هناك حفر في قلبي باب غير مسدود تدخل من خلاله رياح الايام حاملة مصائبها مصائب تخرم قلبي الصغير الى ان صار غير مقتدر ان يحمل اي احساس به قديما كان يحمل الكثير من الحب والامل والاحلام الجميلة والرغبات القوية الان مسحت الاحزان كل حلم جميل طبعته بقلبي اصبح الان ثقبا اسودا لا يحمل سوى ذكريات سيئة دونت بجروح الماضي واحلام محطمة كسرتها رياح الحياة شاطئي الجميل الذي نقشت على رماله احلامي مسحتها موجات عالية من اليأس وقلعتي المحصنة بنجاحات المستقبل ما باتت الا منزلا مهجورا لخيوط العنكبوت 

الشابة القوية الطموحة ما اصبحت الا جندية تقوم بواجبها تحارب في معركة خاسرة بدون سلاح، اليوم العمر عشرون والروح شاخت عجوز مبتورة الامل على كرسي الحياة المتأرجح بين الموت والعذاب في كل هبة ريح وارجحة الكرسي انتقل في طريق طويل من الألم يصل بي الى الموت وعند اول لقاء لي مع النهاية المحتومة تعود بي الحياة الى البداية .بعد كل معركة خاسرة تنتهي بخيبة تحملني الى كنف الموت تسخر مني تلك العجوز المتعجرفة و تضعني دون سابق انذار في معركة جديدة وفي كل معركة ترمي بي الحياة إليها تجردني من شيء جديد اليوم انا ادخل المعركة بثياب بالية بعد ان هدمت قلعتي وسحب مني سلاحي جردت من درعي ونهبت مني خوذتي  

اليوم انا تلك الوحيدة في بلاد الاغراب انا من يسكن آخر الشارع المضلم  

الجميع يقول كسولة ووحدي من يعرف اني مكسورة لم اتمنى لنفسي الضعف يوما لكن اليوم باتوا يدعونني المسكينة لست مسكينة تطلب شفقة قوية في أقصى لحضات الضعف لكن من ينظر الى عيناي يرى رحلة طويلة من الألم مسجلة في بؤبؤي كم من مرة خذلتني الحياة ومن عليها الاهل والاصدقاء حتى قلبي خذلني عدة مرات واعطى الود لمن لا ود له  

اصبحت نظرتي للحياة سوداوية فهي من تجلدني عارية كلما عزمت ان اطوي الماضي واتقدم خطوة للامام

تثبتني ساحرة شريرة في مكاني بخيوط من العادات والتقاليد السخيفةالتي حطمت امالي عند كل خطوة تسحب من داخلي دفترا سوداويا يحمل بين طياته خيباتي تجلس امامي تبتسم بخبث وتقلب في جروحي الماضي تخبري عن الاب الذي لم يكن ابا ولا الأخ الذي لم يكن سندا تؤكد لي انا اول من يهدم الانسان عائلته تذكرني ما فعلوا بقلبي المسكين كل من وضعت بهم ثقتي كم من مرة فشلت ووقعت ارضا بينما ارى الجميع يحلق عاليا تحكي لي كم من مرة أو دائما ما كانت يداي مربوطتين ولا قدرة لي على شيء سوى الحصول على المزيد من الامل بعد كل رواية تتعجب من اني مازلت على قيد الحياة فاخبرها اني جسد بلا روح فحتى الموت لم يسمحوا لي به وانا اقف امامك رغم عني 

اتساءل دوما لما خلق الانسان اعرف أن لكل ما هو على سطح الارض هدف من الوجود لكن ماهو الهدف من وجودي لماذا خلقت مع هذا الكم الهائل من السواد عدم وجود اي خيط امل اشد به عزيمتي يحطمني لا أجد اي ملاذ آمن لي سوى ان ارمي بجسدي الثقيل على فراشي وانتقل من خلال احلام اليقضة الى عالمي السعيد اصبحت اليوم اعيش الواقع جسدا وروحي تقفز فرحا في عالم من الخيال ارسم فيه الحياة بما يليق علي عالم لا وجود به لاي سوء به انا ومن أحب وطريق مفروش بالورود وعلى قدر ما اكون سعيدة انذاك اصطدمكل صباح بواقع جد مرير