حكى لي صديق كان يعمل في إحدى الشركات العالمية في قسم التطوير والتدريب بأنه ضمن برنامج قياس القيمة المستقبلية لمندوب المبيعات. عندما سمع بالمصطلح ذهل بالأمر وفكر هل فعلا يستطيعون تقييم مندوب المبيعات مستقبليا، كان في دهشة ورغبة شديدة لمعرفة كيف يكون ذلك. وبالفعل سافر إلى دبي مع باقي فريق التدريب والتطوير واكتشف العلم الجديد في التقييم.

يكمن التقييم في عائدات المبيعات وأنه بمثابة المفتاح الذهبي الذي يفتح الباب لقيمة البائع الفورية. ولكن العامل الحقيقي يكمن في نمو المبيعات حيث كشف هذا المقياس الغامض عن مدى قدرة المندوب على جذب عملاء جدد، وتوسيع المبيعات مع العملاء الحاليين، مما يلقي بحقيقة القيمة المستقبلية، وبالتالي يمنع الاضطراب المخيف الذي يهدد المبيعات المستقبلية.

كما أن التقييم يشير على عمر نجاح مندوب المبيعات في السوق وحجم المبيعات وعدد العملاء المحتملين والأدوات المستخدمة والمواد التدريبية لتطويره وتعليمه كل جديد. إنه سحر مستقبل زيادة الإيرادات من خلال الطقوس المقدسة التي سيحافظ عليها كل مندوب مبيعات استطاع أن يحقق الأهداف السنوية للشركة ووصل للأداء المهني المطلوب داخل الشركة، واكتشف صديقي كيف أن البرنامج يتيح لمندوب المبيعات أن ينسج تعويذته على المزيد من الفرص ويغري بمستقبل مزدهر.

واكتشف سرا لا أحد يعرفه خارج إطار قسم التطوير وهو أنه من الاستحالة أن تقوم الشركة بترقية أي مندوب مبيعات ناجح لأن يكون مدير في المكتب. نعم إنه سر البرنامج، تقوم الشركة بزيادة الحوافز ومكافأة المندوب بترقيات شكلية كقائد للفريق ومشرف عام ومدير منطقة. ترقيات ترضي الرغبات ولكنها تبقيه في ساحة السوق التنافسية لزيادة مبيعات الشركة وجذب عملاء جدد وتعليم كل المبتدئين من خلال الاحتكاك العملي وليس بالنصيحة من على كرسي المكتب وهو يحتسي فنجان القهوة.

عندما تنسج هذه المقاييس معًا، فإنها تقدم لنا الحقيقة عن مساهمة مندوب المبيعات الإجمالية والإمكانات غير المستغلة في رحلة التقييم الغامضة الذي لا يعرف عنها مندوب المبيعات أي شيء ويكتفي بمعرفة التدريب وتلقي التعليمات.

برأيكم هل هذا النوع من التقييم عادل أم إنه استنزاف كامل للمندوب لتحقيق المكاسب ؟ وهل تفاجأتم بعدم ترقيتكم؟