سهل أن ننجر في حرارة اللحظة، إلى الانقياد للمشاعر، والتعبير عنها كما تجري في أنفسنا.

ما لم تكن تتحدَّث في تلك المشاعر مع أهلك وتبرِّهم، أو مع وِلدِك أو زوجك، فالباقي فضفضات مشاعر، تكادُ تكون ساذجة لو خرجت من دون شائب يتصفّى.

تلك الفضفضات تكادُ تكون عبادة للمشاعر، وتقديسًا لكلِّ شيء يموجُ في أحشاء الإنسان. تلك الفضفضات تقديس لصنم "الأنا" في داخلنا. 

قبل أيّام، زدتُّ همِّي بنفسي، أحبُّ كريستيانو، ما أحببتُ الذي حصلَ له في المباراة، لم يشركه المدرب في التشكيلة الأساسية، لأنّه كبر على الركض. عبّرتُ عن كلِّ شيء جرى في داخلي، من دون أن أضع مصفاة لشوائب المشاعر. 

الناتج؟ الهمُّ زاد، يردُّ عليِّ هذا مؤيدًا ومتعاطفًا، أو ذاك متنمّرًا وضاحكًا، عشتُ مع المشاعر أكثر، عبدتها أكثر وما شُفيتُ. 

حاولتُ كسر هذا الصنم، بالتدوين عمّا حدث في جمعٍ عَقول، أخرجتُ لهم ما يجري في نفسي، مُصفَّى هذه المرة بأوامر العقل، قلتُ أنِّي أحب كريستيانو، لكنِّي لا أحب أن أعلِّق نفسي وسعادتها به، فردَّ عليَّ أناس عزّزوا فيِّ هذا التفكير، وساندوني عليه.

مؤازرة الناس مهمّة لعقولنا الاجتماعية، لكنّ العمل يقع على عاتقك، فهم لا يؤازرون إلّا الذي تعكسه من داخلك، هم معك في منشور ينوح على كريستيانو بمشاعر ساذجة، ومعك لو أظهرتَ العقل في هذا النواح. واختر ما يشفيك.

هذه دعوة لمن يشارك مشاعره مع الناس، ربما هنا في حسوب I/O او في غيره من المحادثات مع الأصدقاء، ساعد نفسك، هم يؤازرك فقط.