كما نعلم الصراع بين العقل و القلب أبدي. ليس هناك من انسان عاش او يعيش على الأرض إلا وقد وقف في وقت واحد على الأقل وهو محتار بين ان يمشي ويسير مع الاحساس ام يتبع صوت العقل. صوتين متضاربان وما من احد منهما يعلو على الأخر. لهما ذات القيمة وكلاهما يقود الى حين الاختيار الى نتائج مختلفة قد يكون لها في بعض الاحيان تبعات كبيرة.
صوت العقل ينشأ مما نراه ونسمعه. ليس دائما يكون صوت العقل مقتصر على رأينا الشخصي بل أن هناك الكثير من آراء الأخرين وكلماتهم, تبريراتهم و جميع كل تلك التفسيرات تدخل ايضا في حيز الفكرة. صوت العقل منطقي وعبارة عن تقبل لموضوع او تمحيص الفائدة من أمر آخر او تقليل الضرر. ربما نفكر في كيف سيكون هذا الأمر جيد لنا على كافة الأصعدة. صوت العقل يتطلب التفكير المستمر. وهو بالضرورة مرتبط بعملية التفكير ولا شيء آخر.
صوت القلب معقد أكثر ومن الصعب سماعه. هو ليس يخبرنا بل نشعر به. تفكيك ذلك الشعور أيضا من التعقيد بمكان بحيث ان الكثيرين يفضلون الابتعاد عن هذه النقطة لتشابكها. كأن يكون الاحساس مركبا من مركبات الخوف, الفقد, الحساسية و الشوق في وقت واحد. كيف سنتعامل مه كل هذه المشاعر في وقت واحد و نبني عليها قرار ربما يكون مصيرياً.
الجميل في الموضوع ان تقريبا الكثيرين من البشر يختارون احد هذين الصوتين على الصوت الآخر. ربما لأن المواضيع المطروحة تأتي بتعارضات بين صوت العقل وصوت القلب. "هل ابعث بالرسالة, أم انتظر؟". الوصول الى التوازن بين صوت العقل و القلب ربما يكون هو السر وهو المنشود للوصول الى الراحة المطلقة. ربما كان هذا هو المقصود من الآية الكريمة" لهم قلوب لا يفقهون بها". فكيف نفقه او نفكر عن طريق القلب؟ وفي الآية الكريمة الثانية شاهد أيضا على ان القلب له ظيفة العقل: "أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"
فما رأيكم في الموضوع؟
التعليقات