مرحبا أخي الفاضل، أنا لست بمتعمقة في الدين وهذا التعليق ليس بهدف التطرق إلى الحكم الديني، ولكني سمحت لنفسي بالتعليق لأشارك تجربتي مع هذه النوعية من الأفكار. ففي الماضي قرأت بيت شعر للشاعر أبي علاء المعري يقول فيه :"هذا جناء أبي علي وما جنيت على أحد"، ومن هنا بدأت هذه النوعية من الأفكار تراودني، فالعلاقات الحقيقية نادرة وإنجاب طفل في عالم كعالمنا اليوم مسؤولية هائلة. ولكن كونك تسأل عن الحكم، فهذا يشير إلى كونك شخص مؤمن ويخاف الله ومن هذا المنطلق، أدعوك أخي العزيز، كما دعوت نفسي، إلى إبقاء حسن الظن بالله . فكل هذا الشر في العالم ليس عبثيا ولابد من حكمة إلهية لا ندركها نحن البشر. فمن يعلم، قد تنجب طفل ذو أخلاق يكون سببا في حصول تغيير إيجابي في هذا العالم، فعلى الرغم من انتشار الشرور، الخير لا يزال موجودا ونحن لا يجب أن نستسلم. أبق حسن الظن بالله فكل متوقع آتي لذلك عش بتفاؤل وتقبل الحياة كما هي فالله يعلم ونحن لا نعلم وعسى الله أن يرزقك بزوجة وذرية صالحة.
عدم الانجاب
كيف حالك يا مروان
أستشعر ألمك
ولكن يا عزيزي إن تحاشى الطيبين أمثالك الإنجاب، وأقدم من لا ناقة لهم ولا جمل في التربية السوية على الإنجاب، هل هذا في صالح إعمار الكوكب؟ نحن مأمورون، والتربية مسئولية كبيرة.
الزواج نفسه أصلًا ليس فرضًا على الجميع، فأنت ما إن وجدت ما يمنعك عن الإنجاب ربما أمضيت عمرك في شيء آخر أكثر نفعًا وصلاحًا، ولكن هل هذا حل؟ هل تعتقد أن الشر سينتهي؟ أو هل تعتقد أن علينا نحن أن ننهيه؟
وعليكم السلام، مرحبًا مروان،
وجود أشخاص سيئين لا يعني أن العالم برمته سيئ، وانتشار الحالات التي توضح الجانب المظلم من العلاقات الإنسانية سواء زواج أو صداقة أو قرابة ما هي إلا خطة مدروسة لإلهاء الناس عن أي مشكلة أخرى. زوج قتل زوجته والعكس، صديق قتل صديقه! ألا يوجد زوج ساعد زوجته اليوم في أعمال المنزل، وأم قامت على تربية طفلها حتى أصبح شخصًا ذا مكانة مرموقة. التجارب الجيدة موجودة بكثرة من حولنا والأفضل لو نلتفت لها ونترك التريند والسوشيال ميديا لأصحابها.
هناك أشخاص لا يمكننا وصفهم بالبشر.. هذا صحيح، ولكن يوجد بشر طبيعيون في نفس الوقت.
أنصحك بزيارة استشاري علاقات إنسانية لتغيير فكرتك عن الزواج، أما عن عدم الإنجاب فيمكنك سؤال أهل العلم من الدين.
سيحيك على ذلك أبو العلاء المعري صاحب القول المأثور ( هذا ماجناه عليّ أبي وما جنيت على أحد )
هل عدم الانجاب عمدا حرام؟
أعتقد أن الأمر معقد أكثر من مجرد حرام وحلال وإذا كنت تريد فتوى فسؤالك قد يوجه للأزهر الشريف أفضل! ولكن لو كنت سأفتي لتركت الأمر للحرية الشخصية والقناعات فلا أجد أنه موضوع ديني من الأساس.
لكن بالنسبة لفكرة أن تتخذ قرار بناء على حادثة فهذا القرار عاطفي و أنا لا أقتنع بالقرارات المبينة على المشاعر أكثر من المبنية على المنطق ولو افترضنا جدلاً أنك فكرت به بعد الحادثة بناء على منطق معين فهذا يعني أنك تنظر فقط للجانب القاتم من الحياة فإذا حدثت هذه الجناية الكبيرة والبشعة والتي آلمتنا جميعًا إلا أن هناك جوانب خيرة في الحياة وهناك أشخاص طيبون وصراع الخير والشر سيبقى أبدي إلى أن يرث الله الأرض ما عليها ولا يمكننا أن نوقفه بفكرة كهذه ومن الأولى أن يفكر الشريرون بهذا الأمر ليتوقف امتدادهم.
وصدقني إن وجدت تلك الشركة التي ستقبل في البداية عدم غنجاب أطفال فبعد فترة ستلح عليك لأن الامر يتعلق بغريزة الامومة التي لن تمتلك الحق بأن تمنعها منها بإرادتك الكاملة والحرة _ودون سبب رباني وتدخل قدرة إلهية_ فهل ستكون شخصًا طيبًا معها حين لا تكترث لطبيعتها وغريزة الأمومة لديها ؟
فلا أجد أنه موضوع ديني من الأساس.
الدين (على الأقل الإسلام) شامل فهو أسلوب ومنهج حياة وليس بعض المجتزئات من هنا وهناك.
هذا موضوع شائك لا أفضل الخوض فيه ولكن بالمختصر أليس عمر أوقف الحدود في عام الرمادة! لماذا فعل ذلك ؟ ألم تكن هناك حكمة فكيف يكون لا يجزأ الدين الدين صالح لكل مكان وزمان هذا ما نحفظه عن ظهر قلب ولكن إذا اخذناه كما هو فهذا غير منطقي لأن ما يواجهه الناس اليوم يختلف عن ما وجهوه قبل ألف سنة وسيختلف عن ما هو آتي وبالتالي لابد من الحكمة في تطبيق الدين ومن القواعد الفقهية المعينة على ذلك "درأ الضرر أولى من جلب المنافع " و وهنا حين نكون أمام أمر نافع ولكن هناك احتمال ضرر من تنفيذه فسيكون اغلاق الباب أفضل من فتحه
أليس عمر أوقف الحدود في عام الرمادة!
إيقاف حد السرقة كان لأسباب شرعية وهو دليل لصلاح الدين لكل زمان ومكان (بسبب وجود الشبهات (لا يمكن إثبات السرقة 100%)، والحدود الشرعية تدرأ بالشبهات).
ولكن إذا اخذناه كما هو فهذا غير منطقي لأن ما يواجهه الناس اليوم يختلف عن ما وجهوه قبل ألف سنة وسيختلف عن ما هو آتي
لا أعلم في ماذا تفكرين يا أختي، لكن حين نقول الإسلام كما كان منذ 1400 سنة فنحن لا نقصد العودة لركوب الجمال والأحصنة أو تدمير التكنولوجيا وما شابه ذلك، العكس نحن مطالبون بالعلم دنيا وآخرة.
والإسلام شريعة تنظم المجمتع والفرد بعلاقاته (مع ربه وغيره ونفسه) ونريد العودة لها والتخلص من فلسفات وعقائد مغايرة ومدمرة ذات أسماء براقة.(مثل اللبرالية/الحداثة/التقدمية)
أما الأمور الجديدة وغير الموجودة سابقا تسمى النوازل ويدرس العلماء لأجلها فقه النوازل.
وبالتالي لابد من الحكمة في تطبيق الدين ومن القواعد الفقهية المعينة على ذلك "درأ الضرر أولى من جلب المنافع " و وهنا حين نكون أمام أمر نافع ولكن هناك احتمال ضرر من تنفيذه فسيكون اغلاق الباب أفضل من فتحه
لا أنا ولا أنت يا أختي يحق لنا أن نتكلم في دين الله كما نحب لأنه عِلم، إذا أردت أن تعرفي كيف تكون الأحكام الشرعية وغيرها فادرسي الفقه يرحمك الله، والأمر ليس مسألة "درأ الضرر أولى من جلب المنافع" فقط.
وعموما تجنبي الدخول في نقاش عن الدين بنفسك وأشيري بروابط\كتب\فيديوهات لعلماء ثقات، لأنك بالخطأ ستأخذين ذنوب ومن تأثر بكلامك، وحسوب ليس المكان المناسب السؤال\النقاش\الاستفتاء عن أمور فقهية ودينية.
مقدرة مشاعرك، الحادثة كانت مؤلمة ومروعة، صدمت من المشهد وحزنت أشد الحزن على الفتاة، وأصبحت أشد خوفا على أطفالي بعد هذا الحادث، فهي فتاة خرجت من بيتها للذهاب للامتحان وعادت جثة لأهلها، اللهم ارحمها رحمة واسعة، لكن بالنهاية نحن بدار ابتلاء مروان، ولابد أن نصبر عليه ونحتسب.
أما قرار عدم الانجاب من عدمه لن أحاول إقناعك بغيره، لأن هذا لك الحرية به المهم ألا تتخذه وأنت تحت تأثير صدمة أو حادثة لأن للأسف الإعلام يركز بشكل مرعب على الأخبار السيئة سواء القنوات والجرائد ووسائل التواصل، فتجد نفسك محاط بالأخبار السيئة لا محالة، حتى أن الشخص بات يرى أن السيء أكثر وأعم وربما يكون الواقع غير ذلك.
السلام عليكم،
هل عدم الانجاب عمدا حرام؟
حسوب I/o ليس الموقع المناسب لطرح الفتاوى.
بعد انتشار المصائب من حولنا حرفيا لا يمر يوم الا وهناك انسان قتل بدون اي ذنب، أنا تعبت من البشر واصبحت اخاف من التعامل معهم وتقريبا لا اثق ب احد
كما يوجد الزوجة التي تقتل زوجها، توجد من تحسن التبعل ويعيشان في مودة ورحمة، وكما توجد أعمال قتل توجد أعمال خير وإصلاح.
وجود الشر في هذه "الدنيا" أمر طبيعي، ورغم أن النفس تخاف وتشمئز منه (وهذا طبيعي) فإنه ليس سببا للتخلي عن الحياة انظر الجانب الإيجابي من الأمور وحاول الابتعاد لبعض الوقت عن وتحاشي مشاهد القتل والفظائع،
وبما أنك سألت عن حكم الله في هذه المسألة، فهذا دليل الإيمان، ولك أن تتصور الأجر الذي ستجنيه من تربية صالحة للأولاد ربما تكون سبب دخولك للجنة.
وكذلك كل شيء بقضاء الله وقدره وأمر المؤمن كله خير يا مروان، فاستعن بالله وتوكل عليه وتزوج (واعزمنا :)😁 ) ودعنا نرى أولادك.
اجعل إرادة لتتخلص من هذه الأفكار "الشيطانية" وفقك الله.
ويمكنك في حال لم تستطع استشارة طبيب نفسي موثوق.
وعليكم السلام ، مرحبا مروان .
فكرة عدم الزواج أو عدم الإنجاب ليست بالسديده صديقي العزيز ، وما يمنعك عن إختيار زوجة صالحة تأخذ بيدك إلي الجنة ويكون لك منها أبناءً تحسن تربيتهم وتعليمهم ، أليس هذا أفضل من قرار عدم الزواج او الإنجاب ، فلا تقدر من البلاء مالم يقع فتتحمل ثقله قبل أوانة ، واعلم ان الله رحيم بعبادة .
أنت في حاجة ماسة للاتجاه إلى الذهاب لأخصائي نفسي، حتى تتمكن من التخلص من كل هذه المشاعر.
وحتى هذا سأخبرك أن الدنيا ليست جنة، سنقابل بها الكثير من الآلام، والتي لا يُمكن بتاتًا أن نتجاهلها أو نختار عدم العيش بغيرها. هي مليئة بالأشرار والأخيار. هذا امر مفروغ منه ...
السؤال هنا هو هل سنختار أن نترك الأشرار يتناسلون ويملأون الدنيا بنسلهم، أم أن نختار أن نملأ الدنيا بالأخيار، والصالحين، والقادرين على تغيير الواقع السيء لواقع أفضل...
نحن لسنا في حاجه إلى وقف الانجاب وإنما إلى تعلم تربية أبنائنا بصورة صحيحة سليمة.
التعليقات