقة ستجعل الأذن تعتاد على النطق السليم للكلمات، وفي أغلب الأحيان نحن ننطق الكلمات أثناء كتابتها؛ فإذا نطقناها بشكل سليم سنتمكن من كتابتها بطريقة صحيحة.

  •  التحدث بالفصحى:

  استكمالاً للنقطة السابقة يمكننا أيضاً تطوير قدراتنا اللغوية لنطق الكلمات الفصيحة وكتابتها بشكل سليم، عن طريق محاولة التحدث بالفصحى في حياتنا اليومية، قد يبدو غريباً أن نتحدث بالفصحى طوال اليوم مع الغرباء -هناك من فعلوا ذلك في حياتهم وأصبحت الفصحى هي عاميتهم-، ولكن يمكننا على الأقل الاتفاق مع أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة على تبادل حوار صغير كل يوم بالفصحى بدلاً من العامية.

  كانت هذه الخطوات التي أتبعها عادة في محاولتي لتطوير لغتي العربية وإجادتي للكتابة عنها، فماذا عنكم؟ هل لديكم خطوات معينة في هذا الصدد؟ وبماذا تنصحوني لمزيد من تطوير اللغة العربية لدي؟