هل تنصحوني بإكمال الماجستير أم أنها مضيعة للوقت؟

دعنا نتحدث أولاً عن أهمية الشهادة التي تحصل عليها ومدى الثقل العلمي والعملي الذي ستحصل عليه جراء حصولك على شهادة ما.

نعم أنا أعلم جيداً أن مجرد الدراسة النظرية لن تمنحك المعرفة الكاملة، ولن تهبك العلم المطلق، لكن هذه الشهتدة لا غنى عنها، وبالنسبة للتعلم فيمكنك تنويع مصادر تعلمك بطريقة تجعلك تحصل على منافع الأمرين المتمثلة في المزايا الكبيرة والمعرفة الجمة التي ستتحقق لك نتيجة عملية القراءة الذاتية والتعلم الفردي؛ والمتمثلة أيضاً في المنافع التي تتحقق بتوفيق الله وكرمه من حصولك على شهادة رسمية.

وفقنا الله وإياكم أخي سيف.

بدايًة تخصص علم البيانات كما قلت مهم وأنا أرى مستقبله كبير، لكن عندما أسمع بأنك التحقت في هذا التخصص أو الجامعة ليس شغفًا بها وأنك تحمل الكره تجاها، قد يبدو أن هنا الأمر مختلف كليًا، فتخيّلتُ نفسي هنا مكانك والتحق بجامعة وفقًا للاسباب الذي ذكرتها، إن صمدت لمدة سنتين، ربما سأصاب بالاكتئاب. ووهذا بالطبع إن تخرجت أصلًا. أي نعم التخصص مهم وأحيانًا الالقاب تبعث فينا السعادة عندما يتم اطلاقها عليها، فيبدو أننا نحب الكلام المعسول، لكن هذا لا يأتي على حساب صحتنا. إن كنت ترغب في أت تطور في نفسك يمكن التركيز على التعلّم الذاتي وصقل مهاراتك به ولكن بالتأكيد لن تحصل على اللقب:)

كنت أرغب في سؤالك، لماذا لم تقدم إلى منحة دولية، فربما من خلال شهادة التوفل أو الآيلتس تحصل على المنحة في التخصص الذي ترتأيه وتحبه أن تدرس الماستر. لا أعلم هل هذا أول فصل لك في دراسة الماستر أم الفصل الثاني من العام الأول!

.. بل أكاد أجزم أن لا علاقة للجامعة بالتعليم أساسا..

للأسف سيف الدين هذا واقع الكثير من المؤسسات التعليمية العربية؛ حيث تم إفراغ مصطلح التعليم من كافة مضامينه، ولم يبقى سوى الشكل أو اللقب!

ولكن نصيحتي لك، أنك وإن كنت تبحث عن اللقب، فحاول أخذه بمجال تحبه؛ وبذلك تكون قد حصلت فائدة مضاعفة.

لكن إستمرارك بهذا الوضع سيشعرك دائما بضغط نفسي، وبأنك مقصر إذ لم تكمل مشوار الماجستير الذي بدأته!

فبما أنك مازلت بالسنة الأولى أي ببداية المشوار؛ فالأفضل أن تحول مسارك مادمت قريبا... بالتوفيق.

معرفة الإنسان ونجاحه لا يقاس بعدد الشهادات التي حصل عليها ولا بالجوائز التي نالها، وأن يدرس الإنسان تخصصا بهدف حصول على إسم دكتور أو مهندس فقط بدون أن يكون بدافع حب العلم والإطلاع ، فتأكد أن سرعان مع يحصل على تلك الشهادة سيعلقها جانبا و يتبادل معها النظرات فقط.

لكن بالنسبة لك يا سيف، ارى أن الأمر مختلف، أنت تعمل كمستقل في مجال تخصصك وهذا ما يعد نقطة قوة بالنسبة لك، فأن شهادة الماجستير تصنف ضمن الأمور التي تزيد من خبرتك وتطور من مهاراتك ولو كنت تعتقد بأنها مجرد مضيعة للوقت، إلا أن تعمل كمستقل بشهادة ومهارة ليس مثل أن تعمل كمستقل بمهارة فقط.

وكما يقال العمر يسري والزمن يجري، لابد أن يستغل الفرد فترة شبابه في تعلم أي شئ يمكن أن يطور من مهاراته الحياتية والمهنية.

في العادة أبذل جهدي لأكتب سطوراً كتعليق على المحتوى، فهذا حق من يكتب مساهمته علينا. لكنني في مساهمتك وجدت أن أقرأ المحتوى من جانب آخر ومختصر كالتالي:

ساعدوني/ حصلت على منحة دراسات عليا في تخصص علم البيانات من جامعة ألمانية مرموقة، وسيوفر لي عملا براتب كبير في مؤسسة عملاقة لانتاج أفلام الفيديو التي تعتمد على البيانات.

ما رأيكم .. هل أقبل أم أرفض المنحة؟

الاستمرار في عمل شيء لا تحبه ليس مضيعة للوقت، بل هو مضيعة للنفس ولحياتك الحالية.

من الجيد أن تستكمل دراستك في مجال له قيمة كبيرة في المستقبل، ولكن ينبغي على الأقل أن تشعر بالشغف اتجاهه، شغف الدراسة والعمل، وليس اللقب فحسب. بالمناسبة لا أجد أي مشكلة في سعي الفرد منا للحصول على لقب ما، ولكن لايكون هذا السعي هو الأولوية المتبعة وإنما يأتي في مرتبة متأخرة بعد النية والشغف والطموح العملي.

كل الظروف تجعلني أتوقف عن إضاعة وقتي في هذا الأمر الذي أصبح لا قيمة له عندي.. فلا المجال مجالي ولا حتى الحب أحببته.. كما أنني أكره الجامعة ولا أسعى للحصول على وظيفة مرموقة وراتب ممتاز آخر كل شهر..

إذًا لتبحث عن مخرج آخر، علم آخر تحبه وتستكمل دراستك من خلاله، جامعة أخرى تحترم العلم الواقعي وليس الأكاديمي فقط. إن بحثت جيدًا ستجد جامعة أو حتى دكتور في جامعة ما يهتم بالعلم والتعليم على أسس منطقية وواقعية.

برأيي أخي سيف ، يعتمد الماجستير على الحاجة المطلقة ، ففي بلادنا الكثير يحصلون على الماجستير فقط للترقية في الوظيفة ، حتى أنني أعرف أشخاصاً يجهزون أبحاثهم عن طريق أشخاص آخرين ، انا أحب تخصص الصحة النفسية ، لكن في هذه الفترة لا أعتقد أنني قادر على تكملة مشواري العلمي ، خاصة في أعمارنا نميل للعمل أكثر من التعليم ، لكن لطالما يعتبى الماجستير هو أحد أهدافنا فلم لا نحصل عليه ، لكن والأهم اختيار الفترة المناسبة لك ، كثيراً ينصحون بالحصول عليه بعد الزواج وآخرين قبله ، بل وهناك من يربطه بالقدرة المادية للحصول عليه ، لأن الكثير من الباحثين يفضلون الحصول عليه من الخارج ، وهناك من ينصح بأن يكون لديك خبرة كافية بالتخصص وبعدها تأخذ الماجستير ،، تننوع الآراء لكن الهدف موجود