كُنت فاكر إن لو حد أذاني عادي مُمكن أسامحه وبعد كدا أبعد عنّه عادي، بس المُهم إنّي أسامحه قُدام ربنا، لكن لما وقع عليا الضرر واتحطيت في الموقف دا لقيت نفسي مش عايز أسامح، ولو الدُنيا كُلها اتوسطت بيني وبين الشخص اللي أذاني أنا مش هسامحه! أصل هسامح في مشاعري ولا في كرامتي ولا في صحتي ولا في الحالة اللي وصلت لها! لأ أنا مش مسامح وحسبي الله ونعم الوكيل في كُل واحد خدع وظلم وكسر قلب غيره.
المسامحه
كنتُ قرأت من قبل دُعاء كنتُ أستغربه كثيرًا، وعرفت بعد ذلك مدى صعوبته خصوصًا حينما ننظر للحياة من حولنا، وكان الدعاء يقول "اللهم لا تختبرنا في مبادئنا" وهذا الأمر يظهر من طرحك، فنحن أحيانًا نظن أننا قادرين على أشياء، ونتحمل بشكلٍ معين، لكن كل هذه الصفات الحميدة التي نلبسها لأنفسنا، تختفي تدريجيًا، وتتساقط حينما تضعنا الحياة في أختبار حقيقي، ومن هنا تمخض المجتمع عن مثال "الكُل متدين حتى تأتي الراقصة" هي نفس فكرة اختبار المبادئ .
لأ أنا مش مسامح وحسبي الله ونعم الوكيل في كُل واحد خدع وظلم وكسر قلب غيره.
أريد أن ألفت حضرتك إلى موضوع مغلوط برأيي قمت به الآن بكتابة هذه الجملة، غلطة من حيث المعنى، برأيي الشخصي كلمة "حسبي الله ونعم الوكيل" أي أنني قد قمت بتحويل الحساب وإدارة ما أمرّ فيه من أمر صعب لم أجد لوحدي له حلاً "ووكّلته" إلى نعم الوكيل، أي أفضل وكيل، هذا التوكيل يجعلني برأيي أن لا استمر بأي فعل وأن أبقى على الحياد، عدم المسامحة هذه لا تعني أنّك على الحيادة، بالمسامحة تأخذ الحياد، سأضرب مثال: حين يكون هناك ببلدنا مثلاً نظام قضائي ممتاز ويأتي شخص يسرقك، أنت لا تقول له أكرهك وتبكي، أنت تقول أنا "سأوّكّل أفضل محامي" وأعيد حقي، حسبي عليهم، وتنساه مباشرةً، بتوكيلك لهذا المحامي الممتاز تترك هذه القضية تماماً لتربحها فعلاً، وبالمثل ولله المثل الأعلى طبعاً، أنت يجب أن تعود لحياتك في قمة السعادة والامتنان كما كنت، وتترك قضيّتك ل نِعم الوكيل فهو حسبك.
ما قمت به هي محاولة فقط لإصلاح المعنى وإعادة رسم صورته الذهنية الأصلية، لا المُشوّش عليها من قبل المجتمع والناس.
فهمك للسماح والمسامحة هو بناءً على تجربة شخصية قاسية وتأثير عميق لموقف تعرضت له، فمن الطبيعي أن تكون هذه التجربة قد تسببت في شعورك بالضياع والخيبة، وأظن أن عدم الرغبة في المسامحة في بعض الحالات قد يكون نتيجة للألم الذي تسبب به الشخص الذي أذاك.
ومع ذلك، فالمسامحة في بعض الأحيان يأتي بفوائد للشخص الذي سامح وتعود عليه بالفضل، حيث يمكن أن تساعد على تخفيف الحمل النفسي وتحسين العلاقات الشخصية، إذا كان الشخص الذي أذاك لا يستحق منك المسامحة، فيمكن أن تكون عملية الشفاء والتعافي أكثر صعوبة وتحتاج إلى الوقت الكافي، فمن الجيد أن تركزي على الشفاء النفسي والعناية بنفسك في هذه الفترة الصعبة.
التعليقات