مرحبًا يا أصدقاء!
كان من المفترض أن يكون هذا هو الجزء الثاني من "تجربتي المأساوية" في منصب قيادي في نادٍ طلابي في الجامعة كما أسميتها مسبقًا، وكما ذكرت من قبل فالمساهمة كانت تنتظر مصيرًا محتومًا ينتهي بحذفها وهذا ما حدث، إنما قمت بذكر هذه المقدمة ليعلم من قرأها وشارك فيها قبل الحذف سياق مساهمة اليوم.
في الحقيقة سيكون آخر ما سأكتبه هو العنوان، لأن الحيرة ما زالت تتملكني حياله، ولكن لنعتبر مساهمة اليوم نصيحة حياتية صادرة من مجرب لا من حكيم، إنني بصدد أن أقدم لكم خلاصة ما توصلت له بعد هذه التجربة التي انتهت الآن ككل، دون التطرق إلى تفاصيلها الدقيقة، وأنا لا أدّعي أن كل ما سأذكره الآن هو صحيح تمامًا، ولكن هذه القناعة التي توصلت إليها بعد انقضاء تلك الفترة، وأرجو أن يكون من بين القرّاء أصدقاء في بدايات ربيع عمرهم، حتى تصلهم خلاصة الدرس قبل أن يتجرعوه سمًّا عبر تجربة قاسية!
..
إذا لم تكن أنت أولوية نفسك، لا تنتظر من أحد أن يضعك ضمن أولوياته.
لا تسمح لأحد من حولك بأن يصوّب إبهامه عليك ويلقي الأوامر، واثقًا أتم الثقة بأن أوامره مطاعة منك، جارية عليك، حتى وإن لم يكن بمقدورك القيام بها، حتى وإن لم تكن من ضمن مهامك ومسؤولياتك، حتى وإن لم تأتِ على هيئة أوامر، بل سؤال بأن تتفضل على سائله، أو طلبات متكررة، كأنك عكاز يتكأ عليه الجميع، مطلوب منك مراعاة الجميع، ولكن عندما يتعلق الأمر بك، لا أحد يهتم، الكل مشغول عنك.
لماذا؟ لأنك وضعت الجميع أولوية في حياتك بينما تقبع أنت في المركز الأخير وحيدًا، تضحي بنفسك من أجل نجاحهم، راحتهم، تقدمهم، ضاربًا بعرض الحائط الجزء الذي يخصّك منها.
..
دافع عن قراراتك التي تصبّ في مصلحة سلامك النفسي.
قررت بأنك لن تستطيع الإستمرار في تحمل هذا الوضع الذي يفوق قدرتك؟ أعلمتهم بقرارك؟ سيحاول الكل إثناءك عن قرارك، سيقنعونك بأنك الأفضل وبأنك كنت تبلي بلاءً حسنًا -محاولين استمالتك لتستمرّ كآداة مفيدة بالنسبة لهم-، إذا لم ينجح هذا الأسلوب اللطيف قد يحاولون إيقاعك في فخ الشعور بالذنب: كيف تتركنا وتتخلى عن مسؤولياتك؟ كيف سنفعل كل شيء بمفردنا؟ كيف تتخلى عن راحتنا من أجل راحتك؟ يا أناني.
الكل أناني لنفسه وحقوقه، ولكن أنت فقط من تٌحاسب إذا قررت أن تكون أنانيًا، لأنك عوّدتهم على العكس، حتى أصبحوا يرون مطالبتك بأبسط حقوقك رذيلة.
+تعلم كيف تقول "لا" عندما يلزم (غاية في الأهمية).
..
إشارة بأن تترك منصبك| مسؤوليتك: إذا لم تقدم لك بقدر ما تقدم لها.
إذا كان وجودك ضمن فريق معين أو في منصب ما يستنزفك وحسب دون أن يقدم لك أيّ فائدة أو خبرة تُذكَر، فلا داعي للإستمرار في جلسات التعذيب المستمرة هذه، لا بأس بالتنحي والتحرر باحثًا عن فرص أخرى أكثر مساهمة في تطورك الشخصي.
..
وأخيرًا قد تكون جملة مألوفة لديك ولكنني سأكررها على كل حال: "ليس كل ما يلمع ذهبًا"، وهنا أخصّ تحديدًا البشر، كُن حذرًا، لا تفرط في التوقعات الوردية، ليس كل من يضحكون في وجهك يحبونك وتهمهم مصلحتك، قد تستمرّ إبتساماتهم وكلماتهم الحلوة باستمرار حنفية عطاءك بالتدفق لصالحهم، وما إن تنتهي مصالحهم معك سيركلونك بلا رحمة، لا أدعو هنا إلى تعميم الظن السيء على الجميع أو الحفاظ على نمط الوسوسة القلق، فحتى أنا شخصيًا لا أعتمد هذا الأسلوب، ولكن خصص مساحة ضئيلة جدًا مفادها (أن هذا الشخص قد لا يظل لامعًا بقدر ما أراه الآن) وحسب، بحيث إن حدث ذلك، فلن تكون ضربة غير متوقعة، وحتى لا تتعاظم خيباتك وتقسو عليك.
إلى هنا أنتهي، هذا ما يحضرني حاليًا وما وفقني الله لكتابته، أسأل الله من قلبي أن يضيف لكم هذا الكلام فائدة تنتفعون بها في القادم من تجارب حياتكم، كل النقاط قابلة للنقاش والإضافة وأثق بآراء وخبرات الأصدقاء هنا في حسوب، سيضيفون المزيد مما يزيد من جودة هذه المساهمة وقيمتها، وإن أخطأت فالتمسوا لي عذرًا وصوّبوني.
المساحة لكم.
التعليقات