سواء كان الواحد منا رائد أعمال أو مستقلا أو صاحب أي نشاط حر، فإنه يكون على اتصال دائم بالعملاء، إذ يتحتم عليه إرضاؤهم وإبقاء علاقته بهم مستقرة قدر الإمكان.
من خلال تجربتي المتواضعة في ريادة الأعمال والعمل كمستقل، ومن خلال تجارب الكثير ممن ينشطون في هذين المجالين، يبدو أن هذه العلاقة بالذات بين العميل ورائد الأعمال مشكلة تؤرق الأغلبية.
تتميز مجتمعاتنا العربية بالترابط بين الناس وسهولة تكوين العلاقات بينهم، مما يسهل إبرام الصفقات، لكن في الوقت نفسه يمكن للعلاقة بين طرفي الصفقات أن تصبح غير صحية، إذا صار العميل يحس أنه صديق لرائد الأعمال أو أخ له.
لا يجد بعض العملاء حرجا في الاتصال في أي وقت، حتى في الليل، وحتى إذا تعلق الأمر باستفسارات تافهة وبسيطة. يذكرني هذا بأحد الزبائن الذين تعاملت معهم لتصميم موقع إلكتروني، أصبح يناديني "ياخو" (تصغير لكلمة أخي، يستعملها الأصدقاء) منذ الأسبوع الأول، في أحد الأيام بلغ من الوقاحة أنه اتصل بي ليلا ليطلب تغيير نوع الخط، علما أن الموقع لم يكن متاحا للجمهور.. الأمر مغضب لكنه هكذا على الدوام.
أهم ما يؤرقنا كمستقلين ورواد أعمال في وطننا العربي هو تماطل العملاء في الدفع، إذ نجد أنفسنا نمضي جزءا كبيرا من وقتنا في الضغط على العملاء من أجل دفع مستحقات المشاريع، حيث يعاملنا هؤلاء مثلما يعاملون أفراد عائلاتهم، ويعتقدون أننا يجب أن نتفهم وضعياتهم المالية ونعينهم على مواجهة الصعاب، وفي الأخير يصبح لدينا الكثير من المال، لكن في خيالنا فقط وليس في جيوبنا أو في أرصدتنا البنكية.
التعليقات