أقبل أم أرفض العميل الذي يسند لي أعمال قادر عليها ولكنها ليست من اختصاصي؟ ولماذا؟

لو قادر عليها ومتأكد من أنك تستطيع تقديم خدمة متقنة ومحترفة فلا أرى مجال للتردد لأنها ستضيف إليك. وبالفعل ستتعلم وتنمي مهاراتك بشكل أكبر فهي فرصة للتعلم وثقل المهارة وخاصة أنك قادر على تقديم العمل بجودة جيدة، وستفتح لك طرق عمل وسوق مختلف في المستقبل.

أعتقد أن هناك عدة عوامل يجب وضعها في الاعتبار، هل المشروع احترافي وقد يفيدك في التعامل مع عملاء من فئات أخرى وربما يزيد دخلك مع الكتابة؟

هل هذا المشروع يمكن العمل عليه بالتزامن مع مشروعات الكتابة الخاصة بك؟ وأيهما سيوفر لك المال الذي تحتاجه في الوقت الحالي؟

بالنسبة لنقطة قبولك هذا المشروع فقط، لا تعني أنك تركت تخصصك ووزعت نفسك بين مشروعات مختلفة، هناك علاقة وثيقة بين الترجمة والكتابة، وقد تصقل الترجمة لغتك كثيرًا وتساعدك في صقل مفراداتك في اللغة وتكتب بأساليب أكثر احترافية وبلغة تبين خبرتك ومهاراتك، لأنك من خلال الترجمة ستطلع على كتب وصياغات وأساليب الكتابة والتحويل السليم من لغة إلى لغة بشكل يناسب اسلوبك وتعبيرك، أنا لا أحاول أن اقنعك أو أعدلك عن القرار، في النهاية وازن بين الاختيارات، ولكن قبولك مشروع واحد لا يعني أنك تغير مسارك المهني، وعلى العكس الاثنين لهما علاقة وثيقة ببعضهما.

ونقطة أخرى تميز العمل الحر، أن مدة المشوعات ليست بالطول الكافي الذي يجعلك تخسر أي مسار آخر.

إذا كان لديك من الوقت ما تخصص بعض منه لأجل ذلك المشروع، والعميل لديه استعداد لقبول المدة الزمنية التي تجعلك تنجز المشروع باحتراف وجودة وتتمكن من العمل على مشاريع أخرى، فأنصحك بالقبول، لا يهم فكرة التخصص هنا طالما لديك من المهارات ما يمكنك من انجاز متطلبات المشروع، فضلا عن أن المجالين متداخلين ويفيد بعضهما البعض، وستكون تجربة جيدة لك، وتفتح لك فرصة أمام الحصول على مشاريع أخرى مستقبلية في نفس المجال، وهذا يوسع من نطاق شغلك ويزيد من دخلك.

برأيي إذا كنت تستطيع القيام بهذا العمل ولديك المهارة لإنجازة فلما لا تعمل في التخصصين معًا، ما المانع من ذلك، فإنه سيكون دخلًا إضافيا لك في حالة ركود الإختصاص الأول، فلماذا لا يكون التخصصين مناسبين لك وتعمل بهما، وعند تدفق الكثير من المشاريع يمكنك الانتقاء من بينها من حيث الجودة والأجر وامكانيته تنفيذها، فأرى أنها فرصة إذا كنت تستطيع ولديك المهارة لفعل ذلك فأنصحك بعدم رفضها.

إن سألتني هذا السؤال منذ سنة طنت سأقول لك نعم نوّع من أعمالك وإن كان خارج نطاق اختصاصك. ولكنني اليوم أقول لك أنك من خلال هذا الأسلوب تحرم نفسك فرصة التطور بما أنت متخصص به من أعمال نتيجة التشتت بين أنواع عدة من المهام. أنا أفضل السير حسب نظرية تقسيم العمل والتخصص والتي تقوم على إسناد كل عامل مهمة واحدة. نعم أنا مع فكرة التطور وتوسع المهام بشدة ولكن شرط أن تبقى ضمن إطار تخصص الموظف أو العامل أو غيره. فهذا الأسلوب يضمن نتائج رائعة وأداء أفضل. وعلى فكرة قد تنجز المهمة المسندة لك والتي لا ترتبط باختصاصك بطريقة رائعة، ولكنك تشتت نفسك بمهام لا تدخل ضمن نطاق اختصاصك وهذا أمر مرهق (عن تجارب أتحدث).