من خلال تجربتي الشخصية وجدت أن التكيف مع الظروف كان دائمًا العامل الأكثر تأثيرًا في نجاحي كمستقلة، صحيح قد يكون التخطيط الدقيق مهمًا في بعض الأحيان، لكن الواقع يفرض علينا التكيف مع متغيرات السوق والظروف الشخصية، كما ألاحظ كثيرًا أن المشاريع التي خططت لها بشكل محكم قد تتعرض لمشكلات غير متوقعة، بينما المشاريع التي تعاملت معها بمرونة واحترافية في التكيف مع التغييرات واتخاذ القرارات الفورية حققت نتائج أفضل، ما رأيكم؟ هل تفضلون التخطيط الدقيق أم التكيف السريع مع الظروف لتحقيق النجاح في العمل الحر؟
التخطيط الدقيق أم التكيف مع الظروف أيهما يساعد المستقلين على النجاح أكثر؟
تابعي كارلوس غصن المدير التنفيذي البارز لعدة شركات سيارات، كانوا مستضفينه في سردة after dinner وعدة بودكاستات أخرى قدم نصيحة فيهم أن التخطيط الزائد قد يكون عائق أكثر من كونه مفيد لإنه وفقاً لغصن، التركيز المفرط على التخطيط يجعلنا نفقد مرونة التعامل مع التغيرات والمفاجآت والحياة مليئة بالعوامل غير المتوقعة والتشبث بخطط صارمة قد يؤدي إلى الإحباط إذا لم تتحقق كما هو متوقع ورأيت أنه ينصح بتحديد أهداف عامة ثم العمل بمرونة نحو تحقيقها والتكيف مع حالة السوق والعمل، يعني مع الاستعداد لتعديل الخطط عند الضرورة.
هذا بالضبط ما أشعر به عند وضع خطة محكمة لإنجاز أعمالي، فمهما حاولت أن أضع أوقات راحة وأقسم الوقت بشكل مثالي، أجد نفسي في النهاية أشعر بالتعب وعدم الالتزام التام بما هو في الخطة، وهذا يسبب لي شعورًا بالإحباط الشديد وعدم الرغبة في استكمال الأعمال، خاصة عندما لا تسير الأمور كما توقعتها، أعتقد أن التكيف مع التغيرات والاستجابة للظروف هو ما يجعلنا أكثر إنتاجية وراحة، بدلاً من التمسك بخطط صارمة قد لا تتناسب مع الواقع أبدًا.
المرونة مطلوبة بالتأكيد، لكن ألا يساعد التخطيط على تجهيز وابتكار حلول للاستخدام عند التعامل مع التغيرات والمفاجآت؟
وما الذي يضمن لنا سير الخطة كما خططنا لها؟ المشكلة بالنسبة لي هي أن التغيرات والمفاجآت هي جزء لا يتجزأ من الحياة، حتى مع وجود خطة محكمة، فقد تكون بعض التحديات أو الظروف غير متوقعة، وقد تطرأ تغيرات تجعل من المستحيل تنفيذ الخطة كما هي، لذلك حتى مع التخطيط الجيد، تبقى المرونة ضرورية للتكيف مع هذه التغيرات، وإلا فإننا قد نجد أنفسنا عالقين في استراتيجيات غير قابلة للتنفيذ.
التكيف والمرونة مهمان جداً لاستيعاب المفاجآت والتعامل مع المستجدات، لكن لا أعتقد أنه يمكن اكتساب التكيف بدون وجود تخطيط دقيق من البداية.
التخطيط يضع الأساس والقواعد التي سنقوم بعدها بالتكيف مع المستجدات.
إذا أخذنا كمثال مشروع برمجي: يجب عمل لوحة تحكم للمتغيرات مثل الألوان والخطوط، نتحكم منها في الألوان والخطوط لكامل المشروع.
بالتالي إذا استجدت مفاجآت مثل رغبة العميل في استخدام خط أو تغيير لون سيكون ذلك سهلاً، لأننا بنينا لوحة تحكم لتلك المتغيرات في خطتنا من البداية، فلن نضطر لإعادة كل العمل.
ربما يختلف الأمر من مجال لآخر، ولكن برأيي يمكن التكيف والمرونة حتى بدون تخطيط دقيق من البداية، في بعض الأحيان يمكن أن يفتح التكيف والمرونة فرصًا جديدة لحلول مبتكرة لم نكن قد خططنا لها مسبقًا، صحيح التخطيط يساعد على تقليل الفوضى ويجعل التعامل مع التغيرات أسهل، لكن التكيف في النهاية يوجه المواقف لصالحنا حتى في غياب خطة محكمة.
أعتقد يمكن اعتبار مجال ريادة الأعمال مثالًا واضحًا على مجال يعتمد بشكل أكبر على المرونة، في ريادة الأعمال يواجه أصحاب المشاريع تحديات غير متوقعة بانتظام، مثل تغييرات السوق أو احتياجات العملاء أو حتى المنافسة المفاجئة، وفي هذه الحالات من الضروري أن يكون الرواد مرنين وقادرين على تعديل استراتيجياتهم بسرعة بدلاً من الالتزام بخطة ثابتة قد لا تكون قابلة للتنفيذ في الواقع، وقد يتطلب الأمر تعديل المنتج أو خدمة جديدة، أو تغيير في السوق المستهدف، وهو ما يجعل المرونة أكثر أهمية من التخطيط المسبق في بعض الأحيان.
يمكننا بالتأكيد اعتبار تطوير الأعمال من المجالات التي تعتمد بشدة على المرونة أكثر من التخطيط، خصوصاً أن النشاط قائم بالفعل، ويتركز التطوير على جزء محدد من النشاط.
لكن إن نظرنا لتأسيس نشاط من البداية سيحتاج: لدراسة جدوى، دراسة سوق، دراسة منافسين..
ووضع كثير من الخطط التي بالتأكيد ستحتاج للمرونة والتكيف بعد ذلك
أعتقد يمكن اعتبار مجال ريادة الأعمال مثالًا واضحًا على مجال يعتمد بشكل أكبر على المرونة، في ريادة الأعمال يواجه أصحاب المشاريع تحديات غير متوقعة بانتظام،
أعتقد أن ذلك صحيح جداً وكنت قد قرأت أن بيل جيتس صاحب مايكروسوفت كان في بدايات عمله يقوم بالموافقةعلى مشروع برمجي ما لشركة ما وهو لا يعلم أصلاً كيف يبدأ في المهمة غير أنه كان يمشي بمبدأ: اقبل العمل أولاً وفكر كيف تنجزه. فكان يستعين بآخرين معه ينجون الأعمال. أذكر أنه وعد عميل ما كان يريد إنجاز العمل سريعاً بأنه سينتهي منه في الصباح وبالفعل عمل هو وصاحبه بول آلان وبالفعل أنجزا العمل في الموعد المضروب.
المرونة في أي شئ هي الأفضل، وبالمناسبة أنا أرى المرونة أعلى درجات التخطيط حيث نصل لمرحلة نخطط أول بأول ونتخذ قرارات فورية، لو ركزتي ستجدي أن المرونة بحد ذاتها تخطيط ولكن تخطيط فوري وغير نمطي.
التعليقات