التشبيك ببساطة هو بناء شبكة من العلاقات مع العملاء، مما يجعل المستقل دائمًا في الصورة، ويزيد احتمالية ترشيح العميل له لعملاء آخرين أو تكرار التعاون معه. ومن جهة أخرى يكون التشبيك مهم جدًا أيضًا مع الزملاء والمنافسين، من خلال الانغماس في مجتمعات المهتمين بمجالنا أو بنمط عملنا عبر الشبكات الاجتماعية مثلًا أو الفعاليات، هذا يكون مفيد في استلهام الأفكار واكتشاف أفضل الممارسات وحلول المشكلات، مثلما نحن تمامًا هنا في مجتمع حسوب. لكن التشبيك خاصة مع العملاء يتطلب فهمًا لشخصية العميل وحذرًا، لأن ليس كل العملاء يكونون مستعدين للتواصل المستمر وعرض الخدمات، فما هي أفضل ممارساتكم لتعزيز التشبيك بنجاح؟
قوة التشبيك: كيف تساهم في التسويق لنا في العمل الحر؟
اعتقد ان توطيد العلاقة بين العميل والمستقل تتطلب استعدادًا من الطرفين فيكون المستقل علي استعداد لتقديم خدماته لنفس العميل مرة أخرى، ومن ناحية العميل ان يكون لديه عملًا مستمرًا ليطلب خدمات أكثر من نفس المستقل، إن كان عمله على المستوى المطلوب.
وأعتقد أن ما يجعل العميل يوظف نفس المستقل اكثر من مرة هو مدى احترافية المستقل وفهمه لطلبات العميل بدون الكثير من الجهد، وتنفيذ المطلوب بدقة وفي الوقت المناسب، إضافة إلى التواصل المستمر اثناء تنفيذ المشروع والقيام بالتعديلات التي يطلبها العميل ( في حدود المعقول).
ليس بالضرورة أن يوظفني العميل نفسه أكثر من مرة أو أن يكون لديه عملًا مستمرًا، لكن التواصل الجيد ذي الطابع الإنساني أكثر من الرسمي يجعل العميل يرشح المستقل لغيره، منذ فترة قريبة تعاونت مع عميلة على مشروع واحد فقط وانتهى العمل، وبعد فترة وجدتها تتواصل معي لأنها رشحتني لصديقة لها لأتعاون معها، إذًا يمكننا من خلال التشبيك أن نستهدف شبكة علاقات العميل نفسه، حتى ولو لم تكن له أعمال مستمرة.
هذا ما يحدث معي في أحيان كثيرة أيضا، ولعل السبب الأكبر وراء ذلك ليس فقط جودة العمل المقدم ولكن الالتزام والاهتمام، عندما يشعر العميل أن هذا المستقل شخص مسؤول وجاد في عمله، لن يتهاون فيه أو يهمله وإذا طرأت أي مستجدات أو ظروف طارئة سيتعامل معها دون التأثير على خط سير العمل، هذه أهم نقطة في مسألة الترشيح خصوصا لأن العميل في داخله سيشعر أن أي تقصير قد بدر عن المستقل الذي رشحه هو مسؤول عنه لأنه هو من دفع به، هذا الأمر حتى نلتمسه في كثير من أمور حياتنا وليس العمل فقط.
تقديم خدمة مميزة هو السبيل الأمثل والأكثر أهمية لتعزيز التشبيك بنجاح، ولا بد أن يحرص المستقل على جعل خدمته استثنائية بمعنى الكلمة، وتتضمن شيء لن يجده العميل لدى الكثيرون، مثل سرعة الإنجاز مع الجودة أو عرض مميز أو تقديم المزيد من النصائح والمعلومات عن مجال العميل، وهذا في حد ذاته يبني سمعة طيبة ويجعل العملاء يتحدثون عنه لغيرهم.
أنا معك في هذا، لأنّ ما يهمّ العميل فعلًا هو أن يستلم مشروعه كاملًا، متقنًا وتتحقّق فيه كامل الشّروط المتّفق عليها في البداية.
وإنجاز العمل قبل انتهاء الوقت المحدّد له، سيكون نقطةً إضافيّة لصالح المستقلّ.
وطبعًا المعاملة الطّيّبة، والصّبر والاحترام أثناء التّواصل مع العميل، سيجعل العميل يتذكّر المستقلّ، وقد يرشّحه لأشخاص آخرين في المستقبل.
تقديم المزيد من النصائح والمعلومات عن مجال العميل
هذه إضافة رائعة بسمة، فعلا العملاء يفضلون المستقل الذي ينصحهم لانهم يرونه شخص مؤهل وأعلم بالمجال.
فعلا العملاء يفضلون المستقل الذي ينصحهم
صحيح في كثير من الأحيان، لكن في بعض الأحيان هناك عملاء يكونون خبراء أو مختصين بالمجال أو لديهم رؤيتهم الكاملة وليسوا بحاجة إلى تعديل عليها أو مقترحات، لدرجة أنهم قد يعتقدون أن المستقل يقترح من باب أنه لا يستطيع تنفيذ رؤية العميل ومتطلباته فيحاول التعديل عليها. فهنا أشدد على أهمية أن يدرك المستقل شخصية ونوعية العميل الذي يتعاون معه، ويستشف مدى استعداده لتقبل الاقتراحات من عدمه.
فما هي أفضل ممارساتكم لتعزيز التشبيك بنجاح؟
قدم الخدمة للعميل كصديق أي أن نتعامل مع العميل بأفضل طريقة وكأننا نقوم بإنجاز هذه المشروعات لأصدقائنا.
منذ 4 أشهر قمت بعمل حزمة استثمارية لشركة تابعة لستوديو مخاطرة فأعطيتهم الملفات التي اتفقنا عليها كاملة وضفت عليها كل الملفات التي أعلم أنهم سيحتاجونها في التنفيذ والتقييم دون حتى أن يطلبوها.
النتيجة أنه أصبح بيني وبين أصحاب هذه الشركة صداقة من نوع خاص؛ حتى أنهم عرضوا عليّ أن أجهز الحزم الاستثمارية لكل الشركات التي يعملون معها وأخذت كل هذه الشركات تسمع عني من خلال التعامل الطيب والعلاقة بيني وبين العملاء الأوائل.
جميلة تسمية تشبيك..
نعم أشبك تشبيكاً بسيطاً لجعل العمل أشبه بحوار ونقاش بدل الأمر والتنفيذ، تشبيك بمستوى مرونة إنسانية للتواصل قبل كل شيء. وأسعدني إعادة التعامل مع الكثير من العملاء وأعطاني دافعاً لتقديم العمل بجودة ووقت قياسي لأسجل تطوراً في نظرة العميل..
منذ مدة قمت بتدوين وثائقي لشخص كثير السفر، وكان لابد من تدوين القصص اليومية التي تصادفه في رحلته في إطار قصصي ينفع ليكون ضمن سيرة ذاتية فيما بعد.. قال لي بأنه جرب التعامل مع الكثير من الكتاب ولكنه لم يستمر مع أحدهم
كان العمل رائعاً فقد شعرت بأنني أجوب بلدان العالم وأعيش هذه المواقف بشكل شخصي، وبعد ذلك رشح العميل اسمي لعدد من أصدقائه من هواة السفر وأصبحت فكرة توثيق المغامرات في إطار قصصي شغلي الشاغل لعدة أشهر.
والعكس صحيح أيضاً يا منار ، هناك عملاء قاموا بطلب خدمات جديدة بعد أن جمعتني بهم تجربة تعامل سابقة وقمت برفض تجديد التعامل "فك التشبيك" لأسباب مختلفة.
أنا لاحظت شيء في مجال العمل الحر بخصوص موضوع التشبيك هذا وأحب أن أشاركه لأعرف وجهة نظرك. لربما هي خاطئة. معظم أصحاب الشركات والأشخاص الذي يقومون بتوظيف المستقلين هم لديهم قائمة بأسماء المستقلين الذين بإمكانهم أن ينجزوا لهم أعمالهم. مثلًا يحرص على أن يكون لديه في مجال الكتابة بعض الأسماء، وفي التصميم أسماء أخرى، حتى إذا ما اضطر لإنجاز مهمة ما في وقت معين يختار فورًا من بين تلك الأسماء بدلًا من أن يبحث من الصفر.
هذا المفهوم في منصة مستقل تجدينه يتحقق من خلال خيار "المشاريع الخاصة". أن يختارك العميل أنتِ وليس أحدًا غيرك للقيام بالمهمة. نحن كمستقلون هدفنا طبعًا أن نكون على رأس تلك القائمة، لنكون الخيار الأول الذي يأتي إلى ذهن العميل حين يبحث عن من ينجز له عمله.
هذا يحدث بالتأكيد ومنطقي أن يفعله العملاء خاصة من لديهم خبرة في التوظيف وعملوا مع عدد كبير من المستقلين من قبل، فيخلصوا من تجاربهم في التوظيف إلى مجموعة من الأسماء الذين قدموا أفضل جودة وأفضل تجربة عمل. لكن أضيف أنه التوظيف على المشاريع الخاصة تلك مباشرة قد يحدث حتى لو لم تكن هناك سابقة تعاون مع المستقل، فمثلا قد حدثت مع مرة مع عميل اطلع من خلال محركات البحث على مقالاتي المتصدرة التي كتبتها لصالح مدونة خمسات، فطلب أن أنفذ له مقالات تحاكي نفس الأسلوب، إذًا فالأعمال المنشورة أو حتى الأعمال الموجودة بمعرض الأعمال قد تلامس ما يبحث عنه العميل فيوظف المستقل مباشرة.
التعليقات