هل سبق لك وأن قدمت على إحدى الوظائف بعد حصولك على كافة المهارات الوظيفية التي تتطلبها جهة العمل وربّما أكثر وذلك من خلال اجتياز الدورات التدريبية والتعلم بصورة ذاتية ثم فوجئت برفض طلبك فقط لأن شهادات الدراسية غير كافية ؟
لن أتفاجئ في حال كانت اجابتك نعم ، ففي دولنا العربية فقط يرفع سوق العمل شعار " الشهادات قبل المهارات " وربّما تتم عملية التفاضل الوظيفي في بعض المجالات بناء على ما يمتلكه المرء من شهادات فقط دون التعويل كثيراً على المهارات المكتسبة بصورةٍ ذاتية . في الوقت الذي تعتمد فيه مجموعة من الشركات العالمية الكبرى مثل شركة آبل وجوجل سياسة التوظيف بناءً على المهارات على حساب الشهادات ، ليس ذلك فحسب بل إن تدرج سلم الأجور في مثل هذه الشركات يعتمد في المقام الأول على مقدار ما تمتلكه من مهارة وقدرةٍ على الإبتكار واثبات الجدارة .
هذه المعضلة دفعت الكثير منّا للجوء الى سوق العمل الحرّ من خلال الانترنت والتي ساعدت بشكلٍ ملحوظ على التقليل من هذه الفجوة من خلال تركيزها على المهارات المكتسبة ذاتياً عوضاً عن الشهادات الأمر الذي ساهم في اعطاء الفرص لمن يمتلكون الخبرة والمهارة الجيدة بصرف النظر عن مستوى شهاداتهم أو علاقتها بالوظيفة المطروحة .
بالنسبة لي كصيدلانية ساعدتني منصات العمل الحرّ على تحقيق شغفي بالعمل في مجال كتابة المحتوى والترجمة ، في حينِ ان هذا الأمر كان ليصبح صعباً للغاية لو فكرتُ البدء به من خلال مكاتب الترجمة مثلاً والتي تشترط غالباً أن يكون المتقدم للعمل بها خريجاً لإحدى كليات الألسن دون الإلتفات الى مهاراته التي اكتسبها ذاتياً .
برأيك كيف يمكننا التعامل مع هذه المشكلة التي صنعها المجتمع المهووس بالشهادات العليا على حساب المهارة والابتكار ؟ وهل لك تجربةٌ مماثلة في هذا الصدد ؟
التعليقات