نحن كمستقلين نعيش في سوق عمل دائم التغير، حيث تتنوع الفرص وتتقلب الأولويات. كثير من المستقلين يعتمدون على المشاريع المستمرة كمصدر أساسي للاستقرار المالي والدخل الثابت، وهذا يُعد خيارًا منطقيًا لمن يسعون لبناء علاقة طويلة الأمد مع العملاء. لكن، هل من الحكمة الاعتماد فقط على المشاريع المستمرة؟ قد يؤدي التركيز على نوع واحد من المشاريع إلى الحد من فرص التنويع واكتساب مهارات جديدة، كما يضع المستقل في موقف هش إذا توقف هذا المشروع أو تغيرت متطلبات العميل. لذا، هل تعتقد أن عدم الاعتماد على المشاريع المستمرة فقط هو خيار أفضل لاستمرارية العمل الحر؟
عدم الاعتماد على المشاريع المستمرة فقط. مع أم ضد؟
طرحك مهم لأي مستقل، خاصة لأن مشكلة التوازن بين الأمان المالي والاستدامة من أكثر الأمور الشاغلة للمستقلين والتي تمثل لهم عبئاً خاص، فالمشاريع الطويلة تمثل استقرار مالي وعلاقات جيدة مع العملاء لكنها قد تصبح سلاح ذو حدين فقد يتوقف المشروع في أي وقت، لذا أرى أن التنويع في مصادر الدخل مثلا العمل في أكثر من مشروع أو تقديم خدمات رقمية مثلا مستقل يقوم بتقديم خلاصة خبرته في شكل دورة تدريبية أو كتاب رقمي وبالمناسبة قد تصبح هذه من مصادر الدخل الجيدة للمستقلين والغير مرتبطة بمشروع أو عميل .
الخلاصة طبعا إذا توفر للمستقل الوقت والمجهود فالأفضل له أن يجمع بين مشروعين أو أكثر أحدهما مستمر و الآخر قصير المدى على لضمان أمان مالي، عندنا في مصر المثل يقول" متقولش للرزق لا"
أوافقك في أن تنويع مصادر الدخل فكرة مهمة، خاصة حين تكون غير مرتبطة بعميل أو مشروع مباشر، كالدورات أو الكتب الرقمية. لكن في المقابل، قد يقع بعض المستقلين في فخ التشتت، فيتوزع تركيزهم بين مشاريع كثيرة دون أن يحققوا تميزًا حقيقيًا في أي منها. أظن أن التحدي الأكبر هو إيجاد توازن دقيق بين التنويع والحفاظ على التركيز، حتى لا يتحول السعي وراء الأمان المالي إلى عائق أمام التقدم المهني.
يختلف الأمر بالنسبة لشركات الإنتاج عن عمل المستقلين، فمن المهم للشركات المنتجة وللمصانع أن لا تحصر إنتاجها على عميل واحد أو عميلين، وذلك بسبب خواص النشاط التجاري أو الواقعي.
لكن بالنسبة للمستقل لا أجد مشكلة من التعامل طويل الأمد مع عميل أو اثنين، فوقت المستقل وطاقة إنتاجه محدودة بالمقارنة بالمصانع والأنشطة التجارية.
كما أن عمل المستقلين يتطلب التعامل طويل الأمد، مثل المبرمج الرئيسي لموقع كبير، يجب عليه أن يستمر فترة طويلة مع العميل لإنهاء العمل، وكذلك لعمل صيانة للموقع، وحل أي مشاكل طارئة، لكن لو ظل العميل يغيّر بين المبرمجين، سيكون من الشاق على المبرمج الجديد متابعة الموقع وصيانة مشاكله.
أتفهم تمامًا أهمية العلاقة طويلة الأمد في بعض التخصصات، خاصة حين يتطلب العمل استمرارية وصيانة مستمرة كما في مثال المبرمج. لكن في المقابل، يظل الاعتماد الكامل على عميل أو عميلين فقط يحمل مخاطرة حقيقية، خصوصًا إذا قرر أحدهم التوقف فجأة أو تغيّرت احتياجاته. أرى أن التنويع ولو بشكل جزئي يمنح المستقل هامش أمان أكبر، دون أن ينفي أهمية بناء علاقات مهنية طويلة المدى.
لا أعتقد أنه من الحكمة أن نعتمد على مشروع واحد أو نوع واحد من المشاريع، فماذا لو توقف المشروع فجأة؟ وماذا لو انتهى المشروع ولم يعد لديك ما تفعله؟ أو ماذا لو لم تعد مهاراتك في تلك المشروع مطلوبة بعد الآن؟
الحل الأذكى هو عدم الاعتماد على مشروع واحد، وإن كنا سنلتزم بمشروع واحد ونركز عليه، فالافضل ان نبقى منفتحين لفكرة قبول أو تلقي عروض أخرى ولو بسيطة في أي وقت، كما يجب علينا أن نطور من مهاراتنا باستمرار، ونبحث عن المهارات المطلوبة في سوق العمل كل فترة.
أتفق معك في أن البقاء على مشروع واحد فقط دون استعداد للبدائل يُعد مخاطرة، لكن أحيانًا المشكلة لا تكون في غياب العروض، بل في أن المستقل ينشغل تمامًا بمشروع واحد لدرجة يفقد معها قدرته على متابعة السوق أو تطوير نفسه. أرى أن من المهم أن يترك المستقل لنفسه مساحة للحركة، ولو بسيطة، حتى لا يتحول الاستقرار إلى نوع من الجمود المهني.
برأيي المهم أن نعمل فقط مشاريع صغيرة أو كبيرة مستمرة أو لمرة واحدة هذا لا يشكل فارق عندي المهم أنني انجح آخر كل شهر في توفير احتياجات الأسرة مع رضا تام من العملاء.
وبصراحة أرى الاختيار هنا خدعة تليق بنقاش أو بتفكير شخص لم يلامس الواقع، بالشهر الماضي اعتذرت عن أعمال عديدة بسبب تكدث العملاء وفقدت الكثير من الدولارات كانت ممكن أن تكون معي كمقابل مادي، بينما هذا الشهر لا اجد شئ، الأمر هنا أراه لا يتعلق باختيار بقدر ما يتعلق بالجاهزية وقت توفر العمل.
وأرى أننا في العمل الحر نحن موضع الاختيار ولسنا نحن من نختار، أي أنه ليس بأيدينا أن نقرر العمل في هذا أو ذاك العميل من يقرر والمنافسة وألف عامل آخر معها يحكمون الأمر
أقدر تمامًا ما ذكرته، فالواقع يفرض علينا مرونة كبيرة في التعامل مع فرص العمل المتفاوتة. ومع ذلك، أرى أن التنويع بين المشاريع المستمرة والمؤقتة لا يحمي فقط من تقلبات السوق، بل يمنحنا أيضًا فرصة لتطوير مهاراتنا وتوسيع شبكة علاقاتنا. وهذا بدوره يقلل من مخاطر الاعتماد على مصدر دخل واحد. فالجاهزية أمر ضروري، ولكن التخطيط الجيد وتعدد مصادر الدخل يساعدان في تجاوز فترات الركود أو الازدحام، مما يرسخ الاستقرار في بيئة العمل الحر المتغيرة باستمرار
هذا ما آمل أن يفعله الجميع، لكن ألاحظ البعض يربط الاحترافية في تقديم الخدمات بأن يقدم خدمة بعينها أو يتعامل مع مرحلة معينة أو حجم ما للعميل أو المؤسسة، ويظن أنه بذلك مميز، أنا عن نفسي قدمت خدمات لجمعيات لم تبدأ بعد في الظهور أو تنفيذ أي مشروع وقدمت لأخرى يعرفها فقط من بمحيط نطاقها، وقدمت خدمات لغرف اليونيسيف والهلال الأحمر، كان ممكن أن اكتفي بآخر اثنين فهم عمالقة ولكن ماذا لو قرروا فجأة الاستغناء عني ؟ هل اتوقف هذا ما ارجو أن يغيره البعض في طريقة تفكيرهم
أرى أن المشاريع المستمرة مهمة جداً في حالة كان المستقل لايملك عملاً خارج السوق الحر، ولكن تواجهه نفس المشكلات التتي تواجه الموظف العادي من حيث بقاءك داخل دائرة الروتين التي تجعلك تتكاسل عن تنمية مهاراتك وتطورها.
في كلا الأحوال يجب أن يحافظ المستقل أو الموظف بشكل عام على تطوير نفسه من وقت لآخر وألا يتوقف عن البحث عن فرصة أفضل لتطوير نفسه.
وجهة نظرك صحيحة جداً، فالمشاريع المستمرة تعطي نوعاً من الاستقرار لكنها قد تحمل في طياتها خطر الوقوع في الروتين. وأنا أؤمن أن الاستمرارية في تطوير المهارات والبحث المستمر عن فرص جديدة هو ما يميز المستقل الناجح، خاصة في سوق متغير مثل سوق العمل الحر. لذلك، التنويع بين المشاريع واكتساب مهارات متعددة لا يحافظ فقط على نشاطنا، بل يفتح لنا آفاقاً أوسع للنمو المهني والاستقلال المالي.
الاعتماد على المشاريع المستمرة يمنح نوعًا من الأمان المؤقت وراحة نفسية نحتاجها كمستقلين خصوصًا في بداية الطريق أو خلال فترات التذبذب لكن الحقيقة أن العمل الحر بطبيعته متقلب وأي استقرار فيه يظل هشًّا إذا لم ندعمه بالتنوع والتجديد.
أنا شخصيًا أرى أن التوازن هو المفتاح من المهم وجود مشروع مستمر يضمن دخلًا ثابتًا لكن في الوقت ذاته لا بد من إبقاء الباب مفتوحًا أمام فرص جديدة تجارب مختلفة ومهارات لم تُكتشف بعد.
عدم الاعتماد الكامل على المشاريع الطويلة الأمد لا يعني التخلي عنها بل يعني أن نكون مستعدين لأي تغيير ومرنين بما يكفي لنواكب السوق ونحافظ على تطورنا المهني .
أتفق معكِ على أهمية التوازن بين الاستقرار والتنويع في العمل الحر، فهو ما يجعلنا أكثر قدرة على مواجهة تقلبات السوق. أضيف أن المرونة ليست فقط استعدادًا للتغير، بل هي عامل تمكيني يدفعنا للابتكار وتجربة أساليب جديدة في العمل، مما يعزز من مكانتنا كمستقلين ويزيد فرصنا في الحصول على مشاريع مختلفة. بهذا الأسلوب، نضمن استمرارية الدخل وتطورنا المهني في آن واحد، بدلًا من الاعتماد على مصدر واحد مهما كان مستقرًا.
كلامك يا إسراء دقيق وملهم جدًا فعلا المرونة مش بس رد فعل للتغير لكنها أداة بنشكل بيها مستقبلنا المهني كفريلانسرز والربط اللي ذكرتيه بين المرونة والابتكار مهم جدًا لأنه بيوضح إن تنويع مصادر العمل مش بس لضمان الدخل لكن كمان لتوسيع مهاراتنا وتطوير هويتنا المهنية التوازن بين الاستقرار والتجديد هو مفتاح النجاح المستدام في مجال العمل الحر ووجود وعي زي ده بيدينا أفضلية حقيقية في السوق.
التعليقات