منذ فترة وجيزة كنت أملك بعض الوقت بين عملي وموعد مهم ، و لم يكن الوقت يكفي للذهاب للمنزل و لم أكن في مزاج رائق للذهاب إلى السوق كعادة الفتيات ، واحترت مالذي علي فعله
زاد حيرتي أني لم أجد من يذهب معي لبعض الوقت إلى مكان نجلس فيه و نشرب النسكافيه و نثرثر عن العمل والأمور الحياتية الأخرى..والصراحة أن هذا ما كنت أخافه فعلا ، شعوري بالوحدة وأن ذاك الشخص الذي أجده عندما أحتاجه هو شخص من كوكب آخر لن أجده في كوكب الأرض..فقررت القيام بتجربة و الذهاب وحدي إلى أحد المقاهي والجلوس هذا الوقت وحدي والقراءة أو الكتابة ، فور دخولي إلى المقهى كان اول سؤال بادرني به النادل : كم شخص؟
قلت له بتردد وحدي..
فانتقى لي طاولة لشخصين لأجلس عليها و أخذت أفكر فيما أفعله هذا الوقت ، شعرت أن جميع من في المقهى ينظر لي باستغراب و أني كائن فضائي أقوم بعمل غير لائق على الأرض أو أني أمسك مكرفوناً أغني بصوتي الرديء
لم تمضي دقائق حتى قمت وخرجت من المقهى وذهبت إلى حديقة عامة أكملت فيها جلستي ..وكانت تلك المرة الأولى وليست الأخيرة.
مؤخراً شعرت أني بحاجة لجلسة وحدي أعيد فيها ترتيب أموري و أحداث حياتي وتقييم ما أمرّ به وأشعر فيه ولم يكن هناك من طريقة موضوعية سوى تفريغ هذا الورق و تقييمه بنفسي بعد أن قررت الاعتماد على نفسي في الأزمات التي أمرّ بها ، بعد سنوات من الاستشارة و السؤال .لابد من وقت أتعلم فيه صيد السمك ولا أطلب من غيري ان يصطاد لي
فقمت بالذهاب مجدداً إلى مقهى آخر يقدم نسكافيه رائعة بنكهة الشوكولا والكراميل مع رغوة كبيرة على الوجه تجعل مزاجي معتدلاً ، جلست على طاولة منعزلة ، وحاولت عدم الالتفات للموجودين كعادتي و أخرجت دفتراً جديداً اشتريته لهذاالغرض وبدأت بالكتابة..و سوّدت صفحات كثيرة و شعرت بذاك التدفق العجيب للأفكار التي تخرج كأنها شلال ينصب ولا ينتهي وقضيت ساعة من الزمن أكتب فيها مع فنجان كبيرة من اللاتيه اللذيذ الذي ساعد في تنشيط خلايا مخي و خرجت من المقهى بشعور رائع من الخفة و التخلص من ثقل كبيرة من الأفكار والهموم التي كانت ترهق روحي و تزعجني نفسياً...
كررت هذه التجربة مرتين بعدها ، و كل مرة تزداد هذه الجلسة متعة و خصوصية ..
هل جربتم شيئاً كهذا؟
التعليقات