حياكم الله أصدقائي الرائعين^^
أظن أنني في المكان المناسب لمشاركة موقفٍ حصل معي مؤخرًا وتنصحونني ونتعلّم سويًا، قبل فترة تعرّفت على فتاة ومع الأيام أصبحنا صديقتين.
أو ربما أنا ظننت أننا صديقتين وتصرّفت على ذلك الأساس، لأنني من الأشخاص الذين ما إن يثق بهم أحد حتى يبذلون لأجله دم قلوبهم وماء عيونهم.
بذلتُ جهدي لأجعل منها شخصًا أفضل من الذي كانت عليه، لقد كان وضعها سيئا جدا وجميع البنات يسخرون منها، لكن أنا تقبلتها بكل مافيها من عيوب وصفات لا تُحتمل.
في البداية كانت تؤذي الذين يقتربون منّي، وتتعامل معهم بسوء وتقول ما لم أقل عنهم، دون أن أدري وكانت أحيانا تحظر بعض أصدقائي المقربين على مواقع التواصل الإجتماعي، كنت أعتذر من الجميع وأصحح سوء الفهم وكل هذا أمر تقبلته لأجل شيء واحد.
هي كانت بنت لوالدين منفصلين بعد فترة بسيطة من ميلادها، كانت تشعر بالحقد اتجاه والدها وتشعر بالرفض، وتُحمّل نفسها ذلك الخطأ الذي أوصلهم للإنفصال، لقد وعدت نفسي من البداية أن لا أتركها وأن لا أكون سببا يجعلها تؤمن بأنها لا تستحق علاقة صحية وداعمة.
حاولت بكل الطرق احتواءها وأن أكون لها صديقة وتعويضًا لكل ما عاشته في طفولتها، هذا ليس واجبًا عليّ لكن أنا أخذت على عاتقي ذلك بكل رضا ومحبة.
بعد الكثير من البذل والعطاء ولا أُنكر أنها أيضا بذلت من أجلي الكثير وكانت تسعى لإرضائي بكل الطرق، وأذكر مرة أنني ذهبت للمكتبة وكنت أودّ اقتناء رواية لألبير كامو، لكن لم أكن أملك ثمنها في ذلك الوقت، وحين اجتمعت بها وبعض الصديقات وفي خضمّ الحديث فَهمتْ أنني أرغب بتلك الرواية.
في اليوم التالي ذهبتُ للجامعة وعدت مبكّرا بسبب الإضراب، وحين دخلت الغرفة وجدت الكثير من القصاصات الزهرية والبنفسجية، كُتب فيها لأجلي كلامٌ جميل.
وفوق طاولتي الرواية التي رغبتُ بشراءها، والأجمل من ذلك هو أن هذه الصديقة في ذلك اليوم طلبت مبلغا من مديرها في العمل، وأخذت إذن غياب واشترت لي الرواية، وأشياء أخرى كنت أرغب بها.
كما بذلت لأجلها الكثير هي أيضا لم تتوانى في العطاء، لكن نهاية صداقتنا لم تكن مرضية أبدا، وحدثت الكثير من الأمور التي آذتني كثيرا، وقامت بوصفي بأوصاف لم أتحمّلها ومن بينها جملة قاسية لم أستطع تجاوزها.
وإلى اليوم حين أسترجع ذلك الموقف والكلام أشعر بالسوء.
أؤمن أنّ العلاقات الجيدة هي العلاقات التي تنتهي بإحسان، وبأخلاق أما البدايات فأغلبها تكون جيدة وممتازة حتى.
أنهيتُ علاقتي مع هذه الصديقة، بعد أن استنزفتُ تماما ولم أسمح بعدها لأي شخص جديد من دخول حياتي كصديقة أقصد، وبدأت أفقد الثقة في الآخرين.
بسبب أنّ أغلبهم لا يقدّرون الصدق والطيبة التي تمنحها لهم، ويجعلونك دائما تراقب حركاتك ومشاعرك وكأنك في حرب…
هذه المساهمة هي عبارة عن تدوينة ضمن تحدي الأربعين، واخترت أن تكون فضفضة هنا على حسوب.
لماذا الأغلبية لا يقدّرون الشخص المحب المعطاء، ويستصغرون صدقه ويدوسون طيبته، ويحسبون ألف حساب لذلك الذي يسيء إليهم ولا يقدّرهم؟ ما رأيكم أنتم ؟
التعليقات