من بين أكبر المشاكل التي أواجهها في حياتي اليوميّة هي مشكلة " سرعة الكلام " .. حيثُ أنّ أغلب من أقابلهم - خاصّة إن كانت لأوّل مرّة - لا يلبثون إلاّ و يطلبون منّي التّخفيف قليلا من سرعتي في الكلام و البعض الآخر مّمن يخجل من طلبِ ذلك يحاول جاهدا مجاراتي و التقاط ما استطاع من الكلمات.. هذا بعدَ أن كبرتُ نوعا ما..

لمّا كنتُ صغيراً في السّن.. اعتاد البعض من السخرية من طريقتي في الكلام، و أوشكتُ على أن أصبحَ " الأضحوكة رقم 1 " في المدرسة لولاَ تفوّقي في الدّراسة الّذي وفّرَ لي بعضَ الحصانة..

أنا الـ Fast-Talker الوحيد من بينِ عائلتي.. و رغمَ ذلك لم ينبّهني أحدهم يوماً على أنّي أسرعُ في الكلام، و لذلك كنتُ أعتقدُ أنّي طبيعي لولا تدّخل العالم الخارجي.

الآن.. مع الأصدقاء المقرّبين أتكلّمُ بعفويّة تامّة و بسرعة ( متزايدة أحيانا ) دون مشاكل كونهم اعتادوا عليّ.. لكن مع بقيّة الناس و مع الغرباء خصوصا أتكلّفُ و أحاول التقليل من سرعتي قدر الإمكان.. و أحيانا حينما يطول الحديث أنسىَ ما عليّ فعله و أفقد السّيطرة حتّى ينبّهني أحدهم.

حاولتُ البحثَ عن تفسير علمي لهاته الظّاهرة لكن لم أجد سوى تفسيرات نفسيّة لها.. منها أنّ الـ Fast-Talker عادة، يحاول التحدّثَ بكلّ ما يفكّر فيه و يحاول أيضاً إيضاح أفكاره بقدر المستطاع و هذا ينتج سرعة الكلام.. لكنّ لم أقتنع..

و أيضا من بين منافع أن تكونَ Fast Talker التي يقدّمها علم النّفس، أنّ هؤلاء عادة يحوزون ذاكرة فعليّة جيّدة Verbal Memory و تكون لهم مهارة في تعلّم اللّغات و التحدّث بها.

هل من Fast-Talker غيري هنا في I/O ليشاركنَا تجربته ( غير الممتعة بالطّبع ) ؟