أحد أقاربي يعمل كمستقل في مجال البرمجة، وقد مر بتجربة صعبة عندما فشل في إتمام أحد المشاريع الكبيرة التي كان يعمل عليها وتسبب ذلك في تقييمه بشكل سلبي، شعر بالإحباط الشديد في البداية، وظن أن هذه التجربة قد تكون نهاية مسيرته، لكن بدلاً من الاستسلام قرر أن يتعلم من أخطائه، وقام بتحليل الموقف وتحديد ما يمكن تحسينه، مثل مهارات التواصل مع العملاء وتنظيم الوقت، كما استشار زملاءه في المجال، وبدأ يعمل على مشاريع أصغر ليتعافى ويستعيد ثقته بنفسه، وبعد فترة، استعاد حماسه وبدأ في العمل على مشاريع جديدة، ووجد أن الفشل كان درسًا ثمينًا ساعده على التطور والنمو. شاركونا كيف تتعاملون مع الفشل وتعيدون شحن حماسكم للعمل مجددًا؟
كيف نتجاوز مشاعر الفشل بعد مشروع ما، لنبدأ بحماس مرة أخرى؟
لا شك في أن الفشل شعور مدمر للمعنويات. وأعتقد أن جميعنا قد مررنا بتجارب سلبية في العمل الحر. اذكر أحد المشاريع التي كنت في قمة حماسي للعمل عليه وكنت اعتقد انني املك كل المهارات المطلوبة للعمل عليه، لكن انتهى الأمر بأن صاحب المشروع قد ألغاه ولم يكمله لأنه رأى أنني لا املك الخبرة الكافية.
كان الأمر صادما بلا شك لكن بعد بضعة أيام قلت في نفسي أن أفضل طريقة لتجاوز هذا الشعور بالفشل هو من خلال اتقان المجال الذي فشلت فيه والتوسع فيه قدر الإمكان وهو ما فعلته حيث قضيت شهورا انمي مهاراتي فيه إلى أن أصبحت متفوقا فيه بشكل كبير، وأعتقد أن هذه هي افضل طريقه لتجاوز. الفشل
صحيح، دائمًا ما أرى أن من يرغب في تخطي الفشل أو الهزيمة عليه أن يبذل قصارى جهده لينجح، والنجاح لا يأتي بسهولة، ولكن من خلال التعلم المستمر والتطوير الذاتي يمكن تحويل الفشل إلى دافع قوي لتحقيق التفوق، والشخص الذي يتعامل مع التحديات بإصرار وعزيمة ويحول كل تجربة سلبية إلى فرصة للنمو هو من يستطيع أن يحقق النجاح في النهاية، لأن الفشل ليس نهاية الطريق بل بداية لفرص جديدة.
كلامك منطقي وعملي حقا تحويل خيبة الأمل إلى دافع للتعلم أمر رائع، لكنه ليس دائمًا كافيًا. أعتقد أنه كان يمكن التركيز أيضًا على تحسين العلاقة بالعميل ومعرفة توقعاته بدقة قبل بدء المشروع. النجاح في هذا المجال يعتمد على التوازن بين المهارات التقنية والتواصل الشخصي، هناك أمثلة كثيرة لديهم كفاءة لكن ليس لديهم تواصل جيد مما يبقيهم في الهوامش
النجاح في هذا المجال يعتمد على التوازن بين المهارات التقنية والتواصل الشخصي، هناك أمثلة كثيرة لديهم كفاءة لكن ليس لديهم تواصل جيد مما يبقيهم في الهوامش
ما معايير التواصل الناجح مع العملاء من وجهة نظرك؟
لست خبيرا بما فيه الكفاية ولكني أعتقد أن الأهم هو الصدق. عندما تتواصل مع العملاء، يجب أن تظهر لهم أنك تريد المساعدة حقًا، وليس فقط القيام بعملك. إذا شعروا أنك صادق وتبذل جهدك من أجلهم، فسيثقون بك ويتعاونون بشكل أفضل. استمع لهم جيدًا، وحاول أن تفهم احتياجاتهم كما لو كانت مشكلاتك الخاصة.
من المهم أيضا اخذ تقييمهم وآرائهم واقتراحاتهم مع التقدم كل خطوة في المشروع كأنهم شركاؤك في العمل.. ليس بالضرورة أن يتدخلوا في عملك لكن هذا يشعرهم على الاقل أنك متعاون وتخدمهم بصدق
من المهم أيضا اخذ تقييمهم وآرائهم واقتراحاتهم مع التقدم كل خطوة في المشروع كأنهم شركاؤك في العمل..
هذه نقطة في غاية الأهمية خاصة لمنع حدوث أي خلافات بين صاحب المشروع والمستقل، فعندما يطلب العميل تعديلات إضافية أو تغييرات لم يتم الاتفاق عليها مسبقًا، أو حتى في حال رفضه للعمل بحجة أنه غير راضي عن النتيجة النهائية، يمكن أن يكون التواصل المستمر هو الحل الأمثل، وذلك من خلال التحديثات المنتظمة واستمرار التواصل مع العميل، ستتمكن من ضمان توافق توقعاتهم مع ما تقوم به، وهذا النوع من الشفافية يعزز الثقة ويمنع أي سوء فهم، مما يساهم في نجاح المشروع وتقديم عمل ممتاز يتماشى مع رؤية العميل.
أنا لا أسمي الأمر فشل وذلك سعياً مني لعدم إعطاء قيمة له أو منح هذا المسمى فرصة لأن يخلق تأثير سلبي، أتعامل كل مرة مع الأمر وكأنه يجب بذل مجهود أكبر ولكن المحاولة لم تنتهي فقط محاولة بمعطيات ومسار وجهد مختلف وسوف ننجز الأمر.
الفكرة لها أثر جيد معي ولكن أنا أيضاً دائم التفكير في كل خطوة بعملي، هذا مرهق للغاية ولكن أحاول أن أتجنب التعثرات
فكرة ممتازة بالتأكيد لها تأثير إيجابي على جودة أعمالك، لكن من المهم أيضًا أن توازن بين التركيز الدقيق على كل خطوة والراحة النفسية، التفكير المستمر قد يكون مفيدًا، لكن إذا تم بشكل مفرط قد يؤدي إلى إجهاد ذهني، لذلك من الأفضل أن تجد أسلوبًا يساعدك على التكيف مع التحديات دون ضغط كبير، مما يتيح لك العمل بشكل أكثر إبداعًا وفعالية، مع الحفاظ على صحتك الذهنية، وأفضل أسلوب برأيي هو تخصيص وقت للتفكير والتركيز مع أخذ فترات راحة منتظمة، وكذلك تحديد أولوياتك والبدء بالمهام تدريجيًا لتجنب الإرهاق وفي نفس الوقت الحفاظ على جودة العمل.
الفشل ليس مجرد عثرة على طريق النجاح، بل هو تجربة تُعري النفس وتكشف عن أبعاد خفية فينا، لا ندركها إلا حين نُجبر على مواجهته. في كل مرة أتعرض فيها للفشل، أشعر بثقل الخيبة، وكأن أحلامي تتهاوى أمامي، لكنني أدرك مع الوقت أن الفشل لا ينقص من قيمتي، بل يعيد تشكيل رؤيتي للحياة ولنفسي.تعاملي مع الفشل يبدأ بتقبله كحقيقة لا مفر منها. أدرك أن الهروب منه أو إنكار وجوده يزيد من ألمه. لذلك، أسمح لنفسي بالاعتراف بما حدث، مهما كان موجعاً، لأن مواجهة الحقيقة هي الخطوة الأولى نحو التعافي. أفكر في الفشل كمعلم صامت؛ يجبرني على النظر بعمق إلى قراراتي وأفعالي، ليعلمني أن النجاح ليس مسألة حظ، بل بناء يتطلب صبراً وعزيمة.
حديثك عن مواجهة الحقيقة وتقبل الفشل يُظهر وعيًا وفهما أتفق معك فيه. لكن هل تعتمد فقط على التجربة الذاتية أم تسعى للحصول على ملاحظات من الآخرين؟ تحليل الفشل مع منظور خارجي يمكن أن يوفر رؤى جديدة قد لا تراها بمفردك
أولًا، هذا لا يسمى فشلًا، إنما هي محاولة، والحياة مليئة بالمحاولات فنحن نتعلم في كل يوم أمورًا جديدة.
هل تعلم أن هذه المحاولات هي التي تصنعنا؟ هي التي تغيرنا للأفضل أو ( للأسوء. في بعض الأحيان قد يستسلم الشخص وينهي كل الأمر.)
ولكن إذا تم اعتبارها فرصة للتطوير والتحسين، هنا خطوة بخطوة ستصل إلى ما تريد وأكثر، لأنك مهتم بتطوير واستيعاب أن (الفشل) ليس اسمه هكذا، إنما هي فرصة أخرى لتغيير بعض الاستراتيجيات أو تنبيه لكي نمضي على ما نريد.
فعند المعرفة التامة بهذه الأمور نعلم أنه إذا أخفقنا في أمر، فإنها فرصة لإعادة التفكير وترتيب الأمور من جديد والاستكمال بطريقة أفضل وأقوى.
كلامك صحيح، المهم أن يكون لدينا القدرة على استكمال مسيرتنا دون أن تسيطر علينا مشاعر الإحباط أو الفشل، بل أن نتعلم من الأخطاء ونحولها إلى دافع أكبر للمضي قدماً وتحقيق الأهداف، وعلينا أن نتذكر دائماً أن كل تحدٍ هو فرصة للنمو، وأن الفشل ليس النهاية بل بداية لفرص جديدة. وعندما نواجه الصعوبات يمكننا أن نعيد تقييم خططنا، نحدد أولوياتنا، ونواصل السعي نحو الأفضل، لأن النجاح يتطلب الصبر والاستمرار.
التعامل مع الفشل هو جزء طبيعي من رحلة التعلم والتطور، وتجربة قريبك تعكس قوة الإرادة والإصرار على النجاح. شخصيًا، عندما أواجه الفشل، أبدأ بتقييم الموقف بهدوء دون القسوة على نفسي. أسأل نفسي: ما الأسباب التي أدت إلى هذه النتيجة؟ وما الذي يمكنني تحسينه في المستقبل؟
عادةً ما يساعدني تقسيم التحديات إلى خطوات صغيرة على تجنب الشعور بالإرهاق. أحرص أيضًا على تخصيص وقت للراحة والتأمل، لأن استعادة التوازن النفسي ضروري جدًا لإعادة الشحن. كذلك، التواصل مع الآخرين، سواء كانوا زملاء أو أصدقاء، يضيف لي رؤى وأفكارًا جديدة لم أكن لأفكر فيها بمفردي.
أحب أن أذكر نفسي دائمًا أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل فرصة لإعادة المحاولة بوعي أكبر. ماذا عنك؟ كيف تتعامل مع الفشل وتجد طريقك للاستمرار؟
بشكل عام الفشل في شيء معين قد يعني أن هذا الشيء ليس مناسبا لنا، وهذه قد تكون إشارة لتركه والبدء في شيء آخر، أتحدث من تجربتي لم أسعى دائما للتعلم من التجارب الفاشلة لكي أنجح فيها فيما بعد، ولكن أتعلم منها أنها ليست الشيء المناسب لشخصي سواء لما أريد فعله أو ما أستطيع فعله، وبالتالي تعطيني مؤشرات أكثر لفهم نفسي وامكانياتي وعلى هذا الأساس أدرك ما هو المناسب لي.
أنتِ محق تمامًا في وجهة نظرك حول الفشل. في كثير من الأحيان، يُنظر إلى الفشل على أنه نهاية الطريق، لكن إذا تم تبني فكرة أنه إشارة أكثر منها فشلاً مطلقًا، يصبح لدينا القدرة على التعلم والتكيف مع التحديات بشكل أكثر نضجًا.
الفشل يمكن أن يكون دليلًا قيمًا على أن الشيء الذي نفعله قد لا يتوافق مع قيمنا أو قدراتنا. وعندما نواجه الفشل، بدلاً من أن نراه مجرد حدث سلبي، نراه فرصة لفهم أنفسنا بشكل أعمق. قد يعني الفشل أننا في المكان الخطأ أو أننا بحاجة إلى تغيير استراتيجيتنا أو حتى تحويل مسارنا بالكامل.
برأيي، لا يمكننا تعميم هذه القاعدة بشكل كامل، فالفشل في شيء لا يعني بالضرورة أنه غير مناسب لنا، فقد يكون الفشل نتيجة لعدة عوامل مثل نقص الخبرة أو الظروف غير المناسبة أو التحديات التي تواجهنا في بداية الطريق، فأحياناً يحتاج النجاح إلى الصبر والتعلم من الأخطاء، وقد يكون الشيء الذي فشلنا فيه هو بالفعل ما نحتاجه، لكننا بحاجة لتطوير أنفسنا أو تعديل استراتيجياتنا لتحقيق النجاح فيه.
ليست قاعدة تعميمية أنا لا أسعى لتطبيقها في كل شيء بشكل عام، ولكن أردت الإشارة لبعض الحالات التي قد يعني الفشل فيها أن الشيء غير مناسب لنا، وفي هذا أمثلة كثيرة، هناك من يكون متفوق في مجال معين ولكن نفسيا هو غير قادر على تحمله، فتجديه يضغط نفسه ويتحامل عليها ظنا منه أن الوقت سيغير من حاله شيء ولكن لا شيء يتغير، هذا لا يعني سوى أن المكان الموضوع فيه ليس مناسب له والاستمرار فيه سيتعبه أكثر على المدى الطويل.
قد يكون الفشل نتيجة نقص الالتزام..
يعني إعادة تقييم الأولويات: الفشل قد يدفعنا لإعادة ترتيب أولوياتنا والتأكد مما إذا كانت الطريق التي نسلكها هي الأنسب لتحقيق أهدافنا.
اكتساب الوعي الذاتي: من خلال التجربة الفاشلة، نتعلم عن أنفسنا ما لم نكن ندركه من قبل، مثل نقاط القوة والضعف.
والتكيف والنمو: قد تكون هذه التجارب بمثابة خطوة أولى في تعلم أشياء جديدة عن مجالات أخرى قد تكون أكثر ملاءمة لنا.
على سبيل المثال:
إذا كنت قد جربت مجالًا معينًا أو وظيفة لم تحقق فيها النجاح الذي كنت تأمله، ربما تكون هذه التجربة قد وجهتك للبحث عن مجالات أخرى تتناسب أكثر مع شغفك أو مهاراتك. مثلًا، قد تكون قد جربت وظيفة لا تتيح لك التعبير عن إبداعك، فشعرت بالإحباط، لكن هذا الفشل قد دفعك للبحث عن مسارات أكثر إبداعية تتناسب مع شخصيتك، مثل العمل في مجال الفن أو التسويق الرقمي.
في النهاية، الفشل ليس نهاية الطريق:
إنه مجرد مؤشر على ما قد يكون أكثر ملاءمة لطموحاتنا
صحيح وأعتقد أن هذه التجربة كانت درسًا مهمًا بالنسبة له، حيث دفعته لإعادة التفكير في طريقة عمله، صحيح أنه شعر بالإحباط في بداية الأمر بسبب عدم قدرته على الإنجاز بالجودة التي يرغب فيها، ولكن هذا التحدي دفعه لتطوير ذاته، وبغض النظر عن أي شيء، أشعر دائمًا أن الله سبحانه وتعالى يجنبه ما ليس فيه خير له، ويوجهه نحو الأفضل رغم الصعوبات التي قد يواجهها.
الفشل ليس نهاية الطريق بل فرصة للنمو. عندما نفشل، يجب أن نتعلم من الأخطاء بدلاً من أن نكون قساة على أنفسنا. كما فعل قريبك، التحليل والتعلم من الأخطاء هو الخطوة الأولى نحو التحسن. اقوم بقبول الفشل كجزء من الرحلة ,التواصل مع الآخرين
كما فعل قريبك، اقوم ب الاستشارة مع الزملاء أو الخبراء يمكن أن يكون له تأثير كبير في تحسين المهارات ومعالجة أي تحديات في العمل. الاستراحة واستعادة الثقه , وإعادة الشحن من جديد.
تقريباً أنا أحمل القصة نفسها التي تعرض لها قريبك فيما عادا أنني أعمل بمجال صناعة المحتوى والتصميم بالذكاء الاصطناعي لذا بجانب النصيحة نفسها يمكنني إضافة أن أختيار المشاريع الكبيرة يجب أن يتم بذكاء وبناء أستراتيجية عمل خاصة بها بداية من الطريقة التي أقدم فيها الطلب على المشروع التي يجب أن تكون قوية بالمقارنة بالمنافسين وتظهر (ثقتي بنفسي وعناصر القوة لدي و مدى أستحقاقي لتنفيذ المشروع فأنا يجب أن أكون الأفضل مقارنة بأقرب منافس أو على الأقل مقارب له) مروراً بعملية الأقناع بتقديم عرض شيق وعينة عمل مجانية وأقتراح تنفيذ جزء من المشروع قبل الاتفاق بصفة نهائية ومن ثم تحديد أجتماع أظهر فيه خطتي الكاملة لتنفيذ المشروع وطرق التواصل مع العميل مع الأخذ بالاعتبار لأن تكون مرنة تتناسب مع إحتياجات العميل و وقته .. ثم نقطة السر العمل بذكاء وليس بالضرورة العمل الشاق .. ولكن يجب أن أكون صارماً جداً مع نفسي من حيث الإطار الزمني الذي وضعته لتنفيذ المشروع.
عن طريق أن ماحدث لا يمس قيمتي كشخص. نعم هناك أخطاء وعلي التعلم منها، ولكن إن حدث فعلي أن أكون أنا الشخص الذي لا يزيد الطين بلة كما يقولون. أحيانًا نحتاج لبعض التوقف والفهم كما فعل قريبك، ونشعر بالخسارة ونعيشها. لكن من المهم كما فعل هو أيضًا أن نعرف أنها تجربة بالإمكان التعلم منها واستخدام طريقة أخزى. فكما يقال الغبي وهو من يفعل الأمر ذاته وبنفس الطريقة. ويرجو نتائج مختلفة.
التعليقات