بعد ان اكملت دراسة الثانوية العامة بتقدير امتياز لم يكتمل أي شيء في حياتي إلى الآن تعلم اللغة الانجليزية ودورة الرخصة الدولية وأيضاً كورس اللغة التركية و دورة الصيانة والبرمجة غير ذلك الكثير من الاشياء التي لم أستطع الصبر على تعلمها.
كنت في بادئ الأمر أظن أني شخص محب فقط لعمل الأشياء الإلزامية فقط لأني كنت إنسان مسوف خلال دراستي في مرحلة الثانوية العامة ولا زلتُ الى الآن مسوف فأنا شخص لا أذاكر إلاّ في فترة الإمتحانات حيث كنت أخيط الأيام والليالي لأكمل المذاكرة وكان التوفيق ملازم لي في حياتي لأني ولله الحمد سريع الفهم والحفظ و كان هناك عامل مهمٌ ملازم لي أني كنت لا استسلم أبداً ولا أرى نفسي إلاّ من الأوائل ولا استسلم لا لخوفي و لا لأي شيء آخر .
وللأسف الشديد وبعد ان بدأت دراستي الجامعية أكتشفت أن ذلك خطأ وفشلي وتأخري ليس له علاقة بحب الالتزام ولم انتبه لأني لازلت أسير بذلك الزقاق الموحش وأني ظللتُ مستمراً بالمماطلةِ واللّعب وإهدار المعلومات وضياع الدرجات ومما زاد الأمر سوءاً أن تسلل الخوف والإستسلام إليّ لدرجة أني في إحدى الليالي ماقبل أحد الإختبارات الصعبة التي لا أفقه منها شيئا إلاّ المربع الذي على غلاف الكتاب أستغفلني الإستسلام وجعلني أقرأ رواية زيكولا المشهورة إلى صباح اليوم التالي وزاد الأمر سوءاً عندما قررتُ أسرع قرار في حياتي وأكثرها تدميراً لي في صباح أول يوم في الإمتحانات النهائية في الجامعة قررتُ عدم حضور الإختبارات وأضعتُ عاماً كاملاً في مهب الريح وإلى الآن لا أعرف السبب الذي جعلني أتخذُ ذلك القرار الذي كان وقتها يبدو الى قرار منطقياً جداً وبعدها تعرضتُ لصدمة نفسية أستمرتْ لعدة أشهر ولا يزال وأثرها في نفسيتي مستمرٌ إلى الآن قررتُ أن أعوض ما فاتني وأستثمر بقية العام الضائع بدراسة كورسات أونلاين في اللغة والبرمجة ولكن مازالتْ حليمة ملازمةً لِعادتها القديمة على الرغم أني على عكس حليمة أعلم أنني على خطأ.
هل شعرتَ يوماً - عزيزي القارئ ـ أنّ هناك صخرة على صدرك ?! دائماً ما يكون هناك شعور غريب في داخلي بحيث أشعرُ أنّ هناك ضغط عالي على صدري كما لو وضعت عليه صخرة مصاحباً له خوف شديد عندما أكون حتى ولو في مأزق صغير هذا الشعور يجعلني أتعجل في اختيار القرار ــ طبعا الخاطئ ــ لأزيح تلك الصخرة عن صدري وفي غالب الأحيان أستعينُ بالكذب لأني لا أحب المواجهة فعلى سبيل المثال لا أحد يعلم أني تأخرتُ عاماً جامعياً فكيف أخبرهم بذلك ماذا ستكون مبرراتي طبعاً ليس هناك أي مبررٍ لذلك ــ حتى ولو كان غير منطقيا ــ لا أحد سيفهمني وربما أتعرض للأذية اللفظية والنفسية لذا صرتُ أغطي الكذبة بالأخرى والفشل بالخوف.
خائفٌ جداً و في أحلامي يطاردني شبح معرفة والديّ بذلك وزعزت نظرتهم عني وهما الأميان اللذان أاتمنا كل أحلامهما بحوزتي بعد أن راهنا عليّ بدعائهما ووقتهما ومالهما وعندما وأفكر بالعواقب المتتالية لأفعالي أتنهد وأقول متى سيصحو من سباته?.
التعليقات