بصراحة لستُ في وضع جيِّد في العمل الحر.

تبقَّى لي امتحان آخير، هذه السنة كانت ثقيلة في الدراسة، والأمر أخذ من نشاطي في العمل الحر.

هناك مشروع لم أستمر به بنفس الكثافة.

هناك مشروع هربتُ من صاحبه.

هناك مشروع أؤجّل موعده كل مرّة.

مع قلق الامتحانات، يأتي قلق آخر: ماذا لو انعكست كل هذه الآثار على مسيرتي في العمل الحر؟ ماذا لو لم يتبقّ أحد من العملاء بعد أن تنتهي الامتحانات؟

لا يُوجد أحد يستطيع أن يعرف ماذا سيحصل.

المنطقي أن عملائي سيتأثّرون بهذا التأخُّر، وقد يحدث فعلًا أن يتركني بعضهم ولا يصبر على التأخّر.

لكنّهما أمران لا ثالثَ لهما.

الأوَّل أن أتوكَّل على الله، وأعرفُ أنّ الأرض أرضه، وهو مقدِّر الأرزاق. فأي اعتراضٍ أعترض؟

والثاني أن أمضي مع هذا التوكُّل وأفعل الأشياء الصحيحة مرَّة أخرى.

— عميل تبأطتُ عليه؟ أعتذرُ له، وأُظهر استعدادي للإلتزام فيما هو قادم.

— عميل تركني؟ أتمنّى له الموفقية، وأقدِّم على عروض في مستقل، وأظهر نفس الالتزام الذي جعلني أحصل على العملاء في البداية.

كلّنا نعاني من أيّام صعبة، نشكُّ ونوسوس، إذا كنتَ هنا يومًا، فلا بأس، كان هنا أناس قبلك وسيأتون بعدك، سيعانون نفس المعاناة، وحلُّهم لا يتغيَّر: التوكّل والالتزام.