صناعة السينما، هل تبرر العوائد الضخمة التنازل عن القيم؟

الناس لو فعلا لا تريد هذا الشيء، فعليها أن تقاطع المسلسلات، فحتى في شهر رمضان الناس لا تقاطع!

صدقتي يا هدى، الاجراء المبدئي هو مقاطعة الفن الهابط، وتوعية الابناء تجاهه، وايضا مقاطعة اخبار الفنانين التافهة، فلنجعل الفنان المحترم شأنه شأن اي مواطن صالح يعمل في صمت، وإذا كان ولابد من التركيز على شيء فيكون التركيز على النقد البناء للعمل الفني ولأداء الممثل واستخدامه لأدواته في خدمة الرسالة التي أراد توصيلها.

أخر ما علق بذهني من مسلسلات ودراما تليفزيونية، هي أعمال مثل الأجزاء الأولى من ليالي الحلمية والشهد والدموع وهي ذات قالب اجتماعي، وإن كانت لا تخلو من مغالطات، وترويج لقوالب سيئة نجحت في الحياة بالغش والتدليس، ولكن بالنسبة للافلام السينمائية فمنذ وعيي بها وهي غير مجدية وفي اغلبها دون المستوى وتستهدف الدين والاخلاق بشكل رئيسي إلا فيما ندر.

أنا فعليا منذ عدة سنوات

ألا تعتقدين ذلك انفصالا عن الحاضر وما نجهله في هذه الحياة بمعنى ما الذي يمنعك من المشاهدة أن كنتي واثقة بان هذا لا يؤثر على قراراتك مستقبلا والمشاهدة هنا ستحاول أن تدلك على عوالم خفيه لأن التمثيل وصناعة السينما قد تكون معبرة عن الواقع بشكل مالا أشاهد أي مسلسل، سوى المسلسلات السورية القديمة، التي تربي قيم جميلة، ألا ليت ذلك الزمن يعود.

وهكذا حالنا الآن يجب إن نبدأ بالإيمان و تأسيس القواعد الصحيحة للصلاح في المجتمع ثم يأتي تركها تابعاً على أن التذكير بحرمتها و الحذير منها له موضعه ومكانه في الدعوة.

ولعل الدور التحذيري هذا يا أستاذ اسماعيل، هو دور النقد الفني البناء، وكان من المفترض ان يكون دور المهرجانات وما فيها من تقدير وجوائز، ولكن مع الاسف تحولت المهرجانات ايضا سواء التي تشرف عليها جهات خاصة مثل مهرجان الجونة او تلك التي تشرف عليها الدولة ممثلة في غرفة صناعة السينما وغيرها، كل المهرجانات بكافة صورها واشكالها تحولت لمجال للقيل والقال وعروض الازياء والقبلات وأمور ما انزل الله بها من سلطان.

بقي دورنا مع ابنائنا، ورأيي في ان المنع القاطع للفن الرديء هو الأولى لأن المنع بالتدريج سوف يجعلهم مستهدفين للرسائل المضضلة وسوف يبعدهم عن جادة الطريق.

ولعل اقصر واقوى الطرق هو زرع الايمان وقيمه كما تفضلت، فهو كفيل بإنارة الطريق لمعرفة الغث من السمين.

سجن السينما وجعلها هي مصدر تلقينا

اشعر في قراراة نفسي بالرغبة في التماس بعض العذر لمن توقع من السينما ان تكون مصدر تنوير وليس مصر للأرباح فقط.

لقد كانت اختراع جديد، وترددت حولها كثير من الامنيات، ونظرا لتفشي الأمية اللغوية بعدم القدرة على القراءة والكتابة فكانت الثقافة المرئية والسمعية هي الاساس في التوعية وفي تلقين القيم والاخلاق والتنمية والتطور من خلال المشاهدة ثم التقليد، ثم خاب رجاءنا وسيطرت على صناعة السينما يد خفية تخرب وتهدم ما تطاله.

ربما يكون العلم هو رمانة الميزان يا استاذ ياسين، ما رايك لو ازحنا عن شعوبنا عار الأمية هذا وساهمنا في محوها، وتمكنت الأغلبية بالتالي من القراءة والكتابة، وسيترتب على ذلك بالتأكيد معرفة الصالح من الطالح، وعدم الانبهار بالنجوم المصطنعة هذه، وقراءة الادبيات في شكلها الخام بدون رتوش تجارية، أليس من المفترض ان يؤدي التعلم والتنوير الثقافي إلى الاستمتاع بالفن الهادف المحترم والانصراف عن السطحية والأضواء البراقة التي تخفي ما وراءها من عبث وفوضى؟

أتفق تماماً ورأي إسلام.. في النهاية شباك التذاكر موجود، نحن من نختار أي تذكرة سنشتري.

ربما يغرينا اسم البطل لدخول الفيلم، لكن بإمكاننا كمشاهد الخروج من المكان وعدم المتابعة حال كان المستوى دون المطلوب لدينا.

يأتي موسم الأفلام ويبدأ عرض نموذج وبرومو عن الفيلم، والخيارات أمامنا.. فيم آكشن؟ فيلم رومانسي؟ فيلم اجتماعي؟ انمي؟ خيال علمي؟ .... خيارات كثيرة، نحن من نحدد ماذا نشاهد..

فلا أظن أن دور الجمهور ليس اعتباراً.. ولكن صناع السينما درسوا السوق ودرسوا توّجه الجمهور وبناء عليه تمت صناعة المحتوى

مرحبا روان

لا ارى بان السينما او المسلسلات تفيدني في مشاهدة إحداها

من الصعب جدا بالنسبة لصناع السينما الجادين تصديق ما قلتي يا روان، هم متخيلون أنهم يعلموننا الحب والارتقاء بالذوق وبالمشاعر ويعلموننا الحياة ويبررون بذلك صرف مليارات الدولارات، أما وان هناك قطاع كبير انت واحده منه لا يرى انه يستفيد شيء من السينما ، فلابد ان يراجعوا انفسهم.

وربما ان تقييمك هذا يا روان يجعلني اتساءل وما هو المفروض ان نتعلمه؟

الفيلم ساعتين والمسلسل كل يوم ساعة وبعض المسلسلات يمتد 180 يوم وبعضها اكثر ، يعني وقت رهيب في مشاهدة هذا وتلك، واضعاف هذا الوقت ينفقه منتجو الأعمال السينيمائية والدرامية أو يمكن القول انهم ينفقون حياتهم كلها.. ومن المؤسف ان وقت البشرية هذا كله يذهب سدى. في تعلم لا شيء، أو في تعلم ونقل قيم تهدم الحضارة .

والجواب عندي ان الفن حالة ، ولابد ان تكون حالة ايجابية ، بعيدة عن البؤس والحزن والتشتت ، فإذا ما ترك الطالب كتابه واختار ان يريح ذهنه مع فيلم، فيجب ان يرفه عنه هذا الفيلم ويدعمه بحالة ايجابية يكمل بعدها مذاكرته بحماس ونشاط.

ولابد ان تفعل نفس الشيء مع كل المشاهدين ، ما رأيك؟ ما المفروض ان نتعلمه من السينما ؟

مرحبا استاذ نور الدين،

لأنه تربّى على الاستهلاك اللانهائي.

ولكن ليس معنى هذا يا استاذ نورالدين أن يرضخ لما تربى عليه، في الدنيا كلها الان تتردد عبارة العودة للطبيعة في كل شيء، اعتقد اننا اصبح مفروض علينا الان ان نعيد تربية أنفسنا.

لأننا تربينا على أمور جيدة واخرى ليست كذلك تماما، وليس الاهل المحبون هم من قاموا بعملية التربية كاملة ، بل ساهمت الدادة والمدرسة والمربية وبرامج الاطفال وافلام الكارتون ووو اشياء كثيرة ساهمت في تربيتنا، فحتى في مسألة التربية الاستهلاكية المفرطة في التدليل والإلهاء يجب علينا ان نراجع فيها أنفسنا.

صدقت يا أستاذ حامد، وصدق كاتبك .

لقد وضعت يدك على جرح عميق. اصبحت الفتايات والشباب متيمين بحب المظهر لا الجوهر، يرفضون زواج الصالونات بحثا عن فتى الاحلام ومواصفاته، وعن فتاة الاحلام وشعرها الغجري المجنون وكأنهم في اغنية او فيلم. ثم نتسأل لماذا تزداد نسب الطلاق؟؟!!

لأننا نسينا مثلنا القائل : على الاصل دور، وتغافلنا عن الحديث الشريف: اربح بذات الدين تربت يداك.

ومن عجب ان المشاهد التي يعاقب عليها قانون الاداب لو قام بها مرتكبوها في الاماكن العامة ، نسمح بها في اماكن التصوير ونسميه فن، ونصفق لها في قاعات السينما ونسميه فيلم. لماذا لا نطلق على الامور نفس المسمى: فعل فاضح، وتشجيع على الفسق والفجور. نسأل الله السلامة.

صدقتي يا مها، والحقيقة انا في نفسي شيء من السينما والرقص والفن الاستعراضي عموما، يكفي ان من أدخله لمصر هم اليهود. وبما انه لا لوم عليهم فهم يعرفون هدفهم ولا يتحايلون لتحقيقه، بل هم كاشفي الوجوه وفضائحهم ملء السمع والبصر. فبقي الدور علينا نحن السادة المشاهدين.

ان نختار وان نربي اولادنا وننتبه لهم ، حتى في افلام الاطفال ، وكلام الاغاني ، وننتبه لاصدقائهم وما يشاهدون ايضا.

لأن مسئوليتنا صارت مضاعفة، يكفي ان اغلب شعبنا أمي لا يمكنه القراءة ولا الكتابة، ومعلوماته وثقافته سمعية ومرئية، وهذا يشكل مزيد من المسئولية.

ولهذا لا يجب ان نقف مكتوفي الايدي يا مها، وحتى في تصوري لا يجب ان نكتفي بمقاطعة الفن الهابط، بل علينا دور اكبر واهم بكثير ، حتى لا نتركهم يعبثوا بعقول العامة والبسطاء والمراهقين وغيرهم من جمهور لسبب او لأخر سهل الانقياد وسهل التأثير عليه ولديه قابلية للاستهواء.

ودورنا هو التوعية، في منصة مثل حسوب ، او بإبدا رأينا بدون تغليظ القول للأصدقاء والاهل، وبالتربية الحسنة لمن لنا عليهم يد ... وبغيرها من الاساليب الحسنة في القول والفعل، وبالتأكيد مع الوقت سوف نساهم في انقاذ مجتمعنا من براثن المتأمرين من صناع السينما، وسوف تتسع رقعة المقاطعة، بالتالي سنجبرهم كقطاع جماهيري عريض على انتاج فن هادف ينمي العقول ويساهم في عملية التنمية.

أظن هذا تحامل على صانعي الأفلام.

ولكني لا اراه تحاملا ولا هضما لحقوقهم يا أستاذ نورالدين، انظر لأفضل الافلام وسوف استخرج لك منه عدة اخطاء قيمية جوهرية، ويكاد لا يخلو فيلم من مشاهد مخلة ورقصة واستعراض للقوة ووو وكل هذا ليس من الدين ولا من الفضيلة في شيء، ومن هذا الباب يلهث خلفهم المراهقون وقليلي الوعي بغرض الترفيه فيزيد بالتالي السينمائيون من هذه الاعمال للحصول على مزيد من المال، ولا يهم إلى اين يذهب المجتمع ولا يهمهم قطاع عريض من الجمهور لم يعد يثق بالسينما ولم يعد يصدقها بل صار شديد الحذر من رسائلها ويتجنبها لأنه يعلم انه تستهدف عقله وامواله ووقته وقيمه، واظن ان السينما لن تكسب هذا الجمهور مرة ثانية .

ولكن ما يهمها هو النقود وطالما ستحصل عليها فلا يهمها من يرى ومن لا يرى وماذا سيحدث بعد المشاهدة ... وما هكذا يجب ان تكون الامور.

هل يمكن للقطيع أن يفرض رأيه على حارسه؟

هل هذا استسلام يا أستاذ نور الدين؟

لا اشجع هذا الامر، لسنا قطيع ولا يجب ان نكون، ولا يجب ان نستسلم لمن يرانا قطيع، لا رأي لنا.

قد لا نستطيع انتاج سينما نظيفة، تعبر عنا نحن الطبقة المتوسطة وتساهم في دعمنا بروح ايجابية وبحلول لمشاكلنا وقضايانا.

ولكننا نستطيع رفض ما يقدموه لنا من وجبات غثة ، ونستطيع نقدهم وتوضيح مأربهم المادية ورسائلهم العلمانية من هذه الاعمال التي يقدموها لنا، فليشاهدوها هم، وسوف يراجعون انفسهم ويتراجعون عما يفعلوه عندما يكون عائد شباك التذاكر صفر، ونسب المشاهدة على الانترنت ضعيفة ولا ذكر لهم ولا شأن يذكر بين الناس.

اذا السينما كما تطرقت لها في موضوعك تهدف الى هدم القيم بالامكان عدم مشاهدتها

رأيك معتبر يا صديقي، ولكن المسألة ليست في مسلمين أو عدم مسلمين، المسألة ان القيم لا تتجزأ ، يعني ما هو عيب وحرام لدى المسلمين هو عيب وحرام لدى الجميع، كما انني اتحدث عن السينما المصرية التي من المفترض ان تعنى بمشكلات وقضايا وثقافة ووعي المواطن المصري.

مثلا الرقص في الافراح للشباب بدون ملابس علوية مثل تي شيرت او قميص، ماإن فعلها محمد رمضان في احد أفلامه إلا وانتشرت كالنار في الهشيم.

وقد قدم صندوق علاج ومكافحة الادمان والتعاطي حصر لمشاهد المخدرات في دراما رمضان فكانت اكثر من 2000 مشهد تعليمي ، يعني من اين ياتي بالمخدرات؟ كيف يدبر ثمنها؟ كأن يسرق قطعة ذهبية من امه مثلا او يحتال على والده ... الخ، وكيف يتعاطاها؟ وما هي انواعها؟ وكيف يحتاط حتى لا ينكشف امره امام اهله ... إلى اخر ما هنالك من أمور يتعلمها الشباب من الدراما ثم يتأثرون بها.، وكذلك يفعلون عندما يشاهدون قضية الزواج العرفي والعلاقات الاثمة وطريقة حل المشكلة ما بين الشاب والفتاة بالتخلص من الجنين أو بالهروب ... والله إنه شيء محزن.

انا هنا لا اتحدث عن المشاهد الموضوع في خانة اما ان تشاهد هذا او لا تشاهد.

ولكني اتحدث عن صناع السينما والمستثمرون فيها، لماذا باعوا قضايانا بحفنة من الاموال الزائلة؟ وكان حري بهم ان يصنعوا الفيلم بفنه الجيد الهادف فيساهم في الارتقاء بالمجتمع ويدفع ايجابا في قضية الوعي والتنوير وليس العكس.

وليكن الربح من السينما مثل اي شيء اخر، يغطي تكاليفه مرة وأخرى لا، واحيانا يحقق مكسب معقول.

فكرة أنهم متآمرون علينا غير صالحة للانتشار أو التعميم

مع كل الاحترام والتقدير لرأيك يا اسماء، ففي رأيي انها إذا لم تكن مؤامرة وهم متأمرون، فهم إذن اشرار بالفطرة.

يعني على سبيل المثال، لدينا امراة عاملة ليس لديها وقت لطهي الطعام ، وتضطر أن تقتطع من اموالها جزء مهم لتشتري طعام جاهز لبيتها واولادها، فتختار مطعم تحت رقابة الاجهزة المعنية ويعمل في وضح النهار على مراى ومسمع من الجميع. وتطلب منه طعام كذا وكذا وكذا. فيأتيها الطعام دون المستوى، فتأكله هي واولادها لأنه ليس لديها غيره ولانها دفعت فيه من اموالها.

فنجد الجميع يلوموها، لمذا لا تطبخي لاولادك؟ لماذا لم تختاري مطعم اخر؟ لماذا لا تعلميهم الطهي؟

قد يكون كلامهم سليم، ولكن الا يوجد لوم على الطاهي المحترم؟ الذي حاز ثقتها بشهادة الدولة واعلاناته التي تملئ الطرقات وتاريخه في هذا المجال، وقد اخذ ما طلبه من مال ووقت وامكانيات، فلماذا قدم لها الطعام شايط أو ناقص طعم.