ماذا تفعل كصاحب مشروع لو اعتذر المستقل عن العمل بعد بدء المشروع، بسبب أو بدون؟

حتى اليوم عملت على أربعة مشاريع، ولا أنكر أنّ أحدها كان أسهل من أعتبره مشروعاً

لكن الثلاثة المتبقيات كانت تحتاج لبحث عميق، وصدق في نقل المعلومة ومصداقية.

أحياناً أشعر أنّ الأمر فوق طاقتي، خاصة وأنني بالأصل موظفة ومعدل عملي لا يقلّ عن 15 ساعة ويصل أحياناً لـ18 ساعة.

وقد أكون في وضع نفسي متعب بالإضافة للإرهاق الجسدي.. لكنني أضع نصب عيناي أن صاحب العمل قد اختارني وسط زمرة طويلة، انسحابي سيعني أنه سيخسر عملاً هو بحاجته بالإضافة للوقت الضائع الذي كان بإمكانه استخدام سواي.. لذلك أحاول جاهدة ألا يتأثر المشروع تحت أي ظرف جسدي أو عائلي أو مهني.

لم أجرب فكرة الاعتذار عن المشروع ولكن لو وضعت نفسي مكان صاحب العمل لن يكون سهلاً أن يتم إلغاء مشروع قد أكون في أمسّ الحاجة لإنجازه بالسرعة الممكنة ولكن الظروف القاهرة للمستقل قد تتجعلني أتفهم ذلك.

من خلال عملي كصاحب مشروع لأكثر من عام. واجهت حالات مختلفة ومتنوعة لطلب إلغاء المشروع من قبل المستقل وسأحاول توضيحها بنقاط:

• طلب إلغاء المشروع من المستقل بعد أن اتفقنا على كل التفاصيل بدقة متناهية وبدأنا أول يوم عمل، لأنه يريد أن يحصل على فرصة أفضل من حيث السعر -رغم أنه لم يعترض ولم يتفاوض بالسعر من الأساس- برأيك هنا كيف يجب أن يكون موقفي، هذا شخص غير مسئول ويعطيني انطباع بعدم المسئولية أيضا.
• طلب إلغاء المشروع بعد يومين من المشروع لأن مهاراته أعلى بكثير من متطلبات المشروع، رغم أنه كاتب والمشروع كتابة محتوى، ورغم أني بالعادي استلم المشروع إن مر أكثر من ربع المدة لو كان عذر المستقل مقبولا كالمرض، وأن استشعر بتواصله رغبته بالتعويض العملي هنا أقدر وأقيم عمله على الفترة التي قضاها واستلم بدلا من الإلغاء. لكن مع هذا الشخص قبلت الإلغاء ووضحت الأسباب وقيمته كما يستحق فلم أخفي كفائته وقيمته بالإيجاب لكن كتواصل واحترافية بالتعامل كان له ما يستحق.
• هناك حالات أخرى ولكن الفيصل لدي بالتقييم هو مدى إحساس المستقل بالمسئولية تجاه المشروع، وحرصه على المصلحة العامة. بالنهاية هذا عمل ولا أحد يتعامل بعدم الجدية هذه بمجال الأعمال بشكل عام.

صاحب المشروع لا يجبر المستقل على شيء، التواصل والتفاوض يتم وكل طرف يمكنه المفاوضة كما يرغب، بمجرد أن الاتفاق قد تم، من المفترض أن يبدأ المستقل بالعمل، لا أن يفكر بالتفاصيل مجددا وإلا كان أعطى وقتا لنفسه أكثر لتقييم المشروع وتفاصيله وبعد ذلك يعتمد رده.

العمل عمل، ونحن نقدر جدا المستقلين الجادين وقتما يطرأ ظرف، بل عملت مع أكثر من مستقل وتعرضوا لظروف صحية قهرية، واستلمت منهم -رغم أن المشروع لم ينتهي- تقديرا فقط لحرصهم وأدائهم المخلص.

العلاقة بيننا تكاملية وليست انتقامية. لكن ليقم كل شخص بدوره ويعطي لكل مرحلة من مراحل المشروع بداية من التقدم حتة التفاوض والتواصل وصولا للتنفيذ حقها حتى لا نقف أمام أسباب لإلغاء المشاريع تستفزنا فعليا.

لم يحدث معي شخصيا والأمر يروقني حين أرى نسبة اكمال المشاريع لدي 100%، ولا أرغب بالتخلي عنه، ولكن دائما إذا عُرف السبب بطل العجب، لذلك يجب ان يكون هنالك أسباب مقنعة للاعتذارعن اكمال المشروع سواء كنت صاحب المشروع او المستقل، لذلك تقديم السبب واجب من وجهة نظري واحترام لوقت وجهد الآخرين.

نادرًا ما أقوم بإلغاء عمل ما قبل أن انتهي منه، ولكن صادف ولأكثر من مرة في موقع خمسات على سبيل المثال، أن يشتري شخص مني خدمة دون أن يُوضح ما يُريده.

فمثلًا يشنري شخص مني خدمة كتابة المقالات ولا يُخبرني بعدد الكلمات التي يُريدها، ولا الموضوع الذي يُريد أن أكتب به.

في هذه الحالة أًراسل الشخص وأنتظر رده ل48 ساعة، فإذا لم يتم الرد ولم يُخبرني بالتفاصيل أقوم بإلغاء العمل، وأوضح السبب عدم وجود التفاصيل.

أما إذا كانت التفاصيل واضحة منذ البداية فأحاول قدر المستطاع إنهاء العمل، وقد صادف في كثير من الأحيان إصابتي بالمرض واستمراري بالعمل رغم ذلك.

بالتأكيد يُمكن وجود بعض الأعذار القوية كالمرض الشديد أو مشاكل شخصية تستدعي الغاء الخدمة، وللمستقل الحق في ذلك مع توضيح ظروفه تمامًا للمشتري.

المشكلة يا أيمن أن المشاريع التي يتم إلغاءها يحق لصاحب المشروع أن يعطي تقييما فيها، وهو ما لا أراه جيّدا في الحقيقة.

ففي خمسات مثلا : أرى بعض مقدمي الخدمات قد يحصلون على تقييمات سلبية، ويكتب صاحب المشروع في التقييم أن " المستقل لم يتم العمل " فيرد عليه المستقل ب " لم توضّح لي طلبك في البداية، وعندما عرفت ما تريده وعلمت أنه لا يمكنني القيام به اعتذرت لك وألغينا الخدمة "

في هذا الموقف أُشفق على المستقل، فهو لم يرتكب خطأً، ولكن صاحب المشروع هو من استرد ماله وفي نفس الوقت أعطى للمستقل تقييم سلبي.

والله أعلم بالسبب الحقيقي، فمن الممكن أن يكون صاحب المشروع قد اشترى الخدمة وطلب عملا يتطلّب مبلغا أكثر لكن المستقل لم يوافق فألغى الخدمة، ولذلك قام صاحب المشروع بإعطائه تقييما سلبيا بغرض العقاب.

وهذا ما أخاف منه صراحةً، وهناك الكثير من المرات التي يشتري فيها أحد العملاء خدمتي في خمسات، ورغم عدم رغبتي في أداء ذلك العمل إلّا أنني أخاف أن أطلب إلغاء الخدمة، لكن صاحب المشروع هنا سيكون من حقه أن يقيمني وقد يعطيني تقييما سلبيا.

أنا أعمل كمستقلة، ولا أقبل مشروع وأنا مترددة في تنفيذه، أو لا أجده مجديا لي.

أعرف شخص في بداية أول عمل له، قام باختيار العمل على مشروع، ولكنه في اليوم الاول من تنفيذ المشروع، اكتشف أن العمل أكبر من وقته وطاقته، حتى أنه قال أن المشروع لو عملت عليه مدة شهر كامل ٢٤ ساعة لن تنتهي منه!

وأنا قد اطلعت على حيثيات المشروع بشكل كامل، وعرفت أن الموضوع جدا صعب ومتعب.

وكان هذا المشروع هو بداية عمله كمستقل، تحدث مع صاحب المشروع، وتفهم الوضع، وقام بإلغاء المشروع بدون تقييم سلبي، ويشكر على ذلك، وأيضا لم يقم هذا الشخص بطلب أو عمل مشروع جديد في نفس المجال!

يبدو أنه عرف استحالة تنفيذه!!

في الحقيقة لم أصادف ولا مرة طلب إلغاء المشروع سواء كوني مستقلة أو من صاحب المشروع لكن دعني أتخيل لو حدث الأمر حقا من طرف صاحب المشروع وليس من طرفي كوني أفكر ألف مرة قبل إلغاء المشروع أو حتى قبل أن اشرع في العمل فيه، كنت أقوم ببناء مخطط على ملف الورد أشرح للعميل كيف سيتم العمل من نقطة البداية حتى النهاية كمسودة لذلك، أما إذ كان العمل سيلغى من طرف العميل مباشرة بعد البدأ فيه وكانت حججه مقنعة سأتقبل ذلك، لأنني لم أشرع فيه ولم أصل لمنتصفه، لكن إذا كان المشروع على وشك النهاية وطلب إلغاءه ومهما كانت حججه المقدمة إلا أغلبيتها أراها باطلة لاتصلح، وربما سأتواصل مع إدارة الموقع اشرح لهم ما حدث وهم يكونون الحكم بيننا.

مع حضرتك فعلا في نقطة ان الغاء المشروع قد يعود بالضعف علي بروفايل المستقل وقد يكون الأفضل أن يلجأ إلي مساعدة خارجية اذا كان الوقت يسمح أم إذا كان الوقت ضيق فيمكن مصارحة العميل واعتقد الصراحة هي اقصر الطرق واكثرها احتراما فقد يمكن للعميل مد المهلة وتفهم موقف المستقل. وعلي المستقل فعلا أن ينبته لبناء صورة جيدة عنه امام العملاء وغذا كان قليل الخبرة فعليه أن يبحث ويسأل عن وضع عرض وخطة عمل مناسبة لكل مشروع.