كمستقل، هل العمل على أكثر من مشروع في نفس الوقت تطوير للمهارات والدخل أم مغامرة خطِرة بالجودة والوقت؟

ماذا عنك؟ هل سبق والتحقتِ بأكثر من مشروع في وقت واحد؟

من منصة مستقل أو منصات العمل الحر بشكلٍ عام لم أقبل بالتقديم لأي عمل آخر طالما أنني أعمل على واحد.

السبب ببساطة أن لدي التزام آخر مع عمل عن بعد منذ فترة طويلة أعمل معهم، وعندما شعرتُ أن طبيعة المهام اختلفت وأصبحتُ في فسحة من الوقت وبدأت أثر بترتيب يومي ووقتي، أصبحت أقدّم لمشاريع على مستقل وأقبل بمعدل واحد إلى جانب عملي الآخر.

أراعي الإنتاجية وأخشى أن يتأثر أحد أعمالي بسبب الطمع في تلقي أعمال أخرى، فأخسر سمعتي المهنية الطيبة بفعل ذلك.

ولكن أخبرينى هل سبق لك وعملت على أكثر من مشروع فى وقت واحد ؟

لي في العمل الحر منذ بداية عام 2020 على الرغم من تسجيلي قبل ذلك في موقع مستقل، لكن بدأت أقدّم العروض بحماسة أكبر بعد فقداني عملي الأساسي بفعل جائحة كورونا.

وحتى هذه اللحظة، لم أجرّب الجمع بين عمليْن من موقع مستقل نفسه.

لكن لا يُمكنني القول أنني لم اجمع عمليْن سابقًا، ففي الوقت الحالي أعمل على أحد المشاريع وفي نفس الوقت ملتزمة بعمل آخر منذ فترة ليست بالقصيرة مع شركة لكن عن بعد.

ربما في البداية كان هناك هاجس وخوف من التقصير خاصةً أن لدي التزامات أسرية، لكن منحتُ نفسي شهرًا للتجربة، ووجدتُ أن بإمكاني عبر تنظيم وقتي أن أعطي كل ذي حقٍ حقه!

وبعد ذلك أصبحتُ معتادة، حتى إن شعرتُ بالضغط وتزاحم المهام، أعمل بوتيرة أسرع وأكثر كثافة لأنجزها في الموعد.

بمعنى أنني طوّرتُ من جانب المرونة لدي، ولم يكن ذلك سهلًا بالتأكيد.

سألة الإنتظار بعد كل مشروع مخاطرة كبيرة وستضيع العديد من الفرص.

تلك واحدة من مساوئ العمل الحر وهي أنه عمل متذبذب الإيقاع.

لذلك أجد ان المخضرمين في هذا السوق يسعوْن دائمًا للإمساك بمشروع قبل تسليم الأول ليضمنوا استمرارية العمل.

الأمر بحاجة لممارسة وحسن تنظيم للوقت وإجادة اختيار المشاريع التي يُمكن العمل عليها معًا دون تأثير على جودة أيٍ منهما.

حقيقة أن سوق العمل متذبذب وما نحصل عليه من مشاريع اليوم قد لا تكون متاحة لنا غدًا تفرض علينا المغامرة أحيانًا بقبول أكثر من مشروع في آنٍ واحد، وأخص بالذكر هنا من يعتمدون على العمل الحر غالبًا في تحصيل الدخل.

لكن أجد يا أحمد ان طبيعة العمل ذات نفسه تفرض إن كان بالإمكان إشراكه مع عمل آخر في اليوم أم لا.

بعض الأعمال خاصةً المتعلّقة بأقسام البرمجة والويب وتصميم المواقع تحتاج إلى تركيز كبير وتوجيه معظم الوقت لها، ومن العصب العمل على مشروعيْن بحجم كبير في آنٍ واحد.

ربما يُمكننا التنويع بالفئات، مثل قبول مشروعيْن أحدهما صغير يُمكن تسليمه بسرعة، وآخر كبير أترك له وقت أطول خلال اليوم وأسّلمه في فترة أطول.

فمثلا أنا أعمل على مشروع يستغرق مني 3 أيام، ثم جائني مشروع آخر أعلم أن مدته ستكون 3 أيام، فما أفعله هو أن أقول لصاحب المشروع الثاني أنني سانتهي منه في غضون أسبوع، وبذلك أكون قد ضمنت الإثنين معا وأعطيت نفسي الوقت الكافي

استراتيجية عظيمة وسأستفيد منها انا شخصيًا كذلك :)

هذا بالتحديد ما أشعر أنه أقرب للصواب يا أحمد.

طبيعة الأعمال هي ما تُحدد إن كان بالإمكان إشراكها بمشاريع أخرى في اليوم وتقسيم الساعات بينهما أو إن كانت بحاجة للوقت الكامل من ساعات العمل في اليوم الواحد.

وقد يكون المستقلين المخضرمين، من يعملون في هذه المجالات منذ مدة زمنية طويلة أكثر قدرة على تنظيم الوقت وتوزيعه بين مهام مختلفة من المستقل المبتدئ.

هل عملت على أكثر من مشروعين، وكيف كانت انتاجيتهما؟

حتى الآن أعمل على عمليْن، احدهما ثابت والآخر عمل حر. فأنا أعمل على مشروع واحد فقط من منصات العمل الحر بينما أعمل على آخر يُعتبر عملي الأساسي بطبيعة الحال.

في اليوم الذي لا أخطط به بشكل جيد لمهامي وطبيعة ما سأقوم به، أشعر بالضياع والتشتت، وأعمل بوتيرة أسرع من المعتاد كي أنجز في العمل وأسلّمهما على أكمل وجه.

وأحمد الله أنني من النوع الذي يعمل تحت الضغط والسرعة ولا يُخطئ غالبًا، وإلا كنت قد ودّعتُ كلا العمليْن إن كانت إنتاجيتي وجودة اعمالي تتأثر بالسرعة!

أجد أن الأمر كلّه يا شيماء متعلّق بالتنظيم وتقسيم الوقت.

بالإضافة إلى ذلك، نوعية الأعمال التي نعمل عليها تتحكّم في عدد المشاريع التي يُمكن أن نقبلها معًا.

بعض الأعمال يُمكن تقسميها والعمل عليها ساعات معيّنة في اليوم، والبعض الآخر بحاجة لمراجعة مستمرة وضبط جودة ومتابعة متلاحقة تجعل من الصعب قبول عمل آخر إلى جانبه!

بالمناسبة، ما طبيعة المشاريع التي تعملين عليها يا شيماء؟