التوازن المالي في العمل الحر: كيف تبني صندوق طوارئ خاص بمشاريعك؟

ربما علينا أن نحارب التضخم بشراء أصول تحفظ قيمة المال مع الوقت، مثل الذهب أو العملات المستقرة أو حتى الاستثمار في أدوات مالية تدر عائدًا يتجاوز معدل التضخم. فكرة تقسيم الدخل إلى ثلث للادخار، وثلث للمصاريف، وثلث للتطوير الشخصي رائعة كنموذج، لكنها تحتاج مرونة في الواقع حسب الأسعار والمتغيرات الاقتصادية.

المهم أن يكون لديك خطة واضحة للادخار، حتى ولو بدأت بنسبة صغيرة، مع البحث عن طرق يحفظ بها المال قيمته بدل أن يلتهمه التضخم. كنت قد قرأت منشورًا لأحد الخبراء ينصح بشراء الذهب على مراحل حتى ولو بمبالغ صغيرة، لتجنب المخاطر المرتبطة بتقلب الأسعار وتحقيق متوسط تكلفة جيد مع الوقت.

ممتاز جداً وهذا ما أراه صحيحاً أيضًا، فقط يجب الانتباه إلى نقطة مهمة وهي أنه عندما نشتري الذهب بعدد جرامات قليلة جدًا، تكون المصنعية مرتفعة نسبيًا مقارنة بسعر الذهب نفسه، يعني أن الفرق بين سعر الشراء وسعر السوق يكون أكبر، فتقل أرباحنا أو قيمة استثمارنا الفعلية عند البيع. لهذا أرى دائماً أنه من الأفضل شراء الذهب بكمية مناسبة لتقليل تأثير المصنعية وجعل استثمارنا أكثر فاعلية.

هذا حقيقي جدًا يا كريم لأنه للأسف العمل الحر جد متقلب ولا يعتمد عليه كمصدر صلب يمكن الإتكاء عليه مطلقاً بل ربما يكون مجرد عمل ثان كباقي الأعمال الأخرى غير أنه لا يشبهها في تقلبه الشديد وعدم انتظامه على وتيرة واحدة لفترة طويلة. ولكن يمكن الإدخار فعلاً من مجمل مكسب الفرد وكما قال بعض الأصدقاء وإدخاره في سبائك ذهبية لحفظ قيمتها.

لكن حتى المبالغ الصغيرة لها قيمتها، فهي تمنحنا كمستقلين شعورًا بالإنجاز والتحكم في ماله، ويمكن تحويلها مع الوقت إلى مبالغ أكبر إذا تم استثمارها أو ادخارها بذكاء، فالمهم ألا نقلل من شأن أي مبلغ مهما كان بسيطًا، فكل خطوة صغيرة تقربنا من هدف مالي أكبر.

ومن الأشياء الرائعة التي سمعت عنها مؤخرًا، هناك استراتيجية يقدمها أحد الخبراء تسمى الحصالة، يستخدم فيها الفرد أي مبلغ صغير يملكه بشكل منتظم، سواء من الأرباح أو أي دخل جانبي، ويضعه جانبًا بطريقة منظمة حتى تتجمع هذه المبالغ الصغيرة مع الوقت لتصبح مبلغًا كبيرًا يمكن استخدامه للاستثمار أو شراء ما يرغب فيه الشخص، وهذه الطريقة ذكية جدًا لأنها تحول المبالغ البسيطة إلى قوة مالية ملموسة مع مرور الوقت.