هييجي عليك وقت وهتتحوّل حرفيًا؛ لا هتعاتب ولا هتجادل، لا هتفتقد حد، ولا هتدوّر على حد، اللي هيكلمك هترد عليه، واللي هيبعد عنّك مش هتسأل عن سبب بُعده، هتسمع كلام مش عاجبك لكن مش هترد ودا لا ضعف منّك ولا معناه إن الكلام ما بقاش يأثر فيك.. بس هتحس إنّك أكبر من إنّك ترد على شوية كلام سخيف من شخص أسخف، وإن راحتك وسلامك النفسي أهم بكتير من إنّك تجادل حد مالوش قيمة.
السلام النفسي
من أكثر الفترات راحة، وغالبا تأتي بعد الثلاثين من العمر، عندما كنت اقرأ تجارب الآخرين حول ذلك لم أصدق ارتباطها بالعمر، لكن بمجرد دخولي لهذه المرحلة العمرية، وجدت ولاحظت فرقا كبيرا في الاهتمامات والعلاقات، وأصبح هناك نضج واضح بذلك، ينتج عنه راحة نفسية كبيرة، وقدرة على انتقاء العلاقات المريحة واستثناء أي علاقة مؤذية مهما كانت قيمتها.
أنا أحب فكرة أن لا يردّ الشخص أصلاً على الكلام السخيف دائماً سواء كان هذا الكلام يراه أنّهُ يحتاج أو لا يراه كذلك، لماذا؟ لإنّ الإعراض عن هذه الأمور يحفظ المجتمع ككل برأيي قبل أن يحفظ الصحّة النفسية لمن قرر أن لا يرد، كيف يحدث هذا الأمر؟ إذا كل شخص قرر أن يردّ الإساءة أو الكلام السلبي، قد يكون الشخص الذي يقول هذا الكلام معه حق، وبالتالي كلمته من الغلط أن تُردّ، يكفي أن نهضمها ونتركها للأيام علّنا نفهم الرسالة التي وصلتنا، وأحياناً الشخص الذي يتكلّم بشكل سلبي عن شيء أو عن إنسان لا يكون معه صواب نهائياً وبالتالي بالإعراض عنه أيضاً لا تنتشر فكرته ولذلك يا ليت كل الأشخاص لا يردّوا أثناء تعرّضهم لكلام سلبي خاصّة على السوشال ميديا لتحقق هذين الأمرين، واحد منهما.
بالتأكيد استاذ @Diaa_albasir ، يمكن أن يكون تفادي التفاعل مع الكلام السلبي طريقة لحماية الصحة النفسية وللحفاظ على السلامة العامة للمجتمع خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، ومع ذلك من المهم أيضًا أن نكون حذرين من عدم التفاعل تمامًا، حيث يمكن أن يكون الرد في بعض الحالات ضروريًا لتصحيح المعلومات الخاطئة أو الدفاع عن الحقوق.
أظن أن هذه النظرة للأمور تحمل في طياتها فلسفة قوية تعكس الثقة بالنفس والاهتمام بالراحة النفسية أولا، وصحيح أن الاستجابة لكلام سلبي أو سخيف ليس ضروريًا، بل يكون تجاهله أفضل بكثير، إذا كان الكلام لا يحمل قيمة أو لا يستحق الاهتمام، فمن الأفضل تجاهله والتركيز على الأمور الإيجابية والبناءة في حياتنا، ومن الجيد أيضًا أن تحمل لنفسك الاحترام والقيمة اللازمة، وعدم السماح لكلام الآخرين بالتأثير على شعورك راحتك النفسية، وتذكر أن الأهم دائمًا هو راحتك النفسية وسلامتك العقلية.
التجاهل الحل، ولكن ليس من الطبيعي أن يتجاهل الشخص كل شىء
يجب أن نحرص على سلامنا النفسي، لكن بعد أن نوضح كل مشكلة نمر بها
فالحياة مليئة بالمشاكل والمتاعب والإنسان لا، يستطيع أن يهرب من حياته وإن فعل فلن يخطو خطوة للأمام
الأهم أن تعرف متى تقف ومتى تكمل؟
متى ترد ومتى تتجاهل؟
متى تعاتب ومتى لا تكترث؟
إن كان شخص يعز عليك ستعاتبه، أم إن لم يكن فلا
إن كان ما فعله كبيراً لحد لا تستطيع مسامحته فلا تفعل
الأمر أشبه بترتيب الأولويات، كلما رتبت أولوياتك كلما عشت بسلام وحققت راحتك النفسية.
لذلك هل ترى أن الراحة النفسية في الابتعاد والتجاهل
أم بترتيب الأولويات؟
بالضبط أخي، لا أعرف لماذا يتجه بعض الشباب من الأجيال بأوائل العشرينات الآن والأصغر إلى فكرة اللامبالاة أو عد الاكتراث واعتبارها حل لمشاكلهم الاجتماعية والنفسية والحقيقة أن طريقة التفكير هذه لا تؤدي إلا لمزيد من المعاناة ومزيد من عدم الفهم للآخر وعدم القدرة على الانخراط بالمجتمع بشكل صحي وفعال، أعتقد أن عواطفهم وشعور بعضهم بظلم أقرانهم لهم أو أسرهم يجعلهم يتجهوا لهذا الطريق الأشبه بدخول السلحفاه إلى قوقعتها لحماية نفسها لكنها لو لم تخرج يومًا فلن تتحرك شبر واحد حتى ولن يفيدها هذا بشيء سوى راحة نفسية مؤقتة وخادعة تؤدي لعكسها على المدى الطويل.
العديد من هذا الجيل يلجأ لوضع القوقعة كما ذكرت، ولكن لاختلاف منظورهم للحياة ربما يحتاجون لبعض الوقت حتى تعطيهم الحياة دروساً يتعلمون من خلالها كيفية مواجهة الحياة، ولعل العديد يلجأ الآن للطرق الأسرع، للوصول إلى أحلامهم، وربما تكون أحلامهم غير متناسبة معهم ولكنهم يستميتون عليها ظناً منهم أنها نهاية الكون.
التعليقات