لم أعد أقوى على فتح عيناي ..
أصبحت جفوني متورمة بشده مع رغبه
شديده في النعاس ،
جسد هزيل ضعيف لا يقوي على الحراك ،
أجد جسدى يبحث بدون شعور أو قوه على فراش يستلقي عليه تعباً ، تشعر بثقل رأسك
.. تضعه على وسادتك .. لتخوص به
داخل دوامه غيبوبه عميقه ،
هبوط حاد فى طاقتى لا أستطيع فعل شيء ،
ضعف شديد يحاوط جسدى ،
ضعف لم أعلم له سبباً .. فمنذ قليل كنت فى أفضل حال ،
فى لحظات شعرت بذلك الإعياء الشديد .. الذى امتص كل طاقتى على فعل أى شئ ،
فخارت قوتي نشاطي حماستي ....
لم تكن تلك أول مره أصاب بتلك الحالة ،
لطالما شعرت بانخفاض طاقتى وخمول جسدى وانعدام رغبتى لفعل أى شئ ،
إذ فجأة أشعر بتكاسل شديد و رغبه ملحه للنوم بدون فعل أى مجهود يذكر حقا ،
استلقي على فراشي وبدون مقدمات .. أشعر بغصه شديدة بقلبي .. وهبوط حاد لم أعلم لهم سبباً ،
موجه من الحزن الشديد مجهولة المصدر ،
رغبه ملحه للبكاء لا تستطيع إيقافها ،
هل شعرت بذلك فجأة من دون أى سبب يذكر ؟
خزن شديد يعتصر قلبك .. دموع تنساب بغزارة على خديك على حين غرة ،
لتتوقف لحظات مع ذاتك .. ترغب فى معرفه سبب حدوث ذلك !
تبدأ محاولا فى البحث عن طرف خيط واحد .. يصل بك إلى لغز ذلك الشجن المفاجئ ،
فكنت منذ لحظات قليلة على مايرام .. بأتم الصحه والعافيه ،
فلماذا الآن ؟
أشعر بخنقه شديده .. ألم يعتصر القلب .. أرق يطرد رغبات النوم شر طرده ،
اتقلب فراشي هنا وهناك .. لم أعد أستطيع النوم حيث حلق بعيداً ..
تركني وحيده أبحث عن سبب ذلك ،
ياترى ما سبب ألمى أرقى ... الخزن الذى خيم على قلبى بشده ؟
والخوف الذى تغلغل بداخل صدري وقلبي حيث تثاقلت دقاته ! أمسك بصدري فى حذر وقلق من إصابته بشئ خطير ،
تتثاقل الأجفان .. تنغلق بقوه بعمق .. و أنفاس متهدجه ،
مع توابع جسديه من خمول
وعدم رغبه فى النهوض من الفراش كأنك تسلقت الجبال ،
وكانت هى ؛
كانت هى سبب كل ذلك !
وساوس أفكاري !!
تنهشني أفكاري كما تنهش الذئاب فرائسها ،
تأكلني من الداخل .. تمتص طاقتي ،
كما يمتص مصاصي الدماء دم ضحيتهم ،
بعد بحثاً شاق .. كانت هى من سرقت طاقتى و ابتسامتي
فرحتي و انطلاقي شغفي و حماسي امالى أحلامي طموحاتي كل شىء ،
سرقت كل ذلك .. و الأدق وصفا .. امتصت طاقة
كل ذلك .. لأصحو على خمول وإرهاق دائم ..
تعب ليس له مبرر ،
كانت هى أفكاري !
أفكار أقل وصفاً لها .. أنها كالمرض .. الذى ينقض على فريسته بكل وحشيه ..
.. يتغلغل و يتغلغل حتى يستعمرها كلها ..
بدون أى معركه ،
تجد نفسك خاسرا ً.. أمام عدو شنيع .. لا يمتلك رحمه
ولا شفقه ..
يهجم مباغتة .. دون وعى ولا إدراك دون مقدمات أو تحذير ،
تجده وقد أصاب جذورك وفرض قيوده ..
ولم تعد قادر على فعل شيء سوى الاستسلام ..
بدون أى مقاومة فى حاله من الضعف و الإعياء الشديد ،
كان أصل كل شيء فكره !
وسواس فى قناع فكرة .. جاءت من بعيد .. ظهرت من العدم ..
تقلب حياتك رأسا على عقب ،
أفكار ذكريات .. كانت فى مخازن النسيان .. لتظهر فجأة على سطح حياتك ،
فكره تضخمت حتى هشمت روحك من الداخل ..
لم تكن لها أساس سوى خيالات تجسدت دون سابق إنذار ،
تشعر بتضخم رأسك .. معارك من الأفكار التي اشتعلت بداخل
عقلك ،
لم تعد تملك حول ولا قوه سوى أن تبقى متفرجاً ،
ولحظات حتى تجد نفسك مشترك فى خضم معركه شرسه ،
لتستيقظ أعنف مشاعرك من غضب شجن حب حزن فراق وحده ..
اسوأ مشاعرك وقد تجمعت بقوه ، لم تعد تستطيع التحكم ..
تتسرب بغزارة مشاعر من الكره و الحقد لم تكن لها أساس سوى سوء ظن ..
.. اقتحمت عقلك أوهام لم تكن لها أساس ،
تستيقظ جروح حدثت و اندملت منذ زمن ... وجروح لم تحدث سوى فى تصورات مستقبلية تخيلها عقلك الموهوم تشحنك بمشاعر غضب ،
وأفكار يأس وانعدام ثقه عن ذاتك هبت كعواصف رياح
بين ليله هادئه ، تحطمك تشعرك بأنك لا شيء ،
من أين ولماذا أتت ؟
هل هى وساوس ايمانى الداخلى عن نفسى و تصوري عن الأخرين .. التى لطالما كانت تطاردني كصياد يطارد فريسته ،
أم هى وساوس دخيله مفروضة حتى أفقد ايمانى بذاتي قبل الجميع ..
... إذا كان ذلك هدفاً فقد نجحت حقا فى ذلك ،
حتى جميع من حولى فى لحظه غوتني أفكاري السلبيه عنهم ..
سحبتني لظلمه الشك فى حقيقه مشاعرهم وصدقهم دون دليل واضح ...
فما هو إلا ظلم وبهتان فلم توجد حقيقة واحدة تثبت تورطهم في ما أنشأه نسيج خيالي عنهم ،
سوء ظن مشاعر قديمه قصص مؤلفه عن ذاتى ،
عاصفه وراء عاصفه تضرب جدران جسدى بشده ..
لينهزم بقوه لا تجد سبيل للهروب ..
جروح فى كل أنحاء الجسد تنزف بغزاره ،
لا رغبه لفعل شيء ،
من مجرد فكره خاطره جاءت بغته دمرتك وذهبت ..
وتأتي تباعاً هكذا على فترات متقاربه و متباعدة ..
منها الحقيقى ومنها الوهم لم تعد تفرق بين العتمه شديدة الظلام
فكره سلبيه واحدة تستطيع تدميرك بشده تتركك جسدا خاويا لايصلح لشئ ،
تتمنى أن تتوقف أن ينتهي عذابك الذي جنيت من سراب
بنى على لا شيء ،
تصرخ !
توقف ! أرجوك أنت تدمرنى !
هل من سبيل يجعله يتوقف تنشد المساعدة ؟
فلا تجد سوى نفسك من يحيط بك ،
هى وحدها من تستطيع إنقاذك إرشادك بين ظلمات بحر أفكارك السلبيه التى امتصت طاقتك صحتك ،
تناديك أن تستيقظ فليس لك من ملاذ غيرها ،
تتمنى أن تستشعر منها طبطبة على قلبك تشعرك بأمان ،
تذكرك!
بوجود رب العالمين هو أعلى وأكبر من كل فكره خاطره
تعبر بحور ظلامك فهو نورك المنقذ ،
تتذكر أنه العلى .. تتذكر كلماته أن تثق تحسن الظن
ترضى تشعر بنعمه .. حتى تنسحب أعراض تلك المعركه الشرسه ،
ليسود الهدوء و تنتعش من جديد ،
تغلق الجفون فى سكون ....
منتظراً معركته الجديده ...
وأنت هل تظن أن أكبر عدو للإنسان هو نفسه ؟
التعليقات