أوقات كثيرة تمر علينا بعضها مميز وبعضها عادي والأمر نفسه مع النجاحات في حياتنا التي تشبه المحطات ولكن النجاح له محطات فارقة يتغير كل شيء بعدها للأفضل، لأن كل شيء يسبقها عادةً يكون أقل تأثيراً .. بالنسبة لي أنا كانت لحظة النجاح الفارقة التي تغير كل شيء بعدها للأفضل هو صدور رواية (قبل أن تسقط الوردة) تقريباً بعد 10 سنوات من كتابة مسودتها الأولى، وكان نجاح تلك الرواية مبهراً، فقبل الرواية كان أكبر نجاح تم إنجازه هو كتابة قصص إلكترونية على النت حققت تفاعلات ممتازة وصلت لـ 45 ألف قارئ، ولكنه نجاح غير ملموس أو لم يكن له تابعات هو فقط يشير لموهبتي في الكتابة، الأمر نفسه مع صناعة الأفلام لكوني نجحت في صناعة فيلمين ومسلسل إذاعي، ولكنهم أفلام كان يملئهم المشاكل والعيوب ولا يمكن تسويقهم بأي حال .. إلى أن جاءت رواية (قبل أن تسقط الوردة) الرومانسية الحالمة التي يحاول فيها ثلاثة شباب تغير العالم بإهداء وردة يومية لشخص مجهول بإخباره أن تلك الوردة من شخص يحبه .. وكنت مؤمناً بشدة بما يؤمن به أبطال القصة، ولكن كنت شخص عملي فالرواية كان صدورها الأساسي قد تأخر لمدة عامين لأنه كان المفترض ظهورها في 2011 ولكن قامت ثورة يناير وأغلق معرض الكتاب، والسنة التالية 2012 كانت معارض الكتاب خاوية ونصحتني دار النشر بتأجيل صدورها حتى جاء عام 2013 بعد أن فقدت الأمل ولكن حمل لي هذا العام الكثير من المفاجأت الجيدة، والتي بدأت بالتخطيط لها جيداً بالاستعداد لذلك العام الحافل حيث بدأت بالتخطيط لحفلة التوقيع في مكتبة الأسكندرية وقمت بشراء ورد ومنحت كل مشتري للرواية وردة مع إهداء رقيق يشبه أهداء أبطال القصة، ورغم أن الحفل كان يمتلئ بطبيعة الحال بالأصدقاء والعائلة ولكن كان الإيفنت الخاص بالفيسبوك حينها (حينما كانت مهمة) أثر كبير في زيارات أشخاص جدد ومهمين منهم صحفيين قاموا بإجراء حوار معي وهو ما أدى لجذب الكثير من الزوار للمعرض، وساهم تنظيمي للفكرة لجذب دار نشر جديدة للاهتمام بالتعاقد معي بسبب المبيعات التي حدثت حيث نفذت كل النسخ المتوفرة في المعرض حوالي 100 نسخة في هذا اليوم وهي نسبة مبيعات غير متوقعة، وساهمت علاقتي بالصحفيين التي تكونت بمعرض الكتاب في تغطية ليس خبر الرواية فقط ولكن أيضاً تغطية أخبار أفلامي الجديدة التي صدرت بعدها بشهرين والتي قمت بإعداداها منذ فترة، بالإضافة لقبولي في أحد برامج مسابقات ريادة الأعمال ضمن 150 شخص تم تصفيتهم من 2000 متسابق متقدم، هناك موافقة مبدئية من شركة إنتاج وافقت على تحويل رواية (قبل أن تسقط الوردة) إلى مسلسل تلفزيوني، الأمر كله كان رائع رغم أن أغلب النجاحات التالية لم تستكمل طريقها .. ولكنه أشبه بكرة الثلج حيث أن نجاح بسيط يتسبب بشكل أو بآخر في حدووث نجاح آخر بسبب ما يحدثه ذلك من زخم وحماس بسبب الطاقة الإيجابية التي يحقها النجاح الأول .. ومن الممكن أن أقول ببساطة أن النجاح يجذب النجاح طالما أستعددت للفرصة جيداً ... هو أمر فيروسي في الحقيقة فإذا بنيت نفسك لتصل لمحطة معينة بالتأكيد ستصل إليها طالما عرفت ما تحتاجه الرحلة وأعددته جيداً .
وهنا يأتي سؤالي المهم: ما النجاح المهم الذي حققته في حياتك ويعد نقطة فاصلة وتطورت الأمور التي تليه للأفضل بسببه، وما التحديات التي رافقته والدروس المستفادة؟
التعليقات