ستطيعُ أن أعدَّ أربعة عملاء أخشى منهم، ولا يُمكن بحال من الأحوال أن أقدِّم على مشاريعهم عرضًا من العروض.

من خلال خبرتي في التعامل مع موقع مستقل، أطلِّع أحيانًا على بعض التقييمات السلبية، وأرى أنَّ الإسم الأوّل لكثير من هذه التقييمات يتشابه، إنّهم المتهمّون الأربعة!

كنتُ أحضرُ محاضرة طبيب كسور مشهور في بغداد، وهو يدرِّسنا، وقد شرح لنا يومًا عن حالة من الحالات المرضية التي لو تأخَّر فيها إيصال المريض إلى المستشفى لإجراء العملية، ستكون العملية أقل نجاحًا من غيرها، ثمَّ شاركنا رأيًا صريحًا فقال: أنا أهربُ من هؤلاء المرضى! أتيتم بالمريض خلال 24 ساعة من الكسر، أهلًا وسهلًا أجري لكم العملية، أمّا لو تأخّرتم فلا! لدي سمعة بنيتها وأخاف عليها!

فكَّرتُ كثيرًا ذلك اليوم، وسيطرت عليَّ أفكار عن ذلك الطبيب، هل هو جبان؟ هل هو حريص؟ إلى أن هضمتُ فكرته، وشعرتُ أنّها تنبعُ من حرص شخص لا يريد أن يورِّط نفسه وسمعته في مغامرات غير محسوبة.

هؤلاء العملاء بالنسبة لي يمثّلون حالة كسر بعد 24 ساعة عندي!

أنا متصالح مع اليوم الذي سيأتي لي فيه تقييم سلبي، حتّى الآن بعد 28 مشروع أملك 5/5 لكنّ هذا اليوم قادم لا محالة.

لكنِّي لا أريد لهذا اليوم أن يأتي بعلِّة سخيفة، لأنَّ العميل لا يحبُّ كبرياءه أن يقيِّم تقييمات كاملة.

أريده أن يأتي -أبعده الله- لأنِّي قصّرتُ في العمل، لم أسلِّم المشروع بصورة تامّة، تأخّرت ولم أملك الخبرة.

هل تشعرون بأنَّ بعض التقييمات السلبية -أو غير الكاملة- لا تكون للجودة فقط؟