الموهبة أم المهارة: أيهما الأطول نَفَسًا في العمل الحر؟

ولكن الإستمراية لن تكون دليلا على وجود موهبة بل دليل على الجدية في التنفيذ وبالتأكيد سيتم إكتساب الخبرات ولكن لن يكتسب الموهبه لإنها فطرية وتعززها الخبرات

الشخص الذي يتمتع بمقياس عالي من الكوميديا في حياته كموهبة فشل في تقديم نكتة قوية فعلاً في النص

هنا يجب أن نفرق بين الموهبة في إلقاء النكت وموهبة الكتابة التصويرية وهي السيناريو الكوميدي، وهذان نمطان مختلفين عن بعضهما، لأننا نصادف الاول في كل مكان وكافة الأوضاع قادر على إلقاء النكتة وتبسيط الجو بعفوية مطلقة، لكنه يعجز عن تصويرها عبر الكتابة فهذا النوع يمكن الاعتماد عليه في استلهم الأفكار ورسم قصص تفاعلية كوميدية عبر الالقاء فقط، ليتسنى للأخر تخطيط السيناريو للوصول إلى نتيجة اخراج الموقف بالصورة والحوار.

الموهبة يتم تعزيزها بالمهار عن طريق التدريب عليها، ودراسة كيف يتم عرضها فعندنا مثلا كاتب وممثل كوميدي يفشل تماما في كتابة سيناريو كوميدي وأغلب أفلامه فاشلة ولدينا من عمل على تطوير الكتابة لينقل لك الكوميديا بشكل جميل وهو أحمد أمين عن طريق الدراسة والتمرس استطاع أن يثقل موهبته بالمهارة، فالموهبة بدون ممارسة وتعلم ستختفي مع الوقت او يقل بريقها.

ومن يقول أنه يمكن التعلم فقط مع الصبر والأصرار، ليس إلا مجرد أبله،

بالعكس تمامًا، يمكن التعلم مع الصبر والإصرار وبذل الجهد، بل ويصل الأمر إلى العبقرية، وهذا ليس كلامي بل كلام كثير من الموهوبين والعباقرة، ومنهم أينشتاين نفسه الذي قال: "لم يكن الأمر بأنني عبقري؛ بل لأنني أقضي في حل المشكلات وقتًا أطول"، وكذلك أحد الموهوبين لا أذكر اسمه قال: "قبل أن أكون موهوبًا؛ كنت كادحًا".

أما تجربتك في تعلم الرسم فلا يمكن تعميمها، ومَن تعتقد أنه وُلد ليرسم يخفي وراءه كواليس من الجهد والتعلم، أجل فالتعلم والتدريب جزء أساسي لصناعة الموهبة، وأرجح في ظني أنك لم تتلق دروسًا على يد متخصصين مثلًا لتحكم على الأمر، فليس كل شيء يمكن أن نتعلمه من أنفسنا، حتى بيكاسو ودافنشي تلقيا دروسًا في الرسم ولم يولدا رسامين بالفطرة.

إذا قلنا بأن الموهبة فطرية، فلا يمكن أن نعتبر مهارات الطب مواهب، لأنه لا أحد يولد طبيبًا أو لديه ميول للطب منذ صغره، بل كلها مهارات يجب اكتسابها بالتدريب والدراسة والجهد.