تصيبني حالة من صعوبة الكلام في بداية كل حصة علاجية. أشعر أن لا رغبة لي في إخراج كلمات من فمي. أجد الأمر صعبا جدا. وكأن قوة داخلية تفقدني الرغبة وتمنعني من الكلام.
تحدثت عن هذه النقطة للمعالجة، وسألتها عن شيء لمساعدتي على تجاوز الأمر، فأجابت أن تقنية التنفس التي تصف لي وأقوم بها تساعد على ذلك. لكن حقيقة تلك التقنية لا تفيدني في الكلام، بل فقط في تجاوز التوتر الذي أشعر به في بداية كل جلسة.
بحثت في الأمر ووجدت أنه شائع في حصص العلاج النفسي بشكل عام والتحليل النفسي بالخصوص. السبب هو وجود الكثير من "المقاومات" اللاواعية التي تمنعنا من الكلام.
في آخر جلسة سألتها بيأس إن كنت سأبقى على هذه الحال. وأخبرتني ما تخبرني به دوما كلما سألتها كم من الوقت سيحتاج الأمر لأرى تطورا، "هذا يتوقف على الجهد الذي تبذلينه في الفعل وفي التفكر في حالتك."
عند تفكري في تلك المقاومات اللاواعية، وجدت أنني أشعر بالحماقة والغباء كلما تحدثت عما يجول ببالي. ليس لأن ما أقوله غبي بل لأن تصوري عما سيظنه الآخرون هو هكذا. الامتناع عن الحديث بالنسبة لي نوع من الميكانيزمات الدفاعية. أي عدم الحديث يجعلني في مأمن من خطر سخرية الآخرين. إن حاولت شرح الأمر حسب فهمي فسيكون كما يلي: دماغي يحاول حمايتي من شعور الاحراج الذي يسببه لي التعبير عن رأيي فأصبح يمنعني من الحديث، أو شيئا من هذا القبيل، بناء على ما تم تعليمه له.
الآن بدأت أتدرب على التعبير عن رأيي. في الحقيقة مازال الأمر يتم في مستواه الواعي. أي علي في كل مرة أن أقوم بمجهود للتعبير، وأقنع نفسي بذلك حتى وإن شعرت بسخافة ما سأقوله (قد يكون ما أود قوله عاديا أو جيدا لكنني أراه سخيفا وغير مهم). حسب معالجتي فكل شيء قابل للتغيير، وحسب اطلاعي، نعم هي على حق. لكن تغيير طريقة عمل دماغك، أي حتى يصير الأمر لاواعيا أو على نسق "الطيار الآلي" سيتطلب وقتا.
التعليقات