السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت أعمل في مشروع تسويقي من فترة، كان العميل من دولة غير دولتي، كانت الفئة المستهدفة من النساء، وكانت المنتجات متعلقة بالحفاظ على نعومة اليدين.

فكرت كثيرًا للعثور على محتوى جذاب وفريد، لم أشأ أبدًا استخدام الجمل المستهلكة مثل: حافظي على يدين ناعمتين كالحرير، إلخ

تذكرت جملة في قصيدة لنزار قباني يصف يد محبوبته كأنها الفضة، اقتبست الفكرة وكتبت المحتوى وشكرت نفسي على الإبداع منقطع النظير وكافأتها بكوب شاي رائق، وجلست أتخيل كيف أن عميلي سينبهر بما كتبت، ربما يرفع أجرة المشروع لقاء ما وجد من إبداع.

وبينما أنا غارقة في خيالاتي جاءني رده بلهجتي:

نزار إيه؟ دا كلام فارغ!

أخذت نفسًا عميقًا، ثم كتبت له محتوى بديل، وأرفقته بهذه الجملة:

أستاذ ....

أعتذر إن كنت خيبت ظن حضرتك، لكن اسمح لي بتوضيح وجهة نظري لو أنني عميلة محتملة للمنتج:

يُشار إلى نزار وأشعاره في مواطن تمس عمق المرأة، وشريحة كبيرة من النساء تراه ناصرها وتتأثر بكلامه، والمحتوى بكلتا الصيغتين متاح أمام حضرتك ولكم الرأي في النهاية.

في الواقع هو اعتذر بصدق وقبلت اعتذاره، ولكنني من يومها أشعر بنوع من التردد تجاه أي فكرة غريبة قد تخطر ببالي، كما أن اختلاف الدولة ليس الشرط الوحيد لاختلاف الثقافة، أصبحت الدولة الواحدة تضم ثقافات متباينة.

فهل سبق وواجهتم تحديات في التعامل مع ثقافات مغايرة؟ وكيف نعمل على مراعاة ثقافات العملاء المختلفة في الردود والحكم على الأمور؟