قد تصادف أشخاصا في عالم الفريلانس يخبرونك أنهم لم يدرسوا تخصصهم في الجامعة، وأن هذا الموقع الذي برمجه، أو تلك الصورة التي صممها، هي فقط نتاج تعلم ذاتي من دورات مجانية على اليوتيوب.
والادهى من ذلك قد يخبرك أنه يجني أرباحا من وراء هذا التخصص الذي لم يدرسه، طيب.
هل هذا الأمر صحيح، وهل منكم أحدا تعلم مهارة أو شيء وأصبح يربح منه.
بطبيعة الحال بعيدا عن الأمور البسيطة كالتفريغ وغيره.... أقصد الجرافيك مثلا، أو التصميم، أو البرمجة.....
أسعد الله مساءكم.
دعني أصدمك بحقيقة تعلمتها من التجارب، كلية مثل حاسبات لن تجعلك مبرمج، وكليات مثل فنون تطبيقية أو فنون جميلة لن تجعلك مصمم، لان المناهج التعليمية قديمة ولن توفر سوى الأساسيات فقط، في كل الاحوال وحتى تكون مبرمج أو مصمم أو كاتب، يجب أن تتعلم بنفسك، من خلال دورات وتدريبات وتخطئ وتتعلم وهكذا، حتى تصبح محترفا وتعلم غيرك، وحمد لله على نعمة الانترنت لانه جعل كل ذلك متوفرا.
برأيي أن الخبرة تلعب دورًا كبيرًا في صقل موهبة الشخص، فليس من الضروة أن أتخصص في الجامعة مثلًا في مجال البرمجة أو التصميم أو الترجمة أو التسويق وغيرهم.
عندما أقرأ سيرة ذاتية لأشخاص ما عبر مدوناتهم، ألاحظ بأن التدريب والخبرة إلى جانب الشغف هي التي من أهلتهم أن يعملوا في مجالات غير تخصصهم، وهذا ما لاحظته عبر مدونة ما بأن صاحبها لم ينهي جامعته أو بالأحرى لم يدرس بالجامعة بالأصل ولكنه الآن هو مترجم وكاتب محترف في مجال ويعمل في العمل الحر أيضًا.
حقيقًة الأمر يحتاج منا العزيمة والاصرار إلى جانب امتلاكنا للشغف في المجال الذي نريده مع العمل على تطوير أنفسنا، سنصبح محترفين في أعمالًا غير تخصصاتنا الجامعية.
فالفكرة تكمن هل حقًا نحن جاهزون للعمل الحر، والأهم من ذلك هل نمتلك مهارة ما قد تؤهلنا لهذا العمل.
الأمر ليس غريبا لاشين العمل الحر قائم على هذه الفكرة، ألا وهي مهارات الأفراد وليس مؤهلاتهم العلمية، فقط إن تصفحت موقع مستقل ستجد أن الكثير قد نمى مهاراته وأصقلها بالتعلم والخبرة من خلال المشاريع وليس من خلال التخصص الجامعي.
أكيد هو صحيح، فقد صارت الهواتف اليوم و الأجهزة الإلكترونية قنطرة نحو تعلم كل ما هو جديد و استثمار تلك المهارات من أجل تحقيق الأرباح.
فيمكنك مثلا الدخول لعالم التداول و البدء بمنصة Binance و الإطلاع على أخبار المال و العملات على موقع Crypto panic.
هذا كمثال طبعا، فلك الحرية في اختيار ما تود تعلمه، و اعتماد منصات للتعلم و التي توفر بعضها شواهد معترف بها من قبيل موقع Coursera, و موقع udemy و موقع فرصة...
المهم هو أن تختار ما تجد نفسك تميل إليه و تبدأ في التعلم.
عندما يتعامل معك صاحب العمل، فلا أهمية لمستواك الدراسي أو كليتك وتخصصك، كل ما يعنيه هل أنت متقنًا للمهارة التي تقدمت للعمل عليها أم لا؟ إن رأى من نماذج أعمالك ما يدفعه لتوظيفك سيوظفك، وإن لا فلا.
الفيصل هي مهاراتك
لذا لا مانع من التعلم والتطوير من نفسك في عدة مجالات، مثل كتابة المحتوى والبرمجة والترجمة والتصميم وغير ذلك
التعليقات